يؤكد الإعلامي وعضو اللجنة المركزية بحزب جبهة التحرير الوطني سمير بطاش أن الأمين العام للأفلان عمار سعداني قد تمكن من تشخيص الداء الذي كان يعاني منه الحزب، موضحا أن سعداني نجح في لم شمل جميع المناضلين بعد أن عمل على استقرار الحزب ومحاربة كل أشكال الإقصاء والتهميش، مضيفا أن المؤتمر العاشر كان عرسا ديمقراطيا بامتياز وكرس مكانة الحزب العتيد في الساحة السياسية الوطنية. ما تقييمكم لنتائج المؤتمر العاشر؟ المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني كان ناجحا بكل المقاييس ودليل ذلك التنظيم المحكم والمشاركة النوعية للمدون الذي زاد عددهم عن 6 آلاف مندوب يمثلون مختلف شرائح المجتمع يتقدمهم الشباب والنساء الذي كان حضورهم مميزا جدا. كما أن النقاش العالي المستوى الذي دار داخل المؤتمر يدل على نجاحه. كما لم يتم تسجيل أي مشكل كان سيؤثر على سير الأشغال. ومازاد من نجاح المؤتمر هو الحضور المميز لإطارات الدولة وعلى رأسهم الوزير الأول عبد المالك سلال وطاقمه الحكومي وهو ما أعطى للحزب ميزته الخاصة التي ينفرد بها عن باقي الأحزاب. وأهم حدث كان انتخاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رئيسا فعليا للحزب بدل من صفة الرئيس الشرفي. وقد لاحظ الجميع فرحة المندوبين عند إعلان أن بوتفليقة هو رئيس الحزب. وهي نفس الأجواء التي عاشها المندوبون والمناضلون في القواعد عند إعلان أن اللجنة المركزية زكت بالإجماع عمار سعداني أمينا عاما للأفلان. كل هذه الأحداث جعلت المؤتمر العاشر حدثا كبيرا عاشته الجزائر وعرسا ديمقراطيا بامتياز. كيف تعلقون على حصة الشباب من قائمة اللجنة المركزية؟ قبل الحديث عن حصة الشباب في اللجنة المركزية. يجب الحديث عن الأولوية التي أعطاها الأمين العام عمار سعداني للشباب من خلال إطلاق شعار التشبيب والتجديد على المؤتمر وكذا حرصه المتواصل على تنشيط دورات تكوينية للشباب عبر أمانة الشباب والطلبة التي كان يترأسها عضو المكتب السياسي سابقا عبد القادر زحالي. أين قام قطاعه بالإشراف على أكثر من 67 لقاء جهوي مكنت من الاحتكاك مع أكثر من 60 ألف شابا. كما أن جميع الشباب الذين شاركوا في المؤتمر العاشر سبق لهم أن شاركوا في اللقاء التكوينية للشباب سواء الجهوية أو على مستوى المحافظات. لهذا يمكننا أن نؤكد أن فترة عمار سعداني على رأس الأمانة العامة كانت إيجابية على الشباب من خلال تركيزه على قطاع أمانة الشباب والطلبة التي كانت أكثر نشاطا. أما بخصوص حصة الشباب في اللجنة المركزية فهي كذلك إيجابية. الكثيرون أشادوا بإستراتيجية عمار سعداني في إعادة الأفلان إلى السكة ما تعليقكم؟ منذ مجيء عمار سعداني أمينا عاما للأفلان تغيرت الكثير من الأمور وعلى رأسها التنظيمية والسياسية. حيث أو خطوة قام بها هو إعادة خارطة انتشار المحافظات بخلق أخرى جديدة وهذا لتوسيع القاعدة النضالية والتصدي لسياسة غلق أبواب المحافظات والقسمات في وجه المناضلين. ومع خلق المحافظات الجديدة سرنا نلتمس ثمار هذا العمل من خلال الحراك الإيجابي الذي تشهده قواعد الحزب وسيزيد ذلك بعد إعادة الهيكلة القادمة كما تميزت فترة تسيير سعداني للحزب باتخاذه القرارات الصارمة وكذا اتخاذه مواقف سياسية شرفت الحزب والمناضلين وأعادت للأفلان هيبته المفقودة بسبب الصراعات السابقة داخل اللجنة المركزية. هذه التغييرات في الحزب جعلت أكثر من 6 آلاف مندوب خلال المؤتمر العاشر يطالبون بتزكية سعداني أمينا عاما للأفلان وقد سبق لي أن رافقت الأمين العام عمار سعداني خلال تنشيطه للحملة الانتخابية للرئيس عيد العزيز بوتفليقة في 19 أفريل 2014. بصفتي كنت مكلفا بالتنسيق الإعلامي.ولاحظت حينها مدى تعلق المناضلين والتفافهم بسعداني وكذا الاستقبال الحار الذي خص به في كل محطة من الحملة الانتخابية نزلنا بها وهذا كله بسبب أن سعداني قام بتشخيص الداء وقضى عليه وأعاد الثقة للمناضلين بعد أن عاشوا مرضا نفسيا قامت بتغذيته بعض وسائل الإعلام من خلال نشر الإشاعات. كإعلامي كيف تقيم الحراك الذي عرفه الأفلان في المرحلة الأخيرة؟ الحراك الذي شهده الأفلان خلال الفترة الأخيرة كان أكثر إيجابا بقدر مكان سلبيا. وهذا بسبب نجاح المؤتمر العاشر والقضاء نهائيا على قضية الشرعية التي كان مطروحة في السابق فسعداني أخذ هذه المرة تزكية المؤتمر واللجنة المركزية المتمخضة عن المؤتمر. وأظن أن معارضي الأمين العام قدموا لسعداني خدمة جليلة تتمثل في التفاف المناضلين حوله وعودة الحزب إلى مكانته الحقيقية. فالهرج الذي كان عبر وسائل الإعلام أحدث التخمة لدى المناضلين ما جعلهم يشاركون بقوة في المؤتمر لوضع حد نهائي لذلك الوضع الذي كان سائدا.