أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن المؤتمر التاسع المزمع عقده في الثلاثي الأول من العام المقبل سيؤسس لمرحلة جديدة في العمل النضالي، بلخادم أشار في هذا السياق إلى خصوصية الحزب العتيد وقال إنه ليس حزبا كباقي الأحزاب وذلك بالنظر إلى تاريخه وتراثه ومرجعيته، هذه الخصوصية التي دعا إلى الحفاظ عليها من خلال العمل على تجديد الطاقات والالتزام بالعمل النضالي والابتعاد عن كل الأنانية والذاتية من أجل الحفاظ على مصلحة الحزب في ظل التطورات والتغيرات الحاصلة. أشرف عبد العزيز بلخادم على انطلاق اجتماعات الهيئات الوطنية لحزب جبهة التحرير الوطني أمس بفندق الأروية الذهبية، حيث أكد لدى افتتاحه لأشغال اللقاء أن هذا الموعد يأتي بعد مرور 6 أشهر منذ تاريخ تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التاسع للأفلان يوم 17 جوان الفارط، واليت أوكلت لها مهمة إعداد المؤتمر التاسع من خلال إعداد ودراسة النصوص والوثائق الأساسية للجان الفرعية السبعة التي انبثقت عن اللجنة الأم، كما أن هذه النصوص نالت النقاش المستفيض والحوار البناء حتى تكون في مستوى يتلاءم ومتطلبات الوضع الراهن وتمت صياغتها في شكل مشاريع تمهيدية ستخضع لنقاش واسع على مدار أربعة أيام من قبل أعضاء اللجنة والهيئة التنفيذية والمجلس الوطني للحزب. وفي سياق متصل أوضح الأمين العام أن الأفلان اقوي بتاريخه، متمكن بمناضليه، متمسك بمرجعياته التاريخية والفلسفية، ومن هذا المنطلق فإنه عندما يدرس نصوصه الأساسية إنما يريد أن يكون في المستوى الذي يسبق فيه التطورات دون الوقوع في التحجر والجمود ودون أن يتخلى على ثوابته التي تبقى نبراسا يسير عليها نحو الأمام. واستطر بلخادم قائلا »إن المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني ليس مؤتمرا عاديا في حقيقة الأمر وإنما هو مؤتمر يتسم بالأهمية القصوى باعتبار أنه يتأتي بعد مرحلة لم الشمل وتحقيق الوحدة بين مناضلي الحزب، كما أنه يؤسس لمرحلة جديدة وسبل العمل التي لا يجب أن تقتصر على الجانب النضالي بل عليها أن تقترن بروح المسؤولية التي تجعل مصلحة الحزب فوق كل المصالح الذاتية أو العشائرية فنحن في زمن كل شيء فيه يتغير وبالتالي فعلينا بالعمل حتى لا تسبقنا الأحداث أو تفاجئنا التطورات، لقد أصبحنا في زمن كل شيء فيه يتغير ويجب أن نكون متجددين حتى لا تستبقنا الأحداث«. بلخادم تحدث عن عمل الهيئات الوطنية للحزب التي ستجتمع على مدار أربعة أيام، حيث أكد أن تقارير اللجان الفرعية ستعرض على الهيئة التنفيذية والمجلس الوطني لمناقشتها وإثرائها ليتم صياغتها في شكل تقارير جديدة تنزل إلى القواعد النضالية، لتصاغ مرة أخرى وتوجه إلى المؤتمرات الجهوية لتعطى لها صيغتها النهائية التي ستعرض في المؤتمر التاسع. وحسب ما أوضحه الأمين العام، فإن هذا العمل سيعطي نقلة نوعية تنعكس على العمل المستقبلي للحزب الذي يهدف بالدرجة الأولى إلى توسيع القاعدة النضالية لتستقطب الشباب والنساء وكل الطاقات والإطارات التي تتوزع عبر الوطن، مما يحقق للحزب مزيدا من الانتشار في الساحة الوطنية. وعن العمل المنجز من أجل إعطاء البعد الإيديولوجي والحديث عن مرجعية الحزب قال بلخادم إن تمسكنا بهذا المبدأ ليس هدفا في حد ذاته بقدر ما نريده أن يكون قناعات يتسلح بها المناضلون حتى يكون حزبنا أكثر وضوحا وهو يمارس نشاطه السياسي، وذلك بهدف تحقيق التنمية في البلاد، تلك التنمية التي نجدها مجسدة في كل مشاريع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وجدد الأمين العام ندائه للمناضلين مؤكدتا أن الأفلان ليس كباقي الأحزاب لأنه جاء وليد مرحلة وظروف اقترنت بثورة التحرير، وبالتالي فهو حزب عملاق بتاريخه وتراثه ومرجعيته وبرنامجه وأهدافه وهو ما يؤكد بالفعل تميزه، ليقدم نموذجا في العمل الحزبي المتطور والمسؤول الذي يرسخ الديمقراطية ويحدد ضوابط النزاهة والالتزام في اختياره لمناضليه لتأطير هياكله عبر كل المستويات.