أقدم أحد عشر مجلسا نقابيا ولائيا، تابعا لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني على إنهاء المقاطعة الإدارية، التي كانت شنتها في فترة ما بعد الإضراب السابق، وهذا بسبب فتح أبواب الحوار من قبل مديريات التربية، وحلّ العديد من المشاكل المطروحة، ولم يبق في هذه المقاطعة حسب العضو القيادي في النقابة مسعود بوديبة سوى فرعان نقابيان، والتحاقهما بالركب متوقع. أوضح مسعود بوديبة، عضو المكتب الوطني، المكلف بالإعلام والاتصال في نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ل «صوت الأحرار» أن أحد عشر مجلسا ولائيا تراجعوا عن المقاطعة الإدارية، التي كانوا شرعوا فيها مباشرة عقب الإضراب الوطني الأخير، ولم يبق منها سوى المجلسين الولائيين لكل من عنابة وغليزان، وهما حسب نفس المصدر في طريق الانضمام إلى هذا المجموع العائد للعمل بصورة عادية. وأرجعت المجالس الولائية الأسباب الحقيقية لهذه العودة الجماعية إلى المرونة الكبيرة التي أظهرتها في المدة الأخيرة مديريات التربية، عبر الولايات المعنية، وإلى أبواب الحوار الواسعة، التي فتحتها مع الممثلين النقابيين، ومع عمال القطاع بشكل عام. ووفق ما جاء على لسان بوديبة، فإن الكثير من المشاكل المهنية والتربوية والإدارية قد حُلّت، وبعضها وُضعت له رزنامة للحل، وهو الأمر الذي أعاد الأمور إلى نصابها. وللتوضيح فإن المقاطعة الإدارية التي لجأت إليها هذه المجالس النقابية الولائية تعني أن الأساتذة في الثانويات التابعة لهذه الولايات أقدموا على مقاطعة إداراتهم، وعدم التعامل معها، ويأتي في المقدمة إجراء الفروض والامتحانات، والقيام بعملية التصحيح،والامتناع عن منح العلامات المحصل عليها إلى إدارات الثانويات، ولا حتى تسجيلها في سجلات الكشوف. ونذكر أن هذا الخيار هو أحد خيارات الاحتجاج، التي طالما طرحتها وهددت بها بعض العناصر النقابية، وقد جوبهت برفض عام من قبل أغلبية المجالس الولائية، التي ترى في أنه بالعكس يضيف أعباء غير محسوبة على الأساتذة، ومجالسهم التربوية، دون تحقيق أية إضافات على مستوى المطالب المهنية الاجتماعية. وفي السياق الآخر المتعلق بكنفدرالية النقابات الجزائرية، قال بوديبة أن هذه الأخيرة ستجتمع يوم 22 ماي الجاري، ولم يوضح لماذا تأخر هذا الاجتماع إلى هذا اليوم، وكان مقررا له أن ينعقد قبل أسبوع وتأجل لهذا الأسبوع حسب تصريحات سابقة لأحد الأعضاء القياديين في الكنفدرالية. ومثلما هو معلوم فإن النقابات الأربع المشكلة للكنفدرالية، التي هي نقابات:« كناباست»، «إينباف»، نقابة ممارسي الصحة العمومية، ونقابة أخصائيي الصحة العمومية قد عقدت على مستواها اجتماعات انفرادية، انتهت إلى إعداد مشاريع أولية لميثاق الكنفدرالية، ونظامها الداخلي، وسوف تحال جميعها على الاجتماع المشار إليه، من أجل الخروج بالصيغتين النهائيتين لهاتين الوثيقتين. ومثلما هو متعارف عليه فإن ما ينجز في هذا الاجتماع وبقية الاجتماعات الأخرى المتعلقة بالجانب التأسيسي للكنفدرالية سوف تسلم رسميا إلى وزارة العمل، ووزاارة الداخلية، من أجل الحصول على الاعتماد الرسمي، والأمر هنا لا يختلف عن تأسيس نقابة من النقابات.