دعا عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني لدى إشرافه على افتتاح الدورة العادية للمجلس الوطني، المناضلين إلى ضرورة التخلص من كل الرواسب والحسابات الضيقة وتحمل المسؤولية لوضع منهجية تمكن الأفلان من المضي قدما في إطار التحضير للمؤتمر التاسع الذي اعتبره تاريخيا بحكم أنه يجمع بين مرحلتين مهمتين في مسار الحزب العتيد إحداهما ولت بأثقالها وأخرى مستقبلية تنفرد برؤية جديدة للعمل السياسي والنضالي على حد تعبيره. استهل عبد العزيز بلخادم خطابه الموجه أمس إلى أعضاء المجلس الوطني لحزب جبهة التحرير الوطني بالتذكير بالظروف انعقد فيها المؤتمر الثامن الجامع، حيث قال عن تلك المرحلة تميزت بحراك سياسي مكثف حزبي ووطني، كانت عملية مخاض لما يجب أن نصل إليه من نتائج لنعقد مؤتمرنا ونحن على ثقة بأننا سوف نبدأ مرحلة من أهم المراحل التي سوف يكون فيها حزبنا أكثر فعالية وديناميكية وانفتاحا على مختلف الشرائح الاجتماعية والقوى الوطنية، لقد وضعنا كل الأسس التي توفر الشروط الموضوعية لانطلاقة جديدة لحزبنا بما يتناسب والمرحلة، وما سيأتي من استحقاقات وطنية هي في غاية الأهمية، تفرض علينا الاستعداد الجاد المبني على الحقائق الحزبية المستمدة من تطلعات وآراء المناضلين في القاعدة والإطارات والقيادات عبر المحافظات والقسمات. ومن هذا المنطلق أكد بلخادم أن المؤتمر التاسع يؤسس لمرحلة جديدة يأخذ فيها العمل السياسي والتنظيمي البعد المفصلي لما للمرحلة القادمة من أهمية حيث أنها تتميز باستحقاقات وطنية كبرى، مشيرا إلى أن الحزب يتوفر على نصوص أساسية تمكنه من أن يلعب دوره السياسي والنضالي بعيدا عن كل الحسابات ووفقا لما تنص عليه الوثائق التي تم إعدادها من طرف اللجان الفرعية التي ناقشت هذه الوثائق والنصوص بكل موضوعية وبروح من المسؤولية والنضال والالتزام الحزبي. وفي سياق متصل أوضح الأمين العام أن الأفلان يتطلع إلى مؤتمر تاريخي يجمع بين مرحلتين، مرحلة ولت بكل أقالها وأوزارها وتداعياتها ومرحلة تنفرد عن سابقتها بالتوجه لإرساء قواعد تعطي للعمل السياسي والتنظيمي أطرا تنهي كل تلك الحالات، ومن هذا المنطلق جدد دعوته إلى ضرورة التخلص من كل الرواسب والحسابات الضيقة وتحمل المسؤولية لوضع المنهجية التي تعطي للحزب إمكانيات التطور والفعالية والمزيد من الانسجام والانتشار وكذلك الضوابط الملزمة في كل المراحل والاستحقاقات. واستطرد المتحدث موضحا أن اللجان الفرعية عملت وفق التوجيهات وانكب أعضاؤها على الإعداد بجدية للخروج بنصوص أخذت بعين الاعتبار التمكين للحزب لان يكون فوق كل الحسابات راسمة الدور الذي يجب أن يطلع به كقوة سياسية تتصدر الساحة الوطنية في العمل السياسي، كما أشار إلى الندوات الفكرية والسياسية والاقتصادية التي نظمها الحزب على مدى أكثر من شهرين شارك فيها المناضلون والإطارات وكذلك المسؤولون على مستوى المؤسسات ذات العلاقة بالمواضيع التي طرحت في مختلف المجالات. وعليه جدد بلخادم دعوته إلى ضرورة العمل على وضع منهجية جديدة في محاولة لتقديم تصور واقعي لما يجب أن يكون عليه حزب جبهة التحرير الوطني وهو يقطع مرحلة هامة من نضاله التاريخي والسياسي وسط منافسيه في إطار التعددية الحزبية التي تبقى عاملا مهما في تجذير الممارسة الديمقراطية التي يسعى الأفلان لأن تكون الأساس في أي عملية سياسية أو تنظيمية. ولم يغفل الأمين العام الحديث عن هوية الأفلان، حيث اكمد في هذا الصدد أن قيادة وإطارات ومناضلي حزب جبهة التحرير الوطني سيظلون أوفياء إلى المرجعية التاريخية للحزب التي تعود إلى بيان أول نوفمبر وهي الهوية التي ينفرد بها الأفلان ولا ينازعه فيها أحد، وعلى هذا لا أساس يقول بلخادم عملنا على أن تكون وثائق المؤتمر التاسع متضمنة ما أطلقنا عليه المرجعية السياسية والمنطلقات الفكرية التي تحدد المفاهيم التي لا تخضع لاحقا إلى أي التباس أو مفاهيم لا تتفق مع مفهومنا الحقيقي لثورة نوفمبر وأبعادها التاريخية والسياسية التي تضمنها بيان أول نوفمبر.