أكدت الحكومة الاسبانية أمس دعمها الكامل للجهود التي تبذلها الجزائر من أجل إنجاح الحوار في الماليين، ودعت الخارجية الاسبانية في بيان لها كل الأطراف المالية للمشاركة بنية حسنة وروح بناءة في المفاوضات التي انطلقت مجددا الخميس المنصرم. عبرت مدريد عن دعمها المباشر للجهود التي تبذلها الجزائر في إطار الحوار بين الماليين، ودعت في بيان لوزارة الخارجية صدر أمس كل الأطراف المالية إلى المشاركة في المرحلة الجديدة من الحوار المالي الشامل الذي انطلق الخميس الفارط بالجزائر العاصمة ب »نية حسنة« و »بروح بناءة«، وقال البيان أن »اسبانيا تشيد بالمرحلة الجديدة للحوار المالي الشامل التي انطلقت في 20 نوفمبر بالجزائر وتدعو كل الأطراف إلى المشاركة بنية حسنة وبروح بناءة في هذه المفاوضات«، وعبرت مدريد عن أملها في أن يفضي مسار الجزائر إلى »حل نهائي ودائم للخلافات في مالي وتحقيق السلام والاستقرار والرخاء لهذا البلد« وأوضح ذات البيان أن »الحكومة الاسبانية تقيم ايجابيا وساطة الحكومة الجزائرية وكذا جهود باقي دول المنطقة والمنظمات الدولية التي تدعم المسار«، كما جددت اسبانيا التأكيد على التزامها من أجل تحقيق الاستقرار في مالي، » حيث تشارك بفعالية في بعثة تكوين القوات المسلحة المالية للاتحاد الأوروبي« وأكدت دعمها أيضا »للسيادة والوحدة والسلامة الترابية للبلد طبقا للائحة لمجلس أمن الأممالمتحدة«. ويضاف الدعم الاسباني لمسار المفاوضات الجارية بالجزائر بين الفرقاء الماليين، إلى ذلك الذي أكدت عليه العديد من الدول الكبرى فضلا عن منظمة الأممالمتحدة، وبدت جميع المواقف منسجمة عند تثمين الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل إنجاح الحوار بين مختلف الأطراف في مالي، والبحث عن حلول سلمية لأزمة التي يعيشها هذا البلد منذ سنوات، مع التأكيد على مسألة جوهرية تتعلق بضرورة حماية الوحدة الترابية لمالي. وكان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة قد دعا قبيل انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات، مختلف الأطراف المالية إلى »اغتنام فرصة« مسار مفاوضات الجزائر للتوصل إلى اتفاق سلام شامل ونهائي من اجل استتباب الاستقرار بمالي، وصرح لعمامرة خلال أشغال الجولة الرابعة من الحوار المالي الشامل بين الحكومة المالية وممثلي الجماعات السياسية العسكرية لمنطقة شمال مالي، قائلا أن »مسار الجزائر يعد فرصة يجب علينا اغتنامها وأن نكون في مستوى المسؤوليات التي ألقاها على عاتقنا القدر والظروف من اجل رفع تحدي السلام«، وأضاف أن »الماليين هم المعنيين أولا بإحلال السلام«، مشيرا إلى أن فريق الوساطة الذي تترأسه الجزائر مدعو إلى مساعدة الماليين على »التحاور والاستماع لبعضهم البعض والتفاهم على درب السلام المحفوف بالعراقيل«. هذا فيما أكد ممثل رئيس الإتحاد الإفريقي بلاه ولد مكيه أن موريتانيا تدعو الأطراف المالية إلى استغلال الفرصة التي تمنحها لها الجزائر والمجتمع الدولي قصد البحث عن »أنجع« الحلول للمشاكل القائمة بينهم وتحقيق الاستقرار في المنطقة، في حين دعا الشركاء في الحوار المالي الشامل خلال الجولة الرابعة من المفاوضات بين الحكومة المالية وممثلي الجماعات السياسية والعسكرية لمنطقة شمال مالي إلى القيام »بتنازلات« من اجل التوصل إلى سلام دائم وشامل. للإشارة تتواصل المفاوضات بين الحكومة المالية وتنسيقية الحركات الموقعة على إعلان الجزائر في 9 جوان 2014 والحركات الموقعة على أرضية الجزائر في 14 جوان 2014 تحت إشراف فريق الوساطة برئاسة الجزائر مع الأممالمتحدة- مينوسما والاتحاد الإفريقي ومجموعة التعاون لدول غرب إفريقيا والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي و بوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والتشاد، وتؤكد العديد من المعطيات أن نجاح المفاوضات والوصول إلى نتائج ملموسة قد يأخذ المزيد من الوقت بالنظر إلى المحاولات التي تقوم بها أطراف دولية وإقليمية لإجهاض وساطة الجزائر وإعادة الوضع في شمال مالي إلى نقطة الصفر.