هدد علماء الدين في اليمن بالدعوة إلى الجهاد إذا تعرضت البلاد لما وصفوه بعدوان أو غزو. وأعلنوا رفضهم أي تدخل أمني أو عسكري أو إقامة قواعد عسكرية على أراضي اليمن أو في مياهه الإقليمية. وقال بيان علماء اليمن، الذي تلي في مؤتمر صحفي بمسجد المشهد بصنعاء »نرفض رفضا كاملاً أي تدخل خارجي سياسي أو أمني أو عسكري والتدخل في شؤوننا وقضايانا الداخلية«. وأضاف البيان الذي وقع عليه نحو 150 عالم دين وصفوا بالمقربين في أغلبهم من السلطة »نرفض وجود أي اتفاقية أو تعاون أمني أو عسكري مع أي طرف خارجي يخالف الشريعة الإسلامية ويضر بمصلحة البلاد«. غير أن البيان استثنى الاتفاقيات التي يتوجب أن يصادق عليها مجلس النواب والشورى وأهل الحل والعقد من العلماء والمشايخ والوجهاء. وقال »نرفض رفضا مطلقا إقامة أي قواعد عسكرية في الأراضي اليمنية أو مياهها الإقليمية«. ودعا »لتحريم قتل الأبرياء والمعاهدين والمستأمنين وكل عدوان ضدهم، ومن ارتكب شيئاً من ذلك يحال إلى القضاء الشرعي«. وجرم العلماء العمليات التي استهدفت عناصر القاعدة بين ال17 وال24 من الشهر الماضي. وأثناء المؤتمر، جدد عالم الدين عبد المجيد الزنداني، الذي تتهمه واشنطن بدعم الإرهاب »رفضه لأي تدخل أمريكي مباشر في اليمن لمكافحة القاعدة«، ووصف تدخلا كهذا بأنه »احتلال واستعمار«. واعتبر أن »الحشود العسكرية الأمريكية والتابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) الموجودة على سواحل اليمن بذريعة مكافحة القرصنة لا تتناسب مع مطاردة القراصنة« في إشارة إلى قوات مكافحة القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن. غبر أن الزنداني أبدى تفاؤله من التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن عدم نية بلاده التدخل عسكريا في اليمن أو الصومال رغم زيادة حدة تواجد عناصر تنظيم القاعدة في البلدين. وعارض بشدة المؤتمر الدولي بشأن اليمن الذي سيعقد في لندن في 28 جانفي، قائلا إن الداعين للمؤتمر يرون أن الحكومة اليمنية فاشلة، داعيا أبناء اليمن إلى أن ينتبهوا حكاما ومحكومين قبل أن تفرض عليهم الوصاية. وكانت الولاياتالمتحدة أدرجت الزنداني في 2004 ضمن قائمة ل19 شخصية مطلوبة على مستوى العالم لدعمها الإرهاب وتمويل القاعدة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولهذا لم يغادر اليمن منذ ذلك الوقت. وفي سياق متصل نقلت وسائل إعلام رسمية الخميس أن اليمن يخوض حربا مفتوحة مع القاعدة. وذكرت أن الحكومة حذرت المواطنين من التستر على مقاتلي التنظيم ودعتهم للتعاون مع قوات الأمن. وجاء في موقع للحكومة اليمنية على الإنترنت -نقلا عن مصدر أمني لم تحدده- أن الحرب التي تشنها قوات الأمن على عناصر القاعدة هي حرب مفتوحة. وفي وقت سابق قال اليمن إن أي حوار بينه وبين تنظيم القاعدة لا بد أن يسفر عن نبذ للعنف من جانب »المتشددين« وأن يهدف إلى مكافحة الإرهاب. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية اليمنية قوله إن أي حوار مع القاعدة سيكون جزءا من برنامج تتبناه الحكومة لفتح الباب أمام تلك العناصر »المضللة« لنبذ العنف والعودة إلى »الطريق الصواب والانخراط في مجتمعهم كمواطنين صالحين«.