أكد عضو المكتب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني السعيد بدعيدة أن غياب التكوين السياسي للمناضلين نتجت عنه أمراض خطيرة من بينها العنف اللفظي والجسدي وظواهر لم تكن في السابق، حيث شدد على أن الجزائر اليوم مهددة من الخارج وأن كل مقومات الدولة محفوفة بالمخاطر نتيجة للوضع الدولي والإقليمي وتكالب الغرب، داعيا إلى إشعاع الأخوة والحوار بين الشعب الجزائري وتفويت الفرصة على كل متربص بالجزائر، مشددا على أن الأفلان متفتح على الحوار مع جميع الأحزاب التي ترغب في حماية أمن واستقرار الوطن خاصة والأحداث التي تشهدها ولايات الجنوب، مؤكدا في نفس الوقت أن حنكة الرئيس بوتفليقة جنبت البلاد هزات كبيرة خاصة ما يسمى ب"الربيع العربي". أوضح مسؤول التكوين السياسي بالمكتب السياسي للأفلان، السعيد بدعيدة، خلال الندوة الجهوية للتكوين السياسي التي احتضنتها ولاية وهران أن الجزائر وطننا ولغة وتاريخا ودينا مهددة من الخارج، مشيرا إلى المحيط الإقليمي والمشاكل التي تعرفها بعض مدن الوطن تفرض على الأفلان لعب دوره في إشعاع الأخوة والمحبة وتغليب لغة الحوار لتجاوز الأزمات الداخلية وتفويت الفرصة على المتربصين بالجزائر، مؤكدا في نفس الوقت أن حزب جبهة التحرير الوطني منفتح أمام الأحزاب الوطنية من أجل التوافق الوطني ووحدة الجزائر بالرغم من الأغلبية التي يحوز عليها، يضيف بدعيدة، إلا أنه لا بد عليه أن يتوافق مع الأحزاب الأخرى لحماية الجزائر باعتبارها في حاجة إلى كل أبنائها دون استثناء وقال بدعيدة إن الخطر ليس ببعيد على الجزائر خاصة والأوضاع التي تعرفها مدننا الجنوبية، مشددا على ضرورة الوعي بما يهدد سلامة ووحدة الوطن، مشيرا إلى ما عرفته الدول العربية التي رفعت ما يسمى ب»الربيع العربي«، حيث أكد أن المتربصين بالجزائر يريدون بها نفس المصير الذي عرفته كل من السودان، مصر، ليبيا، سوريا، اليمن ودول عربية أخرى، مشددا على أن حنكة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة جنبت الجزائر هزات كبرى كادت أن تعصف بكيان الدولة الجزائرية، داعيا في نفس الوقت إلى الالتفاف وراء رئيس الجمهورية للمحافظة على وحدة وأمن واستقرار الجزائر وأكد بدعيدة أن الأمين العام للأفلان قرر إعادة الاعتبار للتكوين السياسي لإطارات ومناضلي الحزب من أجل تمكين الحزب من مسايرة التطورات التي تشهدها الجزائر وتمكين المناضلين من توحيدهم صفوفهم وإشباعهم، مضيفا بأن سياسة التكوين كانت غائبة منذ 1988 ما أدت إلى بروز اهتمامات أخرى لدى المناضلين والتي انحصرت في التسابق نحو المكاسب والمناصب التي لم تكن موجودة في السابق بعدما كان المناضلون ملتزمين ومنضبطين، معتبرا أن التكوين يهدف إلى توحيد صفوف الحزب من خلال توحيد الفكر السياسي لدى المناضلين وأشار بدعيدة إلى ضرورة إعداد المناضلين وقيادات الحزب للمراحل السياسية المقبلة وعلى المناضل أن يتسلح حتى يجابه المسؤوليات التي يتولاها في كافة المستويات، مؤكدا أن قيادة الحزب تهدف إلى توحيد الفكر النضالي والتوجه نحو هدف واحد، معتبرا أن العديد من التشكيلات السياسية موجهة سهامها نحو حزب جبهة التحرير الوطني وأن هدفها الوحيد هو الانتقام من الأفلان والنيل منه، معربا عن استيائه لعدم وجود مدرسة وطنية لتكوين المناضلين، مضيفا أن المناضل غير المطلع على المستجدات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية لا يمكن له أن يقود وأكد مسؤول التكوين السياسي أنه من أجل مواجهة ما يحاك ضد الأفلان يجب العمل والوحدة وفتح الحوار ما بين المناضلين من أجل تبليغ رسالة وبرنامج الحزب إلى المواطنين وتوسيع الانتشار الحزبي، مذكرا في ذات الشأن أن عقد مثل هذه الندوات للمناضلين تمكنهم من فهم قوانين ومبادئ الحزب ومرجعيته الفكرية وجعل المناضلين أكثر قدرة على معرفة ما يدور بجوارهم وفهم الواقع والحقائق الوطنية والإقليمية والدولية وكذا الوضع في الدول العربية والخطر الذي يهدد الوطن، مثمنا في هذا السياق وقوف الجيش الوطني الشعبي لصد مختلف التهديدات التي قد تشكل خطرا على أمن واستقرار الجزائر. وأشار مسؤول التكوين بالمكتب السياسي إلى أن بيان أول نوفمبر تضمن هدفين أساسيين تتمثل غي تحرير الجزائر وبناء الوطن، مؤكدا أن تحرير الوطن قد تم وأن عملية بناء الوطن لا يزال قائما وعلى المناضلين مواصلة الكفاح للبناء، منددا من جهة أخرى بالآفة التي شهدها الحزب في السنوات الآخيرة من بلطجة وعنف لفظي وجسدي، حيث اعتبر معالجة الظاهرة يكون من خلال التعقل والحكمة، مضيفا بأن الحزب لا زالت أمامه مسؤوليات كبيرة تنتظره.