قتل ما لا يقل عن 22 ليبيا من بينهم 14 جنديا وخمسة مسلحين في المعارك الضارية سواء بمدينة بنغازي شرق البلاد، أو بالعاصمة طرابلس ضمن صراع بسط النفوذ المحتدم بين الفرقاء الليبيين. وسجلت اكبر حصيلة من القتلى بمدينة بنغازي بعد مصرع 17 شخصا من ضمنهم 14 جنديا في المعارك المحتدمة بين المسلحين الإسلاميين والقوات النظامية بمحيط مطار بنينا. وبينما أكدت مصادر عسكرية وطبية مقتل سليم نبوس، احد قادة مجلس شورى ثوار ليبيا الذي يضم في صفوفه مقاتلي أنصار الشريعة المدرجة ضمن التنظيمات الإرهابية إلى جانب مرافقيه في المعارك الدائرة بمحيط المطار، أكد متحدث باسم القوات الخاصة التابعة للجيش الليبي مقتل 14 جنديا في هذه المواجهات. واشتد القتال بمدينة بنغازي بين قوات الصاعقة المدعومة بقوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، والمليشيات الإسلامية المسلحة التي تمكنت من فرض السيطرة على غالبية مناطق هذه المدينة وهي تحاول الاستيلاء على مطارها التي يتضمن قاعدة عسكرية. وشن الطيران الحربي الموالي للواء حفتر غارات على مواقع المسلحين الإسلاميين الذي ردوا بإطلاق القذائف الصاروخية المضادة للطائرات. ونفس المشهد المنزلق تشهده العاصمة طرابلس اثر مقتل خمسة عناصر من قوات "فجر ليبيا" تابعين لمدينة غريان في جنوب طرابلس في اشتباكات مع قوات جيش القبائل. وتنفذ قوات "فجر ليبيا" التي تسيطر على طرابلس بالتحالف مع ثوار المنطقة الغربية منذ نهاية أوت الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق في مدن ورشفانة والعزيزية ضد مسلحي جيش القبائل الذي يدعم "عملية الكرامة" التي يقودها اللواء حفتر ضد المسلحين الإسلاميين في بنغازي. وتمكنت من إلحاق الهزيمة بجيش القبائل وأجبرته على الانسحاب خارج منطقة العزيزية بحوالي 30 كلم غربا لكنها ما تزال تخوض اشتباكات متقطعة مع هذه القوات. وتشكل جيش القبائل بعد مؤتمر القبائل الليبية الذي عقد في ماي الماضي، بمدينة ورشفانة بمشاركة أكثر من 2000 من شيوخ وأعيان ووجهاء ليبيا بهدف تطهير المنطقة الغربية من المسلحين "التكفيريين" والمليشيات التابعة لقوات درع ليبيا. وأدى اشتداد القتال بين الطرفين إلى نزوح ما لا يقل عن 100 ألف ليبي خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة خاصة من منطقة ورشفانة باتجاه مناطق اقل توترا. وهو ما أكده أمس، أدريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الذي أكد بأن هذه المنطقة بالإضافة الى منطقة بنينا بالقرب من مدينة بنغازي تشهدان وضعا كارثيا بسبب تدهور الوضع الامني فيهما.وأشار إلى أن عدد النازحين الليبيين بسبب القتال قد ازداد في الفترة بعد ان بلغ حوالي 287 ألف نازح في 29 موقعا ومدينة في مختلف مناطق البلاد.