شدد عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفلان أمس في توجيهاته لأعضاء اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التاسع، على أهمية تحديد مرجعية فكرية واديولوجية للحزب العتيد تميزه عن بقية التشكيلات السياسية، باعتبار أن بيان أول نوفمبر هو مرجعية يشترك فيها مع بقية التشكيلات السياسية. أعلن أمس بلخادم رسميا عن تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التاسع للحزب والتي تضم جميع أعضاء الهيئة التنفيذية، ويتولى رئاسة اللجنة الأمين العام للحزب، وتتفرع إلى 7 أفواج عمل هي: لجنة القانون الأساسي، لجنة المؤسسات، لجنة البرنامج العام والتي بدورها ستتفرع إلى أفواج عمل، لجنة العلاقات الخارجية والهجرة، لجنة المنطلقات الفكرية والمرجعية السياسية، لجنة ضوابط التمثيل، لجنة التعمق في مرجعية أول نوفمبر، ومن المنتظر أن تشرع اللجنة في عملية التحضير الفعلي للمؤتمر التاسع بعد انتهاء أشغال الجامعة الصفية التي تنطلق اليوم بولاية تيبازة، ورجحت مصادر قيادية في الحزب العتيد إمكانية العودة إلى التسميات القديمة لهيئات الحزب وهي المكتب السياسي واللجنة المركزية بدلا من المجلس الوطني والهيئة التنفيذية. وحمل الخطاب التوجيهي الذي ألقاه بلخادم بمناسبة تنصيب اللجنة جملة من التوجيهات بخصوص عملية التحضير للمؤتمر الذي تريده قيادة الأفلان، مثلما ذهب إليه بلخادم في كلمته مميزا وبمثابة انطلاقة جديدة للحزب العتيد لرص الصفوف تحسبا لمرحلة حاسمة في مسيرة ومواكبة التحولات والتطورات التي تعرفها الساحة السياسية الوطنية. وأكد بلخادم أن الأفلان يتطلع إلى مؤتمر تاريخي يجمع بين مرحلتين، مرحلة ولت بكل إفرازاتها وتداعياتها، كانت الأولوية فيها لوحدة الشمل، وقال إنه غير المقبول إعادة فتح الجراح من جديد مهما كان السبب، ومرحلة مقبلة الأولوية فيها لإرساء قواعد تعطي للعمل السياسي التنظيم أطرا تنهي كل تلك الحالات التي تسربت لأسباب عبر الظروف التي تحكمت في مجريات المؤتمر الثامن للحزب حتى نصل إلى مرحلة جمع الشمل والوفاق والاتفاق على ضوابط العمل للتحضير للمؤتمر التاسع، مشددا في الوقت نفسه في توجيهاته لأعضاء اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر على ضرورة التخلص من الرواسب والحسابات الضيقة. وفي سياق ذي صلة بالتحضيرات الخاصة بالمؤتمر التاسع ألح بلخادم على أهمية التواصل بين الأجيال، وطالب اللجنة بوضع نص يجسد المرجعية الفكرية للأفلان، لأن اعتماد بيان أول نوفمبر كمرجعية غير كاف، مثلما يذهب إليه بلخادم، لأن بيان أول نوفمبر مرجعية مشتركة بين عديد من التشكيلات السياسية وكل ما تضمنه فيما يتعلق بالإسقاطات هو محل تداول بيننا كمناضلين وحتى بين غيرنا ممن يناضل في أحزاب أخرى ، موضحا أن الأفلان يتبنى تاريخه كاملا بداية من شهادة ميلاد الحزب وهي بيان أول نوفمبر إلى الآن، وخاطب بلخادم الحضور بالقول"نريد أن ننفرد بهذه المرجعية ونتميز بها عن غيرنا اعتبارا من المنطلقات الفكرية لجبهة التحرير الوطني بدءا من شهادة ميلادها في أول نوفمبر إلى الآن"، وبرر بلخادم هذا الاهتمام من قيادة الحزب بالمرجعية الفكرية وتكليف فوج عمل للقيام بهذه المهمة بكون جيل أول نوفمبر بصدد الرحيل ومن المهم الحفاظ على الذاكرة التاريخية للأجيال المقبلة. ويأتي هذا التميز حسب بلخادم من خلال ما سيتم إعداده من برنامج عمل للحزب كمشروع مجتمع و بما سيتميز عن غيره سواء تعلق الأمر بالجانب الفكري المرجعي القائم على مقومات الشخصية الجزائرية وسمكها الحضاري العربي الإسلامي أو بمرجعيات أخرى ينبغي تعميق التفكير فيها. كما دعا إلى تحديد رؤية الحزب للتعددية السياسية إن كانت مجرد أسماء لأحزاب بعضها موجود وبعضها مفقود أم أنها تحمل مشاريع مجتمع يمكن للمواطن الاختيار بينها، وبخصوص البرنامج الاقتصادي الذي يقع على عاتق هذه اللجان إعداده، أكد بلخادم على ضرورة تميزه بما سيطرحه من خيارات تضفي عليه طابعا خاصا يتماشى وخصوصيات المجتمع الجزائري، وقال إن من بين الخيارات التي على اللجنة الوطنية تحديدها هي تحديد طبيعة الاقتصاد الوطني وتحديد دور الدولة في الاستثمار وإنشاء فرص العمل. وحسب بلخادم فإن الصيغة التي اعتمدتها قيادة الحزب بتنصيب لجنة وطنية لتحضير المؤتمر تضم في تشكيلتها جميع أعضاء الهيئة التنفيذية ولجان ولائية تضم أمين عام المحافظة وأعضاء مكتب المحافظة إلى جانب أعضاء المجلس الوطني والنواب في الغرفتين من شأنها ضمان مشاركة الجميع في التحضير للمؤتمر. ولكون الأفلان لا يوجد وحده في الساحة السياسية، ألح بلخادم على ضرورة تهيئة الأرضية الصلبة التي تعطي الحزب قيادات في مستوى التطورات التي تشهدها الساحة الوطنية، "قيادات قادرة على الصراع السياسي الذي قد نجبر عليه في بعض المراحل"، كما لم يفوت الفرصة ليدعو اللجان التي ستأخذ على عاتقها عملية التحضير للمؤتمر لالتزام الحذر وعدم التسرع والأخذ بعين الاعتبار كل المستجدات والتحولات والاحتمالات التي تجعل النصوص التي تعد للمؤتمر التاسع ذات مضمون هادف يستجيب لمتطلبات حزب قوي مازال يواصل نهجه التاريخي بالحفاظ على الشعبية المتأصلة والممتدة عبر التراب الوطني وبإسهامه في بناء جزائر الألفية الثالثة. وبالنسبة للعمل التحضيري للمؤتمر الذي سيسوده الحوار والنقاش، قال بلخادم إنه يرتكز على إعداد نصوص تخدم الحزب وتؤمن له مجالات العمل، ملحا في نفس الوقت على ضرورة أن تتضمن هذه النصوص منهجية خاصة لاستقطاب الشباب والنساء والإطارات المثقفة. ومن المنتظر توزيع أعضاء الهيئة التنفيذية على اللجان الفرعية خلال الأيام القادمة على أن يبدأ تنصيب اللجان الولائية في الأسبوع الأول من شهر جويلية وإلى غاية منتصف الشهر، ليتم الشروع بعدها في تنصيب اللجان الولائية في المحافظات التي تسيرها لجان انتقالية بعد الانتهاء من عملية انتخاب مكاتب تلك المحافظات، وحسب بلخادم فإن عملية التحضير الأولي للنصوص التمهيدية للمؤتمر تستمر إلى نهاية شهر سبتمبر، لتعرض في أكتوبر على الهيئة التنفيذية ثم المجلس الوطني، ثم إثرائها في القواعد من قبل المناضلين قبل انتخاب مندوبي المؤتمر ثم تعود من جديد إلى الهيئة التنفيذية والمجلس الوطني بداية السنة قبل عرضها في المؤتمرات الجهوية للحزب.
