دعا المكلف بالإعلام لدى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عدة فلاحي إلى تغليب صوت الحكمة لتجاوز الأزمة بين الجزائر ومصر، وقال إن صوت العقل المصري معتم عليه ولا يترك المجال إلا لمن يشتم الجزائر، داعيا في هذا الشأن علماء الدين والمثقفين في كل من مصر والجزائر إلى إصدار بيان مشترك يغلبون فيه معاني الأخوة والمحبة بين الشعبين، لفتح الطريق أمام السياسيين لإنهاء الأزمة التي سبقت ورافقت وأعقبت تنافس منتخبي البلدين على المونديال. أشار فلاحي إلى تطاول المصريين حتى على تاريخ الثورة الجزائرية وعلى رموز الدولة الجزائرية، بما فيهم شهداء الثورة التحريرية الكبرى، ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وهو ما لم ينزلق إليه الإعلام الجزائري، وبالخصوص القطاع العمومي الذي تعاطى مع الأحداث بكل حكمة وتعقل" وفي مقابلة خاصة مع »إسلام أون لاين نت«، أعرب عدة فلاحي، المستشار الإعلامي لوزير الشئون الدينية والأوقاف بالجزائر، عن أمله في ألا يطول أمد »هذه الفتنة التي أيقظها المصريون«، مقترحا أن »يخرج علماء الدين والمثقفون في كلا البلدين ببيان مشترك يغلبون فيه الأخوة والمحبة والوحدة بين الشعبين، ثم تليها الخطوات السياسية التي تحتاج إلى بعض الوقت لتجاوز كل الحساسيات والاشتباكات«. وشدد فلاحي على أن »وزارة الشئون الدينية والأوقاف في الجزائر توجهت بتعليمات لأئمة المساجد تحثهم فيها على استحضار معاني الأخوة في العقيدة بين الجزائريين والمصريين وبين جميع الشعوب الإسلامية«، مضيفا أن خطبة الجمعة في مساجد الجزائر كانت مليئة بمفردات المحبة والتسامح وتغليب العقل لتفويت الفرصة على الكيان الصهيوني الذي يستثمر مثل هذه الصراعات لتحقيق مشروعه التوسعي. وأشار إلى أن »الكل يشهد بما فيهم المصريين بالحفاوة والترحاب الذي لقيه الفريق المصري ومناصروه خلال مبارتهم في البليدة، وقد عادوا إلى ديارهم سالمين كما دخلوا الجزائر سالمين«. وحمل المتحدث القاهرة مسؤولية الوضع الراهن قائلا» للأسف الشديد العكس هو الذي حدث في القاهرة، حيث تم الاعتداء على الفريق الوطني الجزائري مباشرة عقب وصوله مطار القاهرة متوجها إلى الفندق، من خلال رشق حافلته بالحجارة؛ ما تسبب في جراح خطيرة لأفراد منتخبنا الوطني الذي تأثر حتى نفسيا بسبب هذه الأفعال المشينة«. وتساءل فلاحي مستنكرا »أمام هذا الاعتداء ضد ضيوف مسالمين، كيف لم يخرج أي رجل رشيد من المسؤولين المصريين ليتأسف ويعتذر عما حدث لفريقنا، بل إن الرئيس المصري زار فريقه الوطني ليقدم له كل الدعم والشحن المعنوي وكأنه يتأهب لخوض حرب ضدنا، ولكن الحظ لم يحالفه في النهاية وانتصرت الجزائر«. وانتقد عدة فلاحي وسائل الإعلام المصرية للهجمة الإعلامية التي يخوضها ضد الجزائر، فحسبه أن صوت العقل المصري معتم عليه ولا يترك له الفرصة ليمر عبر الفضائيات والصحف المصرية، إذ لا يفتح المجال إلا لمن يشتم الجزائر والشعب الجزائري دون استثناء.