ترقب الجزائريون بشغف كبير استلام مشروع خط »مترو الجزائر« وانطلاق أول رحلاته، بعد ثلاثة عقود من الانتظار، وها هو الآن يفتتح الشطر الثاني من هذا المشروع والذي يشمل خط توسعة ميترو الجزائر العاصمة باتجاه الحراش انطلاقا من محطة البريد المركزي في ظرف زمني لا يتعدى 20 دقيقة، بعد أن رفض الجزائريون تصديقه لعقود. أخيرا، الميترو يصل وسط الحراش ومشروع » ميترو الجزائر يتوسع « بعدما كان أول انطلاق له في نوفمبر 2011 بداية من محطة البريد المركزي وصولا إلى حي البدر بباش جراح، ليستفيد اليوم سكان الحراش وضواحيها من افتتاح الشطر الثاني من هذا الخط لطالما انتظروا تشغيل ما يعتبر حلم لدى العاصميين الذين لم يصدقوا أن »ميترو الجزائر« أصبح يتوسع ليشمل مناطق أخرى من العاصمة، في وقت أصبحت حركة المرور لا تطاق بها. فمنذ الصباح الباكر لنهار أمس، بدا العشرات من المواطنين ببلدية الحراش يتهافتون على محطة قطار الأنفاق التي دشنها أول أمس الوزير الأول عبد المالك سلال، حيث عج الميترو بكثير من الموطنين خاصة وان الركوب كان مجاني في عيد الاستقلال والشباب وهذا ما جعل الكثير من العائلات تستغل فرصة العطلة للتنقل على العاصمة وركوب قطار الأنفاق، وكان الجميع كان يتحدث عن هذا القطار الجديد الذي يصل بلدية الحراش ببلدية الجزائر الوسطى، فبعد أن كانت مسافة 7 أو 8 كيلومتر تقطع في أكثر من ساعة وسط زحمة مرور رهيبة تزيد المواطنين الضغط ومعاناة الحياة، باتت المسافة تقطع في حدود 20 دقيقة على وقع البراد، وفي راحة تامة، كما لم يعد مشكل ركن السيارات مطروحا، بعد أن قرر الكثيرون الاستغناء عليها واللجوء على اشتراك شهري للتنقل عبر ميترو الجزائر. وفي أول رحلة على خط توسعة ميترو الجزائر العاصمة باتجاه الحراش انطلاقا من البريد المركزي مرورا بحي البدر بباش جراح، وصف بعض الركاب أن هذا اليوم يعتبر بمثابة عيد لدى بعض العاصميين الذين لم يصدقوا أن ميترو الجزائر توسع ليصل إلى الحراش وشرع فعلا في التشغيل، مؤكدين أنه يعتبر انجازا عظيما لاسيما وأنه يعبر تحت واد الحراش، ويمر على محطة القطار ليصل إلى بلدية باش جراح عبر 4 محطات جديدة، ليصبح الميترو الذي كان حلما يراود العاصميين حقيقة تتجاوز الخيال في زمن لا يتجاوز 20 دقيقة فقط من البريد المركزي باتجاه الحراش. وبهذه التوسعة سيمتد ميترو الجزائر على مسافة 13.5 كلم مرورا على 14 محطة، وسيتمكن مستعملو الميترو من التنقل انطلاقا من محطة الحراش نحو محطة تافورة بالبريد المركزي مع إمكانية استعمال الهواتف النقالة لإجراء مكالمات أو الاتصال بشبكة الانترنت، وهذا ما ستحسنه الكثير من المسافرين عبر هذا الخط، وتتوفر توسعة حي البدر-الحراش الممتدة على مسافة 4 كلم على 4 محطات من باش جراح 1 و2 ومحطة الحراش والحراش وسط، وتتوفر على مصاعد خاصة لفائدة مستعملي الميترو من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث كلف المشروع الذي أطلق في صائفة 2008 غلافا ماليا يقدر ب 110 مليون أورو. وسجل الركاب نوعية الخدمة والانجاز التي تستجيب للمعايير الدولية في مجال النقل عبر المترو، وهذا ما يؤكد نجاح هذا المشروع الذي ينتظر أن يفتتح خطوطا أخرى، حيث سيعرف الخط الأول لميترو الجزائر العاصمة توسعة ثانية باتجاه عين النعجة بلدية جسر قسنطينة في مطلع 2016، كما ستربط توسعة حي البدر-عين النعجة بلديتي باش جراح وجسر قسنطينة كما أنها موصولة بمحطة المسافرين لعين النعجة، أما التوسعة الثالثة، لهذا الخط الأول التي ستربط البريد المركزي بالقصبة السفلى 1.7 كلم فهي مرتقبة بعد 2017 حسب مؤسسة ميترو الجزائر العاصمة، توجد ثلاثة توسعات قيد الدراسة ويتعلق الأمر بشطر ساحة الشهداء-شوفالي وعين النعجة-براقي وكذا خط الحراش -باب الزوار الذي سيتم ربطه بمطار هواري بومدين الدولي والقطب الجامعي وترامواي الجزائر العاصمة بالقرب من جامعة هواري بومدين، وللتذكير، تم تدشين ميترو الجزائر العاصمة رسميا في 31 أكتوبر 2011 من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ووضع في الخدمة العمومية يوم 1 نوفمبر 2011 بمناسبة ذكرى 57 لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية.