اتهم بوعبد الله غلام الله أطرافا أجنبية من الولاياتالمتحدةالأمريكية وسويسرا وفرنسا وكذا أطراف جزائرية متمثلة في المغتربين المقيمين بالخارج بدعم حملات التنصير بالجزائر وقال إن ما حدث في الآونة الأخيرة لا يصنف كهجمة دينية وإنما هي هجمة استعمارية تهدف إلى إحباط الروح المعنوية للجزائريين، وبالمقابل حذر الوزير من خطورة التهويل الإعلامي الذي أصبح في رأيه يخدم الأطراف المعادية للجزائر أكثر من تنوير الرأي العام. تصريحات الوزير جاءت ردا على الأسئلة الشفوية التي وجهها له نواب المجلس الشعبي الوطني أول أمس حول واقع التنصير بالجزائر، حيث اعتبر النائب عبد الوهاب قلعي أن التنصير في الجزائر يعد مشروعا تاريخيا، كما أن هذه الحملات أصبحت تسيئ للإسلام، في محاولة منه للاستفسار عن التدابير التي اتخذتها الوزارة الوصية للتصدي لهذه الظاهرة. وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله قال إن حملات التنصير التي تشهدها الجزائر لا تنشط تحت غطاء ديني وإنما هدفها طمس الشخصية الوطنية وتسعى إلى إحباط المعنويات لدى المواطنين وخلق البلبلة بينهم، الأمر الذي يستدعي إتباع سياسة تجعل من الخطاب الديني المسجدي خطابا متناغما مع الخطاب الوطني. وسياق متصل أكد غلام الله على ضرورة العمل من أجل صيانة الخطاب الوطني من كل توجيه دخيل واستغلال ديني آني وترقية الخطاب الوطني حتي يترجم إلى شعور صادق بالوطنية لخدمة المواطنة ويكون بمثابة الحصن الذي يحمي المجتمع من كل تيار جارف أو شرخ اجتماعي كان أو ديني. وأبرز غلام الله أن هذه الحملات تعمل أيضا على مصادرة ضمائر الشباب وابتزاز عقيدتهم بمبررات لا أساس لها وفي لفتة لا تخرج عن لفتة الإرهاب التي أحسنت الجزائر التغلب عليها بتظافر جهود الجميع، مؤكدا على ضرورة التحلي الوعي والإدراك لمجابهة هذه الحملات. وفي رده على سؤال أخر للنائب علي حفظ الله الذي دار حول غياب آليات الرقابة ونقص التنسيق ما بين القطاعات المعنية على مستوى الدولة بما يسمح بالتصدي لحملات التنصير، قال غلام الله إن حملة الإشهار للتنصير تهدف لأن يكون هذا الموضع حديث العام والخاص وعليه لا يجب أن نقع في فخ التهويل الإعلامي ويبقى أن تحصين المجتمع لا يأتي إلا بترسيخ سياسة مكافحة الإرهاب ومكافحة ثقافة التكفير وكما نجحنا في التصدي للإرهاب، فإن سياسة الجزائر ستنجح لا محال في التصدي لعمل "النحل" أي الطوائف ولا تمد بأي صلة للديانة المسيحية". وأمام هذه المعطيات لم يتردد الوزير في توجيه أصابع الاتهام لأطراف أجنبية من سويسرا، فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية والتي قال إنها تعمل مع جزائريين مغتربين من أجل دعم حملات التنصير في الجزائر، فيما أكد أنه يترأس لجنة وطنية لشعائر غير المسلمين تعمل حاليا من اجل التكفل بكل هذه المشاكل العالقة