تتواصل فعاليات قرية التسلية والترفيه المنظمة من طرف وزارة الشبيبة والرياضة وبالتنسيق مع المصالح المحلية لولاية الجزائر في الطبعة الثانية لها، وخصصت هذه المبادرة التي استحسنها الزوار للأطفال والعائلات بجميع مستوياتها، خاصة وأنه غلب عليها الطابع المجاني حتى يتسنى لهؤلاء اللعب واللّهو بكل حرية ودون دفع أي تكاليف، ما جعل الإقبال عليها كبير خاصة وأنها تزامنت مع العطلة الصيفية التي يفضل الأطفال قضائها في أمتع الأوقات. هي قرية التسلية والترفيه في طبعتها الثانية التي يحتضن فعالياتها المركب الأولمبي محمد بوضياف بالعاصمة والتي انطلقت في شهر جوان المنصرم وتتواصل إلى غاية 01 سبتمبر، هي مبادرة إيجابية من قبل السلطات الوصية والتي أقرّت على القائمين عليها المجانية لجميع الأطفال الذين يقصدونها في جميع الألعاب ومرافق التسلية ودون أدنى تمييز، حيث جمعت بين البرامج التثقيفية والترفيهية والفكرية حتى يكون هناك تنوعا في مجال الأنشطة التي تأسر قلوب الأطفال ويعايشون بذلك عالمهم البريء الذي يحبذ كل ما هو ترفيهي، هذا ما دفع بالعائلات رفقة أطفالها الصغار تتوافد عليها بصفة يومية خاصة وأن البرامج المسطرة للتسلية تبدأ من الساعة السادسة مساءا وتنتهي حتى الساعة الثانية صباحا وهو الزمن الذي تكون درجة الحرارة مستقرة كما تتفرغ فيه معظم الأسّر حينها للتنقل إلى المركب الأولمبي لقضاء أوقات سعيدة مع أبنائها والترويح بذلك عن النفس بعد يوم شاق من العمل والحرارة المرتفعة التي تشهدها بلادنا هذه الأيام. »صوت الأحرار« تنقلت إلى مركب محمد بوضياف وقاسمت الأطفال فرحتهم، أول ما لفت انتباهنا ونحن ندخل إلى قرية التسلية هو تواجد المؤطرين والقائمين على تلك النشاطات بأعداد كبيرة حيث كانوا يوجهون العائلات نحو الألعاب بخدمات متقنة وبحماسة كبيرة ويرشدونهم نحو الألعاب التي تتناسب مع عمر أبنائهم، هذا الأمر استحسنه الوافدون ووصفوه بالجيد، وفي هذا الإطار اقتربنا من إحدى النسوة، سامية سيدة قدمت من ولاية تيبازة رفقة ابنيها تحدثت إلينا قائلة » أستحسن هذه المبادرة وأعتبرها فرصة رائعة للتنقل مع ولداي الاثنين حيث سمحت لنا هذه المبادرة المجانية التكاليف باللعب واللهو بكل حرية، وبما أنني ماكثة في البيت ومستوى الدخل لدي محدود فأنا أتنقل بصفة متكررة لهذا المكان حيث أرتاح فيه وأسمع أحلى الأغاني الجزائرية من مكبر الصوت الذي نصبه القائمون في هذا المكان، وآمل المزيد من هذه المبادرات وأطلب من السلطات المعنية أن تقوم بتعميمها على مدار السنة«، تركنا سامية وتوجهنا نحو المسبح المحاذي للألعاب الذي كان يعّج بالأطفال الصغار حيث كانوا يتزاحمون فيه وكأنهم أبناء الأسرة الواحدة، وبين ذلك وذاك كان معظم الأطفال ينادون لذويهم لرؤيتهم كيف يسبحون والتقاط لهم أحلى الصور والفيديوهات حتى تبقى مناسبة للذكرى. حسام، ذو العشر سنوات كان يسبح بصفة متكررة ودون أدنى ملّل أو كلّل من التعب أو الإرهاق اقتربنا منه وسألناه عن الأوضاع هناك أجابنا بابتسامة على وجهه » المكان رائع وتعرفت على أصدقاء جدد هنا وأنا أحب السباحة كثيرا وسآتي يوميا إلى هنا رفقة أبي حتى تنتهي العطلة«، أما رانية ذات الثماني سنوات ففضلت التزحلق على إحدى الألعاب البلاستيكية تحدثت قائلة »أسكن في بلدية الشراقة وأتي مرتين في الأسبوع إلى هنا مع أخي الكبير لأنه كافئني بعدما تحصلت على المرتبة الأولى في المدرسة وأنا سعيدة هنا« كما كان للجانب الفكري التثقيفي نصيبه في قرية التسلية حيث لاحظنا العديد من الفرق والجمعيات التي تعمل على إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأطفال والتي جمعت بين قارئي القصص التربوية التي تدخل في التنشئة الاجتماعية السليمة من أجل تنمية الوعي وتحفيز الإدراك لدى الأطفال أهمها مواضيع خصت الاحترام وتبادل المعارف وحب العلم وأداء الخير للناس ونشر المبادئ الإسلامية الرفيعة كالصلاة والصدقة واحترام الكبير ونشر الروح الوطنية لحب الوطن والدفاع عنه، أما البهلوان فكان له نصيبه الخاص حيث كان في قمة أدائه وعطائه الفني من خلال الألعاب السحرية التي خطف بها قلوب الحضور كبارا وصغارا. وما ساهم أيضا في خلق الراحة والأمان بين العائلات والأسّر القادمة من أماكن مختلفة هو توفر أفراد الأمن الوطني بكثرة وانتشارهم الواسع في جميع الأمكنة داخل المركب حيث كانوا يسهرون طيلة الوقت على حفظ الأمن بين الزوار هذا ما جعل التوافد عليها يكون بصفة كثيرة هذا ما صرحت به العديد من العائلات مؤكدة أنها مطمئنة في ظل تواجد أعوان الحراسة يتجولون حولهم لتفادي عمليات السرقة والاعتداءات.