حظي مطرب الأغنية الشعبية الفنان الراحل الهاشمي قروابي بتكريم خاص بقصر الثقافة عبد الكريم دالي لتلمسان بمبادرة من الجمعية الثقافية التي تحمل إسم هذا الفنان الكبير. وتعتزم ذات الجمعية إطلاق قافلة فنية لموسيقى الشعبي ستجوب عدة ولايات بالبلاد والتي أعطيت إشارة انطلاقها من تلمسان كما أوضحت رئيسة الجمعية السيدة شهيرة قروابي. وقد شارك أربعة مطربون في هذا التكريم الذي أقيم سهرة اول امس منهم محمد راوي من الجزائر وكريم بوغازي من تلمسان الذين أدوا عدة أغاني مشهورة للشيخ قروابي مثل »البارح» و»مازال الرجال» وغيرهما. وكان المطربان مرفوقين بالفائزين بجائزة الهاشمي قروابي لطبعتي 2014 و2015. ويتعلق الأمر بيوسف بن يغزر من الجزائر وعياد طارق من بجاية حيث تم تقديم أغاني للفنان الراحل قبل أداء لأول مرة أغنية مهداة للشيخ الهاشمي قروابي بعنوان »الله يرحمك يا شيخنا». ويكمن الهدف من هذه القافلة الفنية في ترقية هذه المواهب الشابة ومرافقتهم في مشوارهم مع محاولة جمع محبي الشعبي »طريقة أداء قروابي» لتشكيل فيما بعد مدرسة ذات طابع وطني كما أوضحت رئيسة الجمعية الثقافية المذكورة التي تأسست سنة 2012. الهاشمي قروابي أحد عمالقة طابع الشعبي الجزائري، رحل عنا وترك فراغا في الساحة الفنية الجزائرية. ولد الفنان الهاشمي قروابي يوم 6 ينايرعام 1938 في المدنية بالجزائر العاصمة ،عرف عنه منذ الصغر حبه لكرة القدم والموسيقى ولكن حبه للموسيقى هو الذي تغلب في الأخيرتتلمذ على يد شوخ لغناء الشعبي الحاج محمد العنقة والحاج مريزيق اللذان كانا يحييان الأعراس و الحفلات في مقاهي » القصبة » والأحياء العاصميةو كان اول من لفت انتباهه صوت الهاشمي قروابي الفنان الكبير محي الدين باشتارزي الذي وظفه باوبرا الجزائر عام 1953م ما سمح لقروابي بممارس الغناء على الخشبة ومواجهة الجمهور. وقد لفت الأنظار اليه ساعتها بأغنية » مقرونة الحواجب» . في الستينيات وبعد الإستقلال انتقل قروابي الى فرقة الإذاعة والتلفزيون الجزائري ضمن فرقة الشعبي التي كان يشرف عليها الحاج محمد العنقى وكانت المشتل الذي تربى فيه معظم مغنيي الشعبي العاصمي . في السبعينيات التقى قروابي بملحن مجدد وصاحب روح جديدة في اغنية الشعبي وهو الفنان العظيم محبوب باتي الذي غير له مساره باتجاه نوع جديد من الأغاني الخفيفة بنكهة الموسيقى العصرية التي كانت سائدة ذلك الوقت مع الروح الجديدة التي ادخلها قائد الفرقة الموسيقية العصرية آن ذاك الفنان الكبير » بوجميه مرزاق » في التوزيع الموسيقي . فلحن له محبوب باتي اجمل اغنياته التي مازالت تلاقي صدى كبير الى يومنا و التي منها » مقواني سحران » و» البارح » و » الشمس الباردة » و» قولوا للناس » و» الورقة ». هذا النوع من الغناء لقي تجاوبا كبيرا عند الجماهير فكانت اغاني قروابي تبث يوميا على التلفاز و الراديو . في نفس الوقت الذي كان فيه شيوخ الشعبي المحافظون في تلك المرحلة يراقبون هذا الفتى الوسيم الذي يريد ان يشق طريقه مع الكبار، الى ان دخل قروابي ساحة القصائد الكبيرة هذه التي كان من خلال آدائها يصنف المغنون برتبة الشيوخ او غير الشيوخ. و يبدو ان قروابي اخذ متسعا من الوقت في دخول هذا الميدان فالساحة كانت تعج بالشيوخ الكبار مثل » عمار الزاهي - بوجمعة العنقيس - العنقى وغيرهم من الكبار.