شهدت الشوارع والطرقات عبر كل أنحاء العاصمة على غرار مناطق الوطن الأخرى، طيلة نهار أمس تواصل الاحتفالات، حيث خرج الملايين لنصرة الخضر إلى شوارع العاصمة رافعين الأعلام الوطنية وهتافات تتعالى هنا وهناك إلى جانب منبهات السيارات التي أحدثت أهازيج فولكلورية في وسط أجواء ساخنة مليئة بالروح الوطنية وكلهم متفائلون بالفوز إلى حد قولهم »رانا في المونديال زكارة في العديان«. »معاك يا الخضرة نديرو حالة« ...»وا تو تري فيفا لالجيري« ....» لالجيري ساكنة في قلبي« ..» جيبوها يا لولاد« كلها هتافات وأهازيج رددها الملاين والآلاف من الجزائريين عبر الأزقة والشوارع الجزائرية وكلهم حماس وآمال في تأهل المنتخب الجزائري لمونديال 2010، فلم تفارق زحمة السيارات المزينة بالإعلام الوطنية وصور الفريق الوطني شوارعنا، والتي ملأت الساحات والجدران قبل أسابيع من هذا اليوم. شباب، أطفال، شيوخ، نساء كلهم يهتفون »رانا في المونديال وزكارة في العديان« »صوت الأحرار« رصدت خلال هذه الساعات المشوقة والتي تقشعر لها الأبدان، وتجولنا في شوارع العاصمة صباح أمس مع شباب أطفال نساء شيوخ وكلهم أمل في ذهاب منتخب العزة والكرامة إلى جوهانزبورغ 2010، فبالرغم من أنه كان يوم عطلة إلا أن الحركة كانت كبيرة وغير مسبوقة عمت الأحياء الكبرى للعاصمة والتي تزينت بألوان الراية الوطنية كتعبير عن الاستعداد الكبير للشعب الجزائري الذي يناصر فريقه الوطني ويعلق عليه أمالا كبيرة في افتكاك ورقة التأهل لمونديال جنوب إفريقيا، ذكرتنا هذه الأيام في ذكرى الاستقلال، والأعلام الوطنية في كل عنق وعلى ظهر كل سيارة وأهازيج النصر من كل صوب وجانب، وقفنا خلالها مع العديد من الجزائريين للتحدث معهم لكن بدون جدوى كلهم مندفعين إلى الأمام وعلى وجوههم تتجلى مظاهر الفرحة العارمة لا شيئ يمكن أن يوقفهم. أغاني فرقة »طورينو« تلهب حماس الجزائريين على وقع جملة من الأغاني التي أصبحت تباع في محلات الأشرطة وتشهد إقبالا كبيرا عليها كونها تلهب الحماس، جاءت أغاني فرقة » طورينو« التي شهدت رواجا كبيرا لما تحمله من معاني وكلمات تقشعر لها الأبدان كانت تعلو أصداؤها من السيارات والشرفات وزغاريد النساء، ليرقص على وقعها العديد من الجزائريين بعشوائية وأكثر عفوية، وهم يرددون كلمات »لالجيري بلادي ساكنة في قلبي»، معبرين عن فرحتهم التي لا تكاد تفارق وجوههم آملين في تأهل المنتخب الجزائري الذي برهن في العديد من المرات تفوقه وجدارته في افتكاك ورقة الذهاب إلى جوهانزبورغ بجنوب إفريقيا، وإن كانت الجزائر بكل ولاياتها تستعد لهذا الحدث الكبير، فلا يمكن أن تكتمل فرحة النصر إلا على وقع هذه الأغاني التي تلهب حماس المناصرين وعشاق الفريق الوطني لاسيما إذا امتزجت بزغرودة جزائرية أصيلة، الكل أصبح يرددها عن ظهر قلب »بلادي ساكنة في قلبي«...» يا الخضرا ديري حالة«، »ديرها ياسعدان« ..الخ. العاصمة تصنع الحدث وسط أجواء مثيرة إلا أن العاصمة تصنع الحدث على غرار باقي ولايات الوطن، حيث اكتست حلة بهية وهي تتزين بألوان الراية الوطنية، فحيثما حللت تجد الأعلام معلقة فوق البيوت وعلى السيارات وفي حدائق المنازل وأسقفها، فالجزائريون كلهم، وعلى اختلاف أعمارهم وشرائحهم، متفقون على شعارات تلهب حماس الجزائريين الغيورين على وطنيتهم »معاك يا الخضرا« ...» يا الخضرا ديري حالا«، حيث كانت الشوارع مكتظة بالسيارات التي تحمل الألوان الوطنية وعلى وقع أبواقها يرقص شباب جزائري وهو يحمل العلم الوطني، حتى المسنين لم يفوتوا فرصة الاستمتاع بهذه الأجواء حيث يدور حديثهم في المقاهي عن الفريق الوطني والمقابلة المصيرية التي تنتظره، إنه العرس الذي يستعد له الجزائريون وينتظرونه على أحر من الجمر. العلم الوطني في القلوب »تحيا الجزائر« وأنت وسط صخب وهتافات الجماهير على امتداد شوارع العاصمة، ينتابك شعور بالوطنية والوحدة فالعلم أصبح في قلوب الجزائريين والجزائريات، حتى أصبحت ألوانه منتشرة في كل الألبسة والقمصان والقبعات المزينة بألوانه، ويبدو الإقبال على هذه المعروضات كبيرا جدا من طرف المواطنين، حيث أصبح أبناء الجزائر يلفون أجسادهم بهذا العلم الذي استشهد من أجله مليون ونصف المليون شهيد، لتشجيع الفريق الوطني وتبليغه رسالة جمهوره الذي يحبه وينتظر منه الفوز في مباراة 14 نوفمبر، هذه هي الجزائر المشحونة بالعواطف يطبعها التضامن وحب الوطن، فالحديث وسط هذه الأجواء إلا عن مباراة الجزائر ومصر والنتيجة التي يمكن توقعها من هذا اللقاء، ثلاثة أهداف مقابل هدف، التعادل، أربعة أهداف مقابل صفر، ويتواصل الرهان بين الآباء والأبناء.