شهدت أعالي مفتاح وخميس الخشنة، وهي منطقة فاصلة بين ولايتين هما البليدة وبومرداس، حالة استنفار عسكرية غير عادية وقد جرى تفتيش بيوت في هذه المنطقة لاشتباهها في إيواء الأمير الوطني للجماعة السلفية للدعوة والقتال أو ما يعرف إعلاميا بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال المدعو أبو مصعب عبد الودود. أعلن شهود عيان أن قوات خاصة من الجيش الشعبي الوطني تنقلت قبل نهاية الأسبوع المنصرم لمعاينة عدد من القرى في هذه المنطقة جنوب مفتاح وخميس الخشنة التي تعد منطقة غابية تتناثر عليها بيوت قرويين بسطاء لم ينزحوا في عز همجية الإرهاب لفقرهم، في حين استخدمت الجماعة السلفية المنطقة كقاعدة خلفية للاستجمام والتطبيب بالنسبة للإرهابيين المصابين في عمليات تمشيط للجيش الشعبي الوطني، ولا ترتكب بها الجماعة السلفية عملا مسلحا حتى لا تثير الأنظار إليها خصوصا بعدما تم اكتشاف مركز به العديد من الكازمات منذ سنتين في منطقة جبلية وعرة تأوي إليه عائلات الإرهابيين بأطفالها، وتمت محاصرته وقنبلته بعدما سلمت عائلات الإرهابيين أنفسها لقوات الأمن، وكان هذا المركز يتوسط المسافة الفاصلة بين مفتاح وخميس الخشنة في منطقة تسمى غابة الساسنة. واكتشف الرأي العام حينها أن هذه المنطقة يستخدمها الإرهابيون المصابون بالأمراض أو بالرصاص للتطبيب والنقاهة ولا يخرجون إلى حيث يراهم عامة الناس مخافة اكتشاف أمرهم، وهي نفس المنطقة إلى جانب الأماكن المجاورة لها، التي تثير شكوك قوات الأمن في لجوء الأمير الوطني إليها خاصة وأن الأخبار تشير إلى إصابته في أحد الاشتباكات مع الجيش بمنطقة سيدي علي بوناب، ولا تستبعد الفكرة طالما أن بيته العائلي غير بعيد عنها ويمكنه الاستفادة من خدمات المقربين منه من خلايا الدعم –حسب مصادر محلية من المنطقة-. وقالت هذه المصادر أن بيوتا في قرية الجواليل التابعة إداريا لخميس الخشنة تم تفتيشها بدقة لاشتباه قوات الأمن في لجوء إرهابيين لطلب المعونة أو التطبيب إليها، وتركز الشكوك على دوركدال أكثر من غيره، ونفس الشيء لوحظ نهاية الأسبوع الماضي جنوب قرية زيان غير البعيدة عن القرية الأخرى، حيث فتشت بيوت المشتبه فيهم، ثم غادر المحققون هذه البيوت إلى أعالي المنطقة لمباشرة عمليات تحقيق أخرى لم تتسرب عنها أية معلومات. ويعتقد سكان هذه القرى، بحكم أن المنطقة لم تشهد عملا إرهابيا منذ خمس سنوات على الأقل، أن إمكانية لجوء الأمير الوطني للجماعة السلفية واردة، إن كان مريضا أو مصابا، ولاعتبارات منها قربه من العائلة ومعرفته الدقيقة لغابات وأحراش المنطقة وطرق الهروب منها في حالة الخطر، ومن غريب الصدف أنه لم تسجل أي عملية إرهابية في المنطقة منذ اعتلى أبو مصعب عبد الودود الإمارة في الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وهي نفس الفترة التي لم ينشط فيها الإرهاب بالمناطق المجاورة.