يغيب اليوم ركن "مشاهد" للكاتب العياشي دعدوعة، بعد سنوات طويلة من احتضان "صوت الأحرار" لقلمه وأفكاره، حيث ظل مواظبا على الكتابة، مداوما على تواصله مع القراء الكرام. لقد ارتأى الأستاذ دعدوعة، بإرادته الحرة وبقرار منه وحده، أن يتوقف عن نشر مقالاته بالجريدة، لأسباب تخصه. لقد وصلتني رسالة نصية قصيرة، عبر الهاتف، من الأستاذ دعدوعة، يبلغني عن قراره بالتوقف عن الكتابة في "صوت الأحرار" طبعا، جاء فيها:"رجاء، لا تنشر المقال الذي بين أيديكم، لقد قررت التوقف عن الكتابة، رفعا للحرج..". واصل الأستاذ دعدوعة نشر مقالاته في الجريدة كل يوم ثلاثاء دون انقطاع، وهذا بعد اعتلاء السيد عمار سعداني الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني في أوت 2013، إلى غاية الأسبوع الماضي. وللشهادة، وهي التي يقتضيها واقع الحال، من باب التوضيح ليس أكثر، فإن استمرار الأستاذ دعدوعة في نشر مقالاته بالجريدة، رغم مواقفه المعلنة، لم يلق اعتراضا أو مجرد امتعاض من الأمين العام للحزب، الذي يبدي تقديرا كبيرا لقدسية الكلمة وحرية الرأي والتعبير والحق في الاختلاف. كما يحرص كل الحرص على تبليغ المواطن بالحقيقة وتغذيته بالرأي والتحليل ومساعدته في تشكيل الاتجاهات والمواقف، بعيدا عن المنع والغلق والمصادرة. إن "صوت الأحرار"، إذ تشكر الأستاذ العياشي دعدوعة على إسهاماته، فإنها تؤكد حرصها على البقاء منبرا لكل الآراء التي تلتزم بالثوابت الوطنية وقيم الشعب ومقدساته والمصالح العليا للدولة.