أعلنت وزارة الثقافة وفاة الأديب السوري عبد الوهاب حقي، عن عمر ناهز 82 عاما، بعد تدهور صحته. ونعى وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، عائلة الفقيد وعموم الأسرة الأدبية، مذكرا بخصاله وإسهاماته في إثراء الأدب العربي والجزائري خصوصا. وولد الفقيد عبد الوهاب حقي وهو من أصول سورية في “دير الزور” عام 1933 ، ونشأ في أسرة مثقفة البارز فيها هو والده الشاعر إسماعيل حقي. واستقر الراحل عبد الوهاب المعروف ب”جدو حقي” بالجزائر منذ فترة طويلة، وتحصل على الجنسية الجزائرية وعمل بالإذاعة الجزائرية التي تخصص بها في حكايات إذاعية للأطفال، وهو عضو في اتحاد الكتاب الجزائريين. وبدأ الراحل الكتابة في سن مبكرة ، ولم يكف عن العطاء رغم سنه المتقدمة ، وله أكثر من سبعين عملا في مختلف ضروب الأدب حيث كتب الرواية وقصص الأطفال ومقالات صحفية وأعمال مسرحية إلى جانب مسلسلات إذاعية، ومن مؤلفاته “صراع” وهي مجموعة قصصية عام 1945، و”نفثات قلب” وهي عبارة عن قصص وأشعار سنة1953. وفي المجال المسرحي ترك “ضيعة الاستعمار” 1954، ومسرحية ” جميلة” في 1956، و”ثلاث مناضلات عربيات” سنة 1958، وأيضا “بندقية العم حمدان” وهي مجموعة قصصية معروفة جدا طبعها بالجزائر عام 1986. ونظير أعماله الأدبية، تلقى الأديب السوري الجزائري تكريمات في عدة مناسبات بالجزائر والعالم العربي . وكتب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في مدونته معزيا الفقيد بالقول: في جيبه قطع حلوى يوزعها على الأطفال أينما كانوا. تراه يتأبط محفظة بنيّة اللون ملأى بالقصاصات، والمخطوطات ورسائل الأطفال.. كان عبد الوهاب حقّي، المعروف لدى الأطفال بجدّو حقّي، يأتيني يوميا إلى مقر اتحاد الكتاب الجزائريين، فيحدّثني عن ماضيه مع الكتابة، وعن مسرحيته الأولى عن جميلة بوحيرد التي هزّت وجدان الأهالي في دير الزور ودمشق.. ويروي لي سنوات العمر في الجزائر، معلمّا ومربيّا، وكيف امتزج دمه بتراب هذه الأرض التي أحبها وتعلّق بها، ولم يعد يشعر بشيء سوى أنّه جزائري الدم والوجدان.. امتدّ به العمر، ولم يتوقف عن الكتابة والتأليف، وإنتاج البرامج للأطفال، وحضور مختلف الملتقيات والمنتديات، ولا يخلو مجلس من حديث له.. زارني أكثر من مرة في مكتبي بالإذاعة، عارضا جملة من المشاريع للأطفال، وأنجز بعضها. فهو لا يتعب، ولا يرى نفسه إلاّ سمكة في ماء الإبداع والكتابة للطفل.. وغير الطفل. ببحّة صوته، ونظاراته المميّزة، يختار المقاعد الأولى ليقول كلمته، ويمشي. ولا يجد حرجا من أن يحدّثك عن وضعه الصحّي والاجتماعي، مثلما يحدثك عن مشاريعه ومؤلفاته التي لم تر النور، وهي كثيرة. قال لي في تكريمي بالمكتبة الوطنية في ربيع 1998 "عين الله تكلؤك بعزّه.. امض شامخا تلفّك دعواتنا، ولك ربٌّ في السماء يحميك..". فلك التحية والعمر المديد جدّو حقّي.