رئاسة الجزائر لمجلس الأمن: دفاع عن القضايا العادلة وإسماع لصوت إفريقيا    فلسطين: "الأونروا "تؤكد استمرار عملها رغم سريان الحظر الصهيوني    فلسطين: غوتيريش يطالب بإجلاء 2500 طفل فلسطيني من غزة "فورا" لتلقي العلاج الطبي    جائزة أول نوفمبر 1954: وزارة المجاهدين تكرم الفائزين في الطبعة ال29    وزير الاتصال يعزي في وفاة الصحفي السابق بوكالة الأنباء الجزائرية محمد بكير    انتخابات تجديد نصف أعضاء مجلس الامة المنتخبين: قبول 21 ملف تصريح بالترشح لغاية مساء يوم الخميس    السوبرانو الجزائرية آمال إبراهيم جلول تبدع في أداء "قصيد الحب" بأوبرا الجزائر    الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    تلمسان: خطيب المسجد الأقصى المبارك يشيد بدور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية    جمعية اللجان الاولمبية الافريقية: مصطفى براف المرشح الوحيد لخلافة نفسه على راس الهيئة الافريقية    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياضة: الطبعة الاولى للبطولة العربية لسباق التوجيه من 1 الى 5 فبراير بالجزائر    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    تعليمات جديدة لتطوير العاصمة    عندما تتحوّل الأمهات إلى مصدر للتنمّر!    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    بوغالي في أكرا    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    صالون الشوكولاتة و القهوة: أربع مسابقات لحرفيي الشوكولاتة و الحلويات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    حوادث المرور: وفاة 7 أشخاص وإصابة 393 آخرين بجروح في المناطق الحضرية خلال أسبوع    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    هل تكون إفريقيا هي مستقبل العالم؟    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    المجلس الإسلامي الأعلى ينظم ندوة علمية    حشيشي يلتقي مدير دي أن أو    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    عبادات مستحبة في شهر شعبان    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عالم الفلك لوط بوناطيرو: رفضت عروضا مغرية...وتنبؤاتي مستنبطة من القرآن والسنة(حوار)
نشر في صوت الأحرار يوم 18 - 01 - 2016

قال العالم الفلكي والفيزيائي الدكتور لوط بوناطيرو في حوار خص به "صوت الأحرار"، أنه لا يسمح لنفسه أ يترك وطنه التي ضحى من أجلها الشهداء الأبرار، مؤكدا رفضه لكل العروض المغرية للذهاب خارج الوطن والتمسك بالبحث داخل الوطن في وقت تسجل فيه الجزائر نزيفا للأدمغة نحو الخارج، كما أرجع بوناطيرو سر صدق تكهناته وتنبؤاته في حدوث بعض الظواهر الطبيعية، إلى استنباطه لأسرار القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بطريقة علمية، والتي ساعدته -حسبه- على إكتشاف أشياء عديدة على غرار الساعة الكونية والبنيان المرصوص.. الخ.
الكثير من الجزائريين يعرفون لوط بوناطيرو بأنه عالم فلكي وفزيائي، لكن الكثير من الجوانب تبقى خفية عليهم، هل لكم أن تعرفوا بنفسكم؟
أسرة بوناطيرو لها قصة قديمة جدا، حيث أن أصولنا تنحدر من بلد الأندلس العريق قبل أن يسافر قوم بوناطير إلى شمال إفريقيا بعد فتح الأندلس، ولقد شاءت الأقدار أن أرى النور في حي القصبة العتيق بقلب العاصمة سنة 1955، وأصل شجرتنا من عائلة شريفة يرجع نسبها للحسن أخ الحسين ابنا سيدنا علي كرم الله وجهه، أما فيما يتعلق باسمي فالكثير من الجزائريين يتساءلون عن سر تسميتي بلوط، وأريد أن أوضح لهم أن هذا الإسم اقترحه جدي الذي كان مقدما للقرآن بزاوية سيدي عبد الرحمن بالقصبة بعد أن أبشره أبي بمولود جديد فقال له أطلق عليه اسم لوط لأنه كان بصدد تلاوته القرآن وورد اسم لوط في السورة القرآنية التي كان يتلوها، أما لقب بوناطيرو فهو مستمد من أسماء أحد أبناء سيدنا نوح عليه السلام غير المعروفين وهو بوناطير أما الواو فقد أضافها الاستعمار الفرنسي على اسم العائلة لكي يشبه بذلك اسم ايطالي أو اسباني، وهذه الأقاويل استمدتها من كتاب ابن خلدون بعنوان » تاريخ الإنسانية « في جزئه الثالث.
ولقد ترعرعت في حي رايس حميدو في عائلة بسيطة تتكون من أربعة إخوة وأختين وكان أبي يشتغل محافظ شرطة آنذاك، ودرست الطور الإبتدائي والمتوسط في هذا الحي، ثم انتقلت إلى ثانوية عقبة بباب الواد أين تحصلت على الباكالوريا في شعبة الرياضيات وانتقلت بعدها إلى جامعة وهران لظروف إجتماعية ونلت حينها على الشهادة العليا في شعبة الفيزياء الصلب، وفضلت السفر إلى فرنسا لمواصلة الدراسة وتحضير الدكتوراه في علوم الأرض والفضاء.
هل كنتم من المتفوقين في دراستكم منذ الصغر، أم أن في طفولتك ما كان يشير إلى أنك ستكون عالم فلكي وفيزيائي كبير؟
لا كنت طالبا عاديا وليس نجيبا في الدراسة، لكنني كنت أتحصل على أعلى نقطة في امتحانات بعض المواد دون أن أكون من الأوائل، ولكن كان علم الفيزياء والفلك يستهويني منذ الصغر خاصة وأن هذا التخصص لم يكن موجودا آنذاك في المدارس والجامعات الجزائرية إلى يومنا هذا، واهتمامي بالسماء والنجوم والقمر وأنا صغير جدا، دفعني إلى التخصص في هذا المجال وتنقلت فعلا إلى فرنسا لتحقيق هذا الحلم وتحصلت على أعلى شهادة في هذا التخصص بميزة مشرف جدا سنة 1986، وبعد ذلك دخلت المرصد الفلكي ببوزريعة وكنت أول الفلكيين بهذا المرصد الذي اشتغلت فيه إلى غاية 2003، وقمت خلال هذه المدة بإنقاذ صور متلفة كانت تعتبر كنز في الفوتوغرافيا تتضمن خرائط للسماء تعود للإستعمار الفرنسي في الجزائر طيلة قرن ونصف، وبالتعاون مع فرنسا قمنا بإنشاء مكتبة رقمية للإحتفاظ بهذا الأرشيف .
وخلال مساري أنجزت أول مزمنة هجرية تحدد أيام الأعياد الدينية وهي تنشر سنويا في الجزائر منذ سنة 1992، كما أنجزت ما يسمى مؤسسة الساعة الكونية المنصوبة حاليا فوق الحرم المكي بالمملكة السعودية، بعد ذلك انتقلت إلى للتدريس في جامعة البليدة في معهد الطيران وأنا موجود ليومنا هذا في هذا المعهد، وبالموازاة مع هذا العمل قمت بإنشاء المنظمة الوطنية للمبدعين، وامتداد لهذه المنظمة قمت بخلق شركة مجمع البراق للاستثمار في الإبداع والبيئة مهمتها خلق شركات مبدعة لكل اختراع يترأسها صاحب المشروع، كما أواصل دائما بحوثي العلمية حيث أنجزت عدة إختراعات من بينها ما يسمى بالبنيان المرصوص الذكي المقاوم لكل الكوارث الطبيعية والمستجيب للمقاييس البيئية، كما اخترعت نظام إنذار مبكر ضد حرائق الغابات وغيرها من الإنجازات التي قمت بها .
من كان وراء نجاحك، وكيف دخلت عالم الإختراع؟
الأكثر منه أنسبه إلى الله تعالى والوالدين بفضل نصائحهم ولا أنكر دور زوجتي الماكثة في البيت في تسهيل بعض المهام لي للتفرغ للبحث العلمي، كما ساعدني على نجاحي عائلتي الهادئة التي تتكون من بنتين وطفلين كلهم يدرسون، وأحاول بكل جهدي أن أقودهم إلى النجاح الذي وصلت إليه اليوم بفضل من الله تعالى.
ما هي الصعوبات التي واجهتها في حياتك؟
أول حاجز في حياتي عدم حصولي على منحة للدراسة في الخارج، لكن بفضل حزب جبهة التحرير الوطني تمكنت من الحصول عليها من طرف محافظ باب الواد الذي كان وسيطا بيني وبين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي آنذاك، والحمد لله لم أتلق أي عائق ليومنا هذا، فالدولة وفرت لي كل الظروف للوصول إلى ما أنا عليه الآن، وقد استفدت من ثمار الإستقلال والكفاح المسلح وأعتبر نفسي أحد ثمار الكفاح المسلح وأكن كل التقدير لشهدائنا فلولاهم لما أنا أنا.
من كان يبهر بوناطيرو من المخترعين الكبار؟
انطلاقا من ابن سينا وأنشطاين، كنت أبحث كثيرا في ما توصل إليه هؤلاء العلماء لاسيما فيما يتعلق باختراعاتهم التي أصبحت إحدى القواعد المهمة في حياتنا اليوم.
كيف ترى مستقبل المخترعين الشباب في الجزائر؟
والله هو مشكل كبير جدا لأن مجتمعنا لم يتمكن من إدماج البحث العلمي والاختراعات المتوصل إليها في برامج نمو البلاد لاسيما وأن هذا العنصر هو محرك اقتصاديات البلدان، فالجزائر لا تتوفر على قوانين خاصة بالمخترعين على غرار الصحفي والفنان، كما لا توجد هناك مجالس علمية على كل مستويات هرم الحكم، حيث يجب بلورة أي قرار سياسي باستشارة علمية، فلا يمكن لمسؤول أن يصدر قرار بدون استشارة هيئة علمية، وهذا ما يسمى بالحكم الراشد، فالعلم لم يأخذ مكانته في المجتمع الجزائري لا من طرف أصحاب القرار ولا من طرف عامة الناس.
أول اختراع لك هو انجاز ساعة كونية عام 2002، التي نلت بها عديد الجوائز الدولية، كيف جاءتكم فكرة هذا المشروع وكيف كان شعورك وأنت تتوج على المستوى العالمي؟
كان أسعد يوم في حياتي لأنها كانت تعتبر أول جائزة عالمية ونحن ندخل الألفية الثالثة لاسيما أن التتويج كان في بلد يتحكم جيدا في الزمن وهي انجلترا، فهم أول من اعترفوا بهذا الإنجاز الذي أفتخر به كثيرا، ثم تلتها بلدان أخرى وللأسف لم يتم تبنيها في الجزائر للأسباب المذكورة أعلاه، وأتمنى أن أرى هذا الإنجاز في بلدي وبالتحديد في المسجد الكبير الذي يتم إنجازه حاليا أو مسجد ساحة الشهداء، وقد قمت بطرح انجاز الساعة الكونية على السلطات ولكن لم أتلق رد لحد الساعة في هذا الخصوص، وبالرغم من ذلك سأبقى أصر على هذا المشروع لغاية تحقيقه وأوجه من منبركم الإعلامي نداء للوزير الأول ووزير الشؤون الدينية والأوقاف ووزير السكن والمدينة لتبني الساعة الكونية ووضعها في المسجد الكبير على غرار المملكة السعودية .
وانجازي لساعة كونية يرجع إلى مشاكل الزمن التي يتخبط فيها المسلمون في أوقات الصلاة، وكانت متزامنة مع مشاكل الغرب في الزمن لاسيما بعد الضجة التي حدثت في عدم معرفة تاريخ دخول الألفية الثالثة، فهذه الأسباب دفعتني لدراسة كل القواعد الزمنية فوجدت تقويم هجري باعتباره أحسن تقويم زمني لكل الحضارات.
لكم مشوار حافل من الابتكارات والاكتشافات نالت اعتراف هيئات دولية؟ ما هو آخر مشروع تحضر له؟
أنا بصدد الإنتهاء من إعداد كتاب جديد اسمه » نظام سياسي جديد تحت ظل الحكم الراشد «، يميل للسياسة قليلا فهو حوصلة لكل الأنظمة » رئاسي شبه برلماني...«، وفي هذا الكتاب أقترح نطام جديد نصف رئاسي نصف برلماني، حيث يشارك البرلمان بنفس القوة في انجاز المشاريع لتطوير البلاد.
هل تلقيتم دعما من الحكومة في تجسيد اختراعاتكم؟
لم أتلق للأسف أي إعانة مادية من الدولة لانجاز مشاريعي، وأناشد السلطات لتبني هذه إختراعاتتي التي تنجز في الخارج، وها هي السعودية اليوم تتبنى » نظام العنكبوتي للطرق « لتوسعة الحرم المكي، والذي أعددته بهدف تخفيف الزحمة على حجاجنا وتمكينهم من آداء مناسك الحج بدون أي مشكل وكانت هذه الفكرة في الأصل مطروحة للمدن للتخفيف من حوادث المرور.
هل هناك الدول من أبدت اهتمامها بأبحاثك واختراعاتك؟
نعم كما قلت سابقا، هناك المملكة السعودية وسويسرا أبدت نيتها لإنجاز الساعة الكونية لكن هذه الأخيرة لم تفي بالقيمة المحددة، والآن أتفاوض مع كوريا التي أبدت اهتمامها بهذا الإنجاز.
في وقت تسجل فيه الجزائر نزيفا للأدمغة نحو الخارج، نجد العالم بوناطيرو متمسكا بالبحث داخل الوطن، ألا تفكرون في مغادرة البلاد وتطوير بحوثكم في الخارج؟
أنا لا أسمح لنفسي أن أترك بلدي، لأستطيع أن أشارك في حل مشاكلها بصفتي عالم فيزيائي وفلكي بالرغم من العروض المغرية التي كانت تقدم لي ، وأحترم جدا كفاح المجاهدين فكيف لي أن لا أضحي بالقلم وأنا لا ينقصني أي شيء في بلدي لاسيما من حيث الثروات الطبيعية وهذا كله يجعلني مرتاح في بلدي، لكن المشكل الوحيد الذي يعيقني هو عدم توفر التكنولوجيات اللازمة لانجاز البحوث العلمية وتحقيق مشاريعي، حيث أضطر للسفر خارجا كل شهرين لجلب هذه الإمكانيات بمداخيلي الخاصة وهذا يشعرني جدا بالراحة.
شعبيتكم واسعة جدا لدى الجزائريين؟ ما سر ذلك؟
حسب رأيي الخاص أعتبر نفسي من القلائل الذين يستندون في أعمالهم إلى القرآن والسنة، بالإضافة إلى الجرأة العلمية ودقة التنبؤات كل هذا جعل عامة الناس يثقون في ما أقوله خاصة فيما يتعلق بالتنبؤات الجوية والزلازل والجميع يتابع هذه الأحداث باهتمام، كما أن دخولي عالم السياسة واقتراحي حلولا لمشاكل المجتمع على غرار السكن جعلني أكثر شعبية لدى عامة الناس.
كيف ترون واقع مركز بحوث علوم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء في الجزائر اليوم؟
للأسف بالرغم من وجود النصوص القانونية التي تسمح بتطوير البحث العلمي في الجزائر فان العلم لم يجد مكانته والباحث لا يجد البيئة الملائمة أكثر لتحقيق مشاريعه العلمية، وبالتالي يبقى البحث العلمي بعيدا جد عن المقاييس العالمية في هذا المجال.
عرفتم بتكهناتكم وتفسيراتكم الفيزيائية لبعض الظواهر الطبيعية، هل تعتمدون على الحسابات الشرعية لاسيما في تحديد صوم رمضان؟
شخصيتنا عربية إسلامية، فنجن لا نفرق بين العلم والدين، فالعلم مفسر للدين وبالتالي يجب أن نستنبط أسرار القرآن الكريم بطريقة علمية، فلماذا لا نكون السباقين لذلك، وهذا يعتبر سر نجاحي حيث تمكنت من إكتشاف أشياء عديدة على غرار الساعة الكونية وجمعة ستة أيام التي تحل مشكلة الإقتصاد العالمي وترفع من وتيرة النمو الإقتصادي، وهذه النقطة بالذات لم يصل إليها الغرب لحد اليوم، ونفس الشيء للبنيان المرصوص المذكور في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)، ووضعت من خلاله المقاييس العلمية للبنيان المرصوص في إشارة إلى شد اليدين ببعضهما البعض.
تؤكدون أن التقويم الهجري أغنى من الميلادي؟ لماذا في رأييكم؟
نفس الشيء فدراسة التقاويم العالمية، فقد لاحظت أن التقويم الهجري أحسن من حيث التعريفات العلمية بحيث لا حاجة لنا لإضافة أي وحدة زمنية كما هو للتقويم الشمسي، الذي نعدله كل أربع سنوات بيوم كامل فهذا خلل في الساعة الشمسية .
ما دور العلماء في المجتمعات الإسلامية؟
دورهم رئيسي ومحوري بحيث يقال إن ورثة العلماء هم الأنبياء، ومن هنا يجب أن يكون العلماء مصدر قرار في البلاد ومن مبلوري السياسات وتطبيقها في تطوير المجتمع.
دعوتم إلى تطبيق خط مكة- المدينة بدلا من خط غرينتش كمعلم زمني؟ هل نجحتم في ذلك؟
بطبيعة الحال فالسعودية أعلنت منذ سنتين توقيت جديد ينافس توقيت غرينتش وهذا شيء مهم بالنسبة لنا، ويجب على البلدان الإسلامية أن تعود لهذا المرجع الزمني ليكون لنا تقويم موحد.
الجزائر عرفت ثورة في انجاز السكنات، هل ترونها ملائمة للمعايير الدولية تفاديا لكارثة زلزال 2003؟ وماذا عن الجامع الكبير؟
لا للأسف، لأن السياسات التي انتهجت غرضها تلبية أزمة السكن في الجزائر، فمن المفروض أن لا نحاول تلبية مشكل سياسي فقط بل يجب توفير سكنات ذكية مرصوصة توفر الأمن والراحة لساكنيها، لكن البنايات التي تم انجازها مؤخرا هي أحسن من السكنات التي هدمها زلزال 2003، ومن هذه النقطة أحث على تطبيق البنيان المرصوص في انجاز المشاريع السكنية للوقاية من الكوارث الطبيعية.
وبخصوص الجامع الأعظم الذي يتم انجازه بالمحمدية؟
مشكل هذا المشروع يكمن في أرضيته فحسب الدراسات فالمنطقة غير ملائمة لأنها مائية تتوفر على صدع نائمة "زلازل"، لكن بفضل العلم يمكن جعل هذه الأرضية مقاومة للكوارث الطبيعية إذا احترمنا المقاييس العلمية في البناء، وحسب علمي فطريقة بناء الجامع الأعظم سليمة لأنها أخذت جميع المقاييس العلمية للبناء والمشكل يكمن في الأرضية فقط، وأقترح هنا حلا لإيجاد بناء مضاد لهذه الكوارث وكل ما نطلبه حاليا من القائمين على هذا المشروع هو مضاعفة مقاييس البناء .
ترشحتم سابقا في الإنتخابات الرئاسية سنة 2009، لماذا امتنعتم عن إعادة الكرة في سنة 2014 وهل سترشحون نفسكم خلال الإستحقاق الرئاسي المقبل؟
هي تجربة إيجابية وكانت صدمة للمجتمع ومفاجأة جعلت العالم يسأل كيف لعالم أن يكون رئيسا للبلاد، وهذا ما منعني من جمع التوقيعات الكافية في سنة 2014، وإعادة ترشحي لكرسي الرئاسة، أين تميل سياسيا؟
أنا ابن جبهة التحرير الوطني، فلقد التحقت منذ صغري بالكشافة الإسلامية وعمري 7 سنوات في رايس حميدو بالعاصمة، بعدها التحقت بقسمة جبهة التحرير الوطني في نفس البلدية وعمري 17 سنة أين تقلدت عدة مسؤوليات كرئيس مكتب الإنتخابات، بعد ذلك ترشحت في الإنتخابات التشريعية مرتين ولم أفلح في ذلك، كما قمت بالترشح في الإنتخابات الرئاسية سنة 2009 كمترشح حر، لكن أبقى دائما منتمي لحزب الآفلان وأنا اليوم عضو في الهيئة العلمية للحزب التي قمت بإنشائها في سنة 2005 في ولاية بومرداس، وأعد فيها اليوم مستشارا في قضايا الحزب من الناحية العلمية.
قلتم إنكم أول من اقترح مفهوم العفو الشامل هل هذا صحيح؟
صحيح عدة أفكار طرحتها وطبقت باسم آخرين، ولكن الشيء المهم بالنسبة إلي أنها طبقت ويزيدني هذا فخرا.
ما رأيك في المشروع التمهيدي لمراجعة الدستور الذي تم طرحه مؤخرا؟
فيه نوع من الجرأة لتحسين أمور البلاد، لكنه لم يرقى إلى بعض متطلبات الشعب ومختلف الطبقات السياسية، ولكن هناك قفزات نوعية في بعض المواد لاسيما فيما يتعلق بالفصل بين السلطات وتعزيز سلطة القضاء وغلق العهدات الرئاسية، أما فيما يتعلق في شقه العلمي أثمن ما تضمنه الدستور في إنشاء مجلس وطني للبحث العلمي علمي والتكنولوجيا حيث كان من بين المقترحات التي طرحتها مرارا شريطة أن يكون في كل هرم السلطة انطلاقا من رئاسة الجمهورية إلى البلدية لبلورة أي القرار السياسي، وهنا أدعو إلى تعميم هذه الهيئة في كل مستويات هرم الحكم، بحيث لا يمكن لقرار سياسي أن يطبق بدون استشارة المجلس العلمي وهذا مطلب يجب دسترته.
أحدثت المادة 51 من هذا المشروع زوبعة سياسية، ألا ترون أن نص المادة مجحف في حق أفراد الجالية لاسيما منهم الباحثين؟
هذا النص فيه نوع من الغموض وهو بحاجة إلى توضيح، لكنني أثمنه إذا تم تحديد قائمة الوظائف التي لا يمكن لأفراد الجالية في الخارج أن يتقلدونها كالمناصب الحساسة والمهمة في الدولة، فهناك مناصب يجري عليها تطبيق المادة 51 من مشروع الدستور بحيث يجب أن يكون صاحبها على إطلاع بعمق المجتمع الجزائري وعلى اتصال يومي به ليستطيع أن يقترح حلولا محلية ، فالشعب لا يمكن له أن يقبل شخصا عاش خارج الوطن لمدة طويلة أن يتقلد مسؤوليات حساسة بدون أخذ خصوصيات المجتمع الجزائري، لكن في المقابل هناك مناصب أخرى تمس خبرته لاسيما فيما يتعلق بالباحثين، لذا أطالب بضرورة تحديد قائمة هذه المناصب حسبما أعلن عليها رئيس الجمهورية في تعليمة عاجلة تقضي بتوسيع المادة 51 .
قال مختصون إن الجزائر مهددة بالجفاف بسبب استمرار شح الأمطار، هل هذا صحيح في رأيكم؟
لحد اليوم لسنا في حالة جفاف لأن هذا الوضع له خصوصياته، فالسدود ممتلئة بنسبة 70 بالمائة وهذا ما يدل على وفرة المياه التي تكفي لمدة سنة كاملة بالإضافة إلى المياه الجوفية والتي يتم تحليتها من مياه البحر، فلا نستطيع أن نقول إننا في حالة جفاف، فهذه المياه كافية حتى شهر سبتمبر المقبل الذي يصادف فصل الشتاء.
أما فيما يتعلق باستمرار شح الأمطار التي إذا تساقطت يمكن أن تحدث فياضانات، فيعود ذلك إلى غضب الله بسبب انتشار الظواهر غير الأخلاقية في مجتمعنا، وما يفسر صحة قولي هو أنه كل يوم يتم رصد سحب ممطرة من طرف أرصاد المصالح الجوية التي تنبئ بتهاطل الأمطار عبر الأقمار الصناعية إلا أنه يحدث عكس ذلك، فنحن اليوم أمام عجز علمي، أما من الجانب الديني فيمكن القول فتم ربط استمرار شح الأمطار منذ شهر محرم المنصرم بعدم إعطاء الفقير حقه في هذا الشهر الذي تكثر فيه الزكاة وهذا ما أدى إلى غضب الله.
هل استهوى علم الفلك أحد أبنائك؟
لم يظهر الأمر بعد، فالبعض منهم لا يريدون علم الفلك، لكن أرى في ابني الصغير شيء مني بعد أن أبدى رغبته في اكتشاف عالم الفلك وسأشجعه على الدخول لهذا العالم الشيق.
الكثير منا يجهل أنكم تمارسون الرياضة، حدثنا عن هواياتك؟
بالفعل أنا رياضي منذ الصغر، ولقد كنت أبرز لاعبي كرة القدم في نادي رايس حميدو وكان اللاعبون من صنف الأكابر يدعونني للعب معهم دائما بالرغم من صغر سني، كما مارست رياضة الجمباز في اختصاص ممارسة الحركات في الهواء ولعبة القفز، كما كنت أهوى القفز من أعلى الصخور في البحر، لكن للأسف تركت الرياضة وفضلت العلم عليها ، واليوم أمارس الرياضة ولكن بشكل أقل لإهتمامات أخرى.
ما هي نوعية الكتب التي تقرؤونها بعيدا عن الفيزياء؟
هي مختلفة تاريخية، علمية، سياسية حتى الرومانسية منها، وآخر كتاب اطلعت عليه هو "تاريخ الإنسانية"لابن خلدون في جزئه الثالث.
ما هو الطبق المفضل لديك؟
منهم الطبق العاصمي المعروف ب"رس براطل" "الذي يعتبر خلطة من الخضر، بالإضافة إلى "المعدنوسية" و"بيخة "، و"الرشتة" وغيرها من الأطباق التقليدية.
بعيدا عن العمل؟ أين يقضي بوناطيرو أوقات فراغه؟
أفضل السفر كثيرا داخل وخارج الوطن فأنا أشبه كثيرا "ابن بطوطة"، كما أهوى الطبيعة والإجتماع بعائلتي واصطحابهم كل أسبوع للتفسح حتى إلى خارج الوطن.
كم لغة تتقن؟
أتقن العديد من اللغات بمستويات مختلفة فبالإضافة إلى العربية أتقن جيدا اللغة الفرنسية والإنجليزية، بالإضافة إلى الروسية كما أفقه في اللغة الأمازيغية، وفي هذه النقطة أثمن إدراج هذه اللغة كلغة رسمية ووطنية لكن يجب تدعيمها لأن أمامها شوط كبير لتأسيسها وفي هذا الصدد وضعت مزمنة هجرية ميلادية وأمازيغية لأول مرة.
هل تهوى مواقع التواصل الإجتماعي؟
من الضروري مواكبة تطور التكنولوجيا، ولي صفحة خاصة بي على الفايسبوك باللغة العربية والفرنسية، وهي ناجحة جدا بحيث أتواصل يوميا مع مختلف الأشخاص، لدرجة أن إدارة الفايسبوك طلبت مني مرارا تفريغ قائمة من يطلبون مني الصداقة لكثرتهم .
ماذا تعني لك هذه الكلمات:
الجزائر: هي أمنا وليس بمفهوم البقر الحلوب.
العلم: هو نور ورحمة للإنسان.
الفزياء والفلك: هي تقرب إلى الله تعالى.
القصبة: تمثل بالنسبة إلي الشخصية العربية الإسلامية بحكم احتفاظها على طابع الأصالة إلى يومنا هذا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.