احتضنت جامعة بومرداس احتفاليات استضافة مدينة سمرقند الاوزبكية عبر مجموعة من المعارض واللوحات والكتب وأفلام وثائقية تروي تاريخ المدينة العريق بالإضافة إلى محاضرات حول مكانة المدينة التاريخية وأعلامها وعاداتهم وتقاليدهم. عبر برنامج ثري ومتنوع نظمه نادي أطياف العلمي الثقافي؛ حلّت مدينة سمرقند الأوزبكية التاريخية مؤخرا ضيفا عزيزا على جامعة بومرداس الجزائرية، وحضر حفل الاستقبال والتكريم نخبة من الطلبة والأساتذة ومديرة الجامعة الدكتورة رفيقة كسري وعميد كلية العلوم الدكتور الباحث كمال بدّاري وعدد آخر من الضيوف. اختيار سمرقند يبدو غريبا لأول وهلة، لكن "إذا عرف السبب بطل العجب"؛ فالفكرة وجهود التحضير والتنفيذ تقف وراءها الأستاذة بابا جان جل تشيرة، وهي جزائرية من أصل أوزبكي مازالت تتحدث اللغة الأوزبكية بطلاقة وتحنّ إلى بلاد سمرقند وبخارى وخوارزم وأمجاد بلاد ما وراء النهر، نهر آموداريا العظيم. البرنامج الحافل انطلقت فعالياته عند الساعة الحادية عشر صباحا بمعرض للصور والكتب ولوحات تحكي تاريخ سمرقند. وبعد الظهر شهدت قاعة المحاضرات بكلية العلوم (جامعة بومرداس) فقرات ثرية تناولت تاريخ المدينة الزاخر منذ مرور الإسكندر الأكبر بها إلى العصور الحديثة، وقد تخللت كلمات التعريف بالمدينة عروضا مسرحية شيّقة جسدت عددا من القصص والمواقف والإنجازات العلمية، كما أظهرت العروض اللباس التقليدي الذي كان يرتديه أهل سمرقند وبعضا من عاداتهم ومعاملاتهم وطرق السلام والتحية عندهم. الأستاذة بابا جان استعرضت مع عدد من الطلاب والطالبات الملابس التقليدية لأهل سمرقند وبلاد الأوزبك عموما، كما تم عرض فيلم وثائقي عن آثار المنطقة وتاريخها وحاضرها وسبل عيش أهلها ومقومات اقتصادها. اليوم التعريفي بسمرقند أثار إعجاب الحضور حيث عبرّ بعضهم عن سرورهم بهذا التواصل الثقافي، بينما عبرّ آخرون عن استياءهم من غياب اللغة العربية عن جميع الفعاليات، حيث تحدث الجميع بالفرنسية حتى العروض المسرحية التي مثلت فترات كانت العربية فيها هي السائدة في بلاد ما وراء النهر. الأستاذة بابا جان عقّبت على إشكالية اللغة كونها هي لا تتقن اللغة العربية بشكل كاف، ولهذا أرادت أن تكون لغة التخاطب هي الفرنسية حتى تتمكن من التواصل مع الطلاب أثناء التحضير والتقديم، على حد تعبيرها.