خرج المجلس الوطني لنقابة »كناباست« من الدورة الطارئة التي عقدها أول أمس في العاصمة بنظرة سوداوية عن الوضع الذي يعيشه القطاع، وقد أكد جميع الأعضاء المجتمعون أن عمال القطاع هم اليوم على حالة كبيرة من الغضب والتذمر، ويرون جميعهم أن لا مفر من العودة إلى خيارات الاحتجاج والإضراب، وهذا هو ما أوصت به الدورة، وعلى أن يتمّ إقراره رسميا في الجمعيات العامة المقرر عقدها هذه الأيام محليا وولائيا، وهو ما سيبصم عليه المجلس الوطني في دورة لاحقة. اجتمع أول أمس المجلس الوطني لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع )كناباست( في دورة طارئة بثانوية ابن الهيثم بالعاصمة، تدارس فيه الوضع السائد بالقطاع من جميع الجوانب، وبما فيها المطالب المهنية والاجتماعية المرفوعة من قبل مختلف أسلاك القطاع منذ سنوات، وهي كلها وفق ما يعلم القاصي والداني تنحصر أساسا في ضمان العيش الكريم للعامل بالقطاع،الذي يحفظ له كرامته وسلامته المهنية. وحسب الأستاذ مسعود بوديبة، العضو القيادي الفاعل في نقابة »كناباست«، فإن هذه الدورة مرت في جو مشحون، اتسم بحالة واسعة من الغضب والتذمر، كشف عنها جميع الأعضاء المتدخلون، وقد عبرت عنها بوضوح تام جميع التقارير الولائية ، التي قُدّمت من قبل رؤساء الفروع الولائية للنقابة. وما توصل إليه المجتمعون أن وزارة التربية الوطنية والسلطات العمومية المعنية الأخرى مازالت غير مهتمة بالمطالب المهنية والاجتماعية المرفوعة، وأن حالة الانسداد بين الجانبين مازالت قائمة، والمطالب ماتزال مجمدة بالرغم من وزيرة التربية السيدة نورية بن غبريت حاولت إظهار حسن نيتها في جلسات الحوار التي كانت أجرتها منذ مجيئها مع نقابة »كناباست«، وباقي النقابات الوطنية الأخرى، وهذا تحديدا ما حتّم على حصول إجماع أولي كامل على العودة إلى خيار الاحتجاج والإضراب، وتكثيف الضغط على الوصاية والجهات الرسمية المعنية الأخرى. وهذا هو نفس سياق الموقف المُعبر عنه من قبل الرجل القيادي القوي في نقابة »كناباست« مسعود بوديبة، أين أوضح أمس ل »صوت الأحرار« أن نقابة كناباست وما تمثله من شرائح عمالية واسعة غير راضية على الوضع الحالي لقطاع التربية، بحيث أن كل المشاكل المُطالب بحلها، وكل المطالب المرفوعة مازالت مطروحة وتراوح مكانها، وردود وزارة التربية عليها لم ترق إلى ما نطمح إليه، فقد أُصبنا بخيبة أمل كبيرة في مطالبنا... كل الأمور تراوح مكانها، ونحن لا نرى جديدا في المطالب يُساهم في بعث الاستقرار بالقطاع، بل نفس الممارسات ونفس الوضع مازالا متواصلين، وهو ما أبقى ويُبقي على حالة الغضب والتذمر لدى الأساتذة وعمال القطاع«. ويواصل بوديبة قائلا: » زد على هذا فإن القطاع يعيش حالة كبيرة من غياب سياسة التأمين الاجتماعي، ونقص التكوين والتأطير، ومن ضغوط عديدة، وهو ما نراه يمسّ بالقطاع ويؤثر عليه سلبا، ويدفعنا بقوة للعودة إلى الحركات الاحتجاجية«. ولإبراز الإجماع الحاصل على العودة إلى هذا الخيار، أوضح بوديبة أن كل التقارير القاعدية الولائية المقدمة في الدورة أكدت على العودة من جديد إلى الولايات، وعقد الجمعيات العامة، وعلى أن يكون النقاش الأساسي حول خيارات الاحتجاج المناسبة التي يُرجى اعتمادها لاحقا في الدورة القادمة للمجلس الوطني المقرر عقدها عند الانتهاء من عقد كافة الجمعيات العامة. وطالما أن موقف نقابة »كناباست« هو على هذا الحال، ويُضاف إليه موقف نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الذي هو في نفس المنحى والقناعة، وكذا موقف نقابة » سناباست «، وباقي النقابات الأخرى، فإن الخيّرين في هذا القطاع من ذوي الضمائر الحية يرون أنه من واجب وزارة التربية الوطنية أن تُبادر من الآن لفتح حوار مباشر صريح وواضح مع الجهات الرسمية الفوقية المعنية الأخرى، وأن تطرح عليهم بوضوح تام كافة المطالب المطروحة، وأن تُرفقها برُؤيتها لما تراه مناسبا لكل مطلب، ذلك لأنها هي أعلم بواقع حال أساتذة وعمال القطاع، عليها هي الأخرى أن تتحمل مسؤوليتها بشأن كافة المطالب، وأن تقول كلمتها في المطالب التي تعنيها بصفة مباشرة وفي المطالب التي هي من صلاحية مستويات أخرى، وهذا كله إن فعلته الوصاية هو من أجل أن لا يوضع التلاميذ من جديد بين فكي كماشة النقابات والسلطات الحكومية المعنية.