اعتبرليوم الثلاثاء بالجزائرالعاصمة مشاركون في ندوة فكرية بعنوان "مستويات اللغة العربية في الكتابات الجديدة" أن الإبداع الأدبي الجزائري الحالي باللغة العربية "راق" و"ينافس نظيره المشرقي". وأوضح المتدخلون في هذه الندوة التي نظمها المجلس الأعلى للغة العربية في إطار مشاركته في الطبعة ال18 لصالون الجزائر الدولي للكتاب أن الأدباء الجزائريين من شعراء وروائيين وبدرجة أقل كتاب القصة القصيرة تمكنوا من "توسيع وتنويع وتخصيب مساحات أداء ومردود الإستعمال الإبداعي للغة العربية من حيث الكم ونوعية الإبداع (...) والرقي بمعجمها الشعري والروائي والقصصي في أعمالهم". وقال الأكاديمي والشاعر مشري بن خليفة أن الإبداع الأدبي الجزائري الحالي بالعربية ورغم "الإضطراب الذي أصاب مستواه اللغوي في التسعينيات" -لعدم وجود نقد ومنابر ثقافية وعدم وصول الخطاب للقراء- فإنه استطاع "البروز" على المستوى العربي من خلال أسماء تحصلت على أشهروأهم الجوائزالعربية على غرار أحلام مستغانمي وواسيني الأعرج. ولكنه تأسف من جهة أخرى ل"التفاوت في مستوى اللغة العربية عند الطلبة والباحثين وأيضا وسائل الإعلام من قنوات تلفزيونية وإذاعات وصحف والتي هي في غالبيتها يضيف المتحدث- +تقدم لغة (عربية) ركيكة وهابطة+". وذكر المتحدث ب"القفزة النوعية" التي عرفها الأدب الجزائري منذ الثمانينيات لما حاول أدباء ذلك الوقت "التأسيس لخطاب جديد عبر التخلص من الخلط بين الفصحى والعامية والخروج عن الأيديولوجيا +وهما صفتان ميزتا أدب السبعينيات+ والإنتقال لمرحلة التركيز على التجربة" مضيفا أن هذا التطور الكبير رافقه ظهور العديد من الملاحق الأدبية التي كان يديرها أدباء ونقاد يشهد لهم بالكفاءة. ومن جهته اعتبر الأكاديمي محمد الهادي بوطارن المختص في الدراسات الأدبية والنقدية الحديثة العربية منها والجزائرية أن الأدباء الجزائريين "برهنوا على المستوى الراقي للغة الإبداعية في أعمالهم ما جعلهم ينافسون وبقوة الإبداع المشرقي". غير أن الناقد الثقافي عمر أزراج -المقيم ببريطانيا- اعتبر على هامش الندوة لواج أن الجزائر "لا تزال تعامل نفسها كدولة هامشية وكدولة طرف (...) لكونها لا تملك لحد الآن السياسة لاختراق المركزين المشرقي أو الغربي" متأسفا لكون بعض الوزارات كوزارة الثقافة مثلا "لا تشتغل إلا على المستوى المحلي" على حد قوله. وخلص الى القول أن الحوار مع المركزين المشرقي والغربي يتطلب كثيرا من الشروط من بينها "ترتيب البيت الداخلي من خلال إقامة دور نشر لها مستوى عالي و نشر مجلات أدبية ذات مستوى وترتيب شؤون المثقفين الجزائريين ولم شملهم وإقامة وسائل إعلام بأجندات دولية تجعل من الجزائر لاعبا فاعلا في المعادلة الثقافية في العالم".