يتواصل للأسبوع الثالث على التوالي الإضراب الوطني الذي يشنّه طلبة الهندسة المعمارية في 16 كلية، عبر جامعات الوطن، مرفوقا بالتجمعات الاحتجاجية والاعتصامات التي تُنظم يوميا أمام مقرات عمداء الكليات والجامعات، ومطلبهم الوحيد في كل هذا، وعلى مدار كل هذه المدة هو أن تُعتمد شهادة »ماستر« التي يحوزون عليها بعد خمس سنوات من الدراسة الجامعية ضمن نظام »أل أم دي« الجديد، وأن يُسمح لهم بممارسة مهنة تخصصهم، وفق ما هو عليه الحال بالنسبة لخريجي المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، الذين يعادلونهم في مدة سنوات الدراسة، وفي كمية ونوعية المناهج والمقررات. يعيش طلبة كليات الهندسة المعمارية الذين هم اليوم جميعهم يدرسون ضمن النظام الجديد »أل أم دي« في 16 جامعة عبر الوطن حالة كبيرة من الغضب والتذمر، بسبب عدم اعتماد شهادة »ماستر«، التي يحصلون عليها بعد خمس سنوات من الدراسة الجامعية، وقد شرعوا منذ أزيد من ثلاثة أسابيع في حركة احتجاجية صاخبة وغاضبة متواصلة، من أجل تحقيق مطلب اعتماد شهادة ماستر رسميا، والسماح لهم بممارسة مهنة تخصصهم وفق ما هي محددة في مجال الهندسة المعمارية والعمران، حيث توقفوا عن الدراسة ودخلوا في إضراب وطني مفتوح، شارك ويشارك فيه حتى الآن جميع طلاب وطالبات كليات الهندسة المعمارية عبر 16 جامعة، هي جامعات: البليدة، وهران، قسنطينة، عنابة، بجاية، تيزي وزو، سطيف، الشلفتلمسان، بسكرة، باتنة، جيجل، قالمة، أم البواقي، الأغواط ، ومستغانم. وحسب ممثلي طلبة هذه الكليات، فإن التنسيق جار بينهم عبر كامل الجامعات المذكورة، وهم جميعهم عازمون على الاستمرار في هذا الإضراب، وسائر الحركات والمظاهر الاحتجاجية المرافقة إلى أن تستجيب الوصاية، وباقي الوزارات والهيئات الأخرى المعنية إلى مطلبهم هذا، وفي مقدمة هذه الهيئات والوزارات، المديرية العامة للوظيفة العمومية، وزارة السكن، ووزارة المالية، فهذه الوصايات الأربع مطالبة بالتنسيق فيما بينها، وإقرار اعتماد شهادة »ماستر« كشهادة معترف بها في ممارسة مهنة مهندس متخصص في الهندسة المعمارية والعمران، على غرار ما هو معمول به مع خريجي المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالحراش في العاصمة، ذلك لأن مدة الدراسة التي هي خمس سنوات في المدرسة الوطنية، هي نفسها في في كليات الهندسة المعمارية كلها. زد على هذا أن وزارة التعليم العالي ومن ورائها الدولة الجزائرية الرسمية هي التي أقرت إصلاح التعليم العالي، وإحداث نظام »أل أم دي« الجديد، وتعميمه على كافة التخصصات بالكليات والمعاهد والجامعات، وأكثر من هذا، فإن مدرسة وطنية وحيدة لا يتخرج منها إلا عدد محدود جدا سنويا ليس بإمكانها سوى تلبية جزء قليل جدا من الاحتياجات الوطنية الحقيقية والفعلية للمهندسين في مجالي الهندسة المعمارية والعمران، ومن ثمّ فإن خريجي الكليات المذكورة »بشهادة ماستر 2« هم الذين سيُغطون باقي الاحتياجات الوطنية في نفس المجالين، ذلك أن شهادة »الماستر« التي أوجدها النظام التعليمي الجديد الذي أقرته الدولة الجزائرية هي في حقيقتها تساوي من حيث عدد سنوات الدراسة الجامعية المقررة، ومن حيث مقرراتها ومناهجها التعليمية كما ونوعا شهادة مهندس التابعة لنظام التعليم الجامعي القديم، التي تمنح لخريجي المدرسة الوطنية المذكورة، التي هي الوحيدة من هذا النوع على المستوى الوطني كله. وما يُسجل هنا أن الطلبة المضربين نظموا حتى الآن عشرات المسيرات والتجمعات والاعتصامات الاحتجاجية داخل أسوار الجامعات المذكورة، وطالبوا عمداء الكليات ورؤساء الجامعات بالتحرك صوب الوزارة الوصية، وإبلاغها بهذا المطلب، الذي هو في أصله وحقيقته وفق ما قال الطلبة المضربون ليس مطلبا، بل هو حق قانوني مشروع، وما كان على وزارة التعليم العالي أن تنساهُ أو تتغافل عنه وتتجاهله حتى الآن، وقد مضى على التاريخ الإلزامي، الذي كان من المفروض أن تكون فكرت فيه وأقرته يوم أن أنهت نظام التعليم الجامعي القديم وأقرت تعويضه رسميا بنظام »أل أم دي« الجديد، واليوم للأسف وفق ما يقول الطلبة المضربون هاهي الدفعة الثانية من حملة شهادة »ماستر 2« تتخرج من جامعة وهران بعد إنهائها خمس سنوات دراسة جامعية، وليس أمامها حتى الآن سوى هذا الواقع المُرّ، فشهاداتهم حتى الآن غير معتمدة لممارسة هذا التخصص الجامعي الذي هم أصلا دخلوا كلية الهندسة المعمارية من أجله،أي من أجل أن يتخرجوا بشهادة »ماستر 2«، التي هي تعادل شهادة مهندس في النظام الجامعي القديم، وتسمح لهم بممارسة نفس المهام والصلاحيات.