أكّدت وسائل إعلام أمريكية أنّ تأكيدات جنرال أمريكي رفيع وجود معسكرات تدريب تابعة لتنظيم »الدولة الإسلامية« في شرق ليبيا، تسلط الضوء على مصدر للقلق المتزايد في الشرق الأوسط، وهو تآكل الدولة لليبية وعواقبه على كل من الليبيين والمنطقة الأوسع مع قيام الميليشيات المسلحة بملئ الفراغ، ويأتي ذلك في الوقت الذي أبدت فيه إيطاليا استعدادها لتدخل عسكري في ليبيا تحت مظلة الأممالمتحدة. قالت مجلة »تايم« الأمريكية، إنّ تصريحات الجنرال ديفيد رودريجز، قائد القوات الأمريكية في إفريقيا، جاءت في أعقاب تقارير أفادت بأن جماعة مسلحة ليبية، يقصد بها مجلس شورى الشباب الإسلامي، أعلنت ولاءها لتنظيم »الدولة الإسلامية«، وتعمل الجماعة المسلحة فى شرق ليبيا، حيث يؤكد الجنرال الأمريكي بدء »داعش« نشاطها هناك. ورغم أن الجنرال ديفيد رودريجز، قائد القوات الأمريكية في أفريقيا، لم يحدد بالاسم »مجلس شورى الشباب الإسلامي«، لكن إسكندر العمراني، رئيس مشروع شمال أفريقيا لدى مجموعة الأزمات الدولية، أكد أن التصريحات تعنى هذه الجماعة لأنها الوحيدة في ليبيا التي أعلنت مبايعة »داعش«. وفيما تركز القوات الموالية للحكومة على محاربة ميلشيات »أنصار الشريعة« في طرابلس ومدينة بنغازي شرق ليبيا، فإن مساحات واسعة من البلاد تقع تحت سيطرة خليط من الميليشيات الأخرى من مختلف الأحجام والأيديولوجيات. وتؤكد منظمة »هيومن رايتس ووتش«، أن مجلس الشورى وغيره من الميليشيات المسلحة »تروع السكان المحليين ونفذت عمليات إعدام فى الأشهر الأخيرة«، وأشار العمراني في هذا الصدد، إلى أنّ الخطر الحقيقي الذي يشعر به المجتمع الدولي هو »إلى أين يذهب هذا الوضع مع مرور الوقت ؟، وهل منطقة مثل درنة ذاهبة لتكون مركزا ليس فقط للمتطرفين الليبيين ولكن للإرهابيين من أنحاء المنطقة ؟«. من جانب آخر، أبدى وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني من جديد استعداد بلاده للعب دور في ليبيا من خلال تدخل عسكري اشترط أن »يهدف إلى إحلال السلام في هذا البلد وأن يكون تحت مظلة الأممالمتحدة«. ونقلت تقارير إعلامية أمس، عن جينتيلوني، القول »نحن فقط مع تدخل عسكري يهدف إلى إحلال السلام، وتأكيدا لمسيرة السلام في ليبيا«، مضيفا أن التدخل قبل ثلاث سنوات للإطاحة بنظام معمر القذافي كان خطأ، لأنه تم من دون التفكير بما سيأتي في المرحلة التالية، ومن دون فتح طريق لإعادة بناء الدولة. يذكر أن وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أعلن الأربعاء أن ليبيا على حافة الانهيار، مشيرا إلى أن قوات بلاده جاهزة لمساعدة هذا البلد في حال طلبت منها ذلك الأممالمتحدة. واشترط وزير الخارجية الإيطالي لمثل هذه الخطوة أن يسبقها بدء عملية تفاوض تمهد لانتخابات جديدة، تضمنها حكومة حكيمة، والتي في غيابها، لن يؤدي ظهورنا بالبزة العسكرية إلا إلى المجازفة بمزيد من سوء الأوضاع، مضيفا »نحن نعمل بالتعاون مع بلدان المنطقة والأممالمتحدة«. يشار إلى أنّ ثلاثة جنود من قوات »الصاعقة« قتلوا في بنغازي، وأصيب سبعة آخرون في الاشتباكات الدائرة مع قوات »مجلس شورى ثوار بنغازي«. وقالت فادية البرغثي مسؤولة الإعلام في مستشفى الجلاء ببنغازي، في تصريح لوكالة أنباء »الشرق الأوسط«، إن المستشفى استقبل ثلاثة جثامين لجنود من القوات الخاصة، وأضافت أن المستشفى استقبل جرحى الجيش الليبي وتم تقديم الإسعافات الأولية لهم، لافتة إلى أن إصاباتهم بين الخفيفة والمتوسطة.