مستقبل الجزائر في الصوجا والبيوديازل كشف مدير المنظمة الوطنية لتواصل الأجيال لحول عبد الحفيظ في حوار خص به" صوت الأحرار" عن وجود حقول المنتجة لمادة الصوجا في كل من قصر الشلالة بولاية تيارت وبلزمة بولاية باتنة وشروين بأدرار إلى جانب مساحات صغيرة جدا بمخيمات اللاجئين بولاية تندوف مؤكدا انه باستطاعة الجزائر إنتاج 50 قنطارا في الهكتار الواحد مرتين .وكشف ذات المتحدث عن مشروع طموح يتمثل محروقات بيوديازال والمتمثل في زراعة أو غرس شجيرات الجاطروفا والتي ستكون البديل الوحيد على المدى القريب والمتوسط والبعيد كبديل وضامن لأجيالنا القادمة في مجال الطاقة. هل لكم أن تقدموا لنا نبذة عن المنظمة و الهدف الذي أنشأت من أجله؟ * أنشأت المنظمة الوطنية لتواصل الأجيال سنة 1994 وتم اعتمادها في 5 نوفمبر 1995 من قبل وزارة الداخلية، ، هي متواجدة ب 48 ولاية ولها خمسة مكاتب بالخارج، أنشأها مجموعة من الخيرين من أبناء الوطن، منحت لها ذات التسمية في يوم كانت الجزائر تحترق بنار الإرهاب الأعمى ومن أهدافها لم شمل كل الوطنيين المخلصين من أبناء هذا الوطن للحفاظ على الجزائر "الملتهبة" آنذاك وترقية الأجيال وتربيتهم على الوطنية بغية الحفاظ على وطننا الذي دفع الثمن غاليا، فمباشرة بعد عقد مؤتمر الشلف باشرت المنظمة بهيكلة نفسها عبر كل الولايات معتمدة على إمكانياتها الخاصة وإمكانيات أبنائها المخلصين وأشير هنا أنه وإلى غاية اليوم لم تتلق المنظمة أية مساعدة مادية من السلطات العمومية، بل كانت تسير وتسيّر من مجهودات خاصة، وذلك لأن المنظمة رفعت شعارها الأبدي "من أجل صون وتحصين بيان الفاتح نوفمبر 1954" ونعتبر أنفسنا منظمة تؤثر ولا تتأثر، عاملين بمقولة "اليد في اليد لبناء جزائر الغد". *بعد تسع سنوات من تأسيس المنظمة، كم بلغ عدد المنخرطين فيها؟ *يقترب عدد المنتسبين بعد الهيكلة الأخيرة إلى أكثر من 4000 منخرط، وإذا عدنا إلى رئاسيات 8 أفريل 2004 أقول بالتأكيد وبالوثائق الرسمية فاق العدد مليوني منتسب ومهيكل في إطار هذه الحملة، وقد "تبخر" هذا العدد الهائل من المتعاطفين والمنضوين تحت لواء المنظمة بعد نهاية الرئاسيان نظرا لسد الباب في وجه من صنعوا ملحمة 8 أفريل 2004 وبشهادة الجميع ومحاولة مني للم شمل أبناء التواصل وبالتعاون الجاد مع مسؤول التنظيم وتحضيرا لعقد مؤتمرنا القادم في شهر نوفمبر 2008 أعيدت هيكلة المكاتب الولائية، وقد انطلقت العملية منذ شهر أكتوبر 2006 وانتهت بانعقاد المجلس الوطني الاستثنائي في باتنة بتاريخ 26 أكتوبر 2007 والذي تقرر فيه عقد المؤتمر القادم للمنظمة، وبتاريخ 8 ماي عقدت الجمعية العامة والتي انبثقت عنها اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر والتي باشرت أعمالها منذ هذا التاريخ وفي إطار القانون المعمول به و ما نص عليه قانون الجمهورية. *سجلتم حضورا قويا في عدة برامج وأحداث عاشتها الجزائر ومن بينها المخطط الوطني للتنمية الفلاحية، هلا حدثتمونا عنها؟ *ساهمت المنظمة منذ ميلادها في خلق خلايا على مستوى عدة ولايات بهدف رص الصفوف والوقوف في وجه الإرهاب الأعمى الذي كان يتكالب ويأتي على الأخضر واليابس في جزائرنا الجريحة، ولقد ساهمت المنظمة بقوة في فعاليات رئاسيات 2000 ، وكذا في سن قانون الرحمة الذي عملت على نشره وتوزيعه عبر قرى وفيافي الجزائر العميقة، هذا في الجانب الوطني للحفاظ على وحدة الجزائر شعبا ولغة ودينا وترابا، أما فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي فقد عملت المنظمة جاهدة على وضع مخطط وطني للقضاء على بؤر الفقر والمجاعة وكانت ذات المنظمة إحدى أقطاب المخطط الوطني للتنمية الفلاحية من جهة أخرى الذي أتى أكله بفضل ما سخر له من أموال وإطارات ، ولكن العيب كل العيب في الفلاح الجزائري الذي لم يحسن استغلاله والفئة الانتهازية التي امتصت طائلة من أموال هذا المخطط بدون نتائج ،وهي مشكلة تتكرر في الجزائر ففي كل مرة يخرج مشروع طموح إلى الواجهة ضمن برنامج رئيس الجمهورية في العهدة الأولى والثانية إلا وبرزت للوجود لوبيات تأخذ كل شيء ولا تقدم أي شيء وقد سارت آلة الدمار والفساد في كل الاتجاهات وعلى كل المستويات وهذا بالتأكيد دليل على أن عامل البزنسة والربح السريع قد طغى لدى هؤلاء ومن أسميهم بأصحاب الولاء. *انطلقتم منذ مدة في تجسيد مشروع زراعة وتحويل "الصوجا"، مامدى نجاح مثل هذه المبادرة في الجزائر؟ * هو مشروع وطني يتعلق بزراعة وتحويل الصوجا في الجزائر، لا يقل أهمية عن باقي المشاريع الطموحة في بلدنا، له رجالاته، وهم من المواطنين المخلصين المؤمنين بمستقبل هذا البلد، كما له أعدائه "المدمرين" من الباحثين عن الربح السريع، وقد انطلقت المنظمة في هذا المشروع سنة 2003 أين قامت بعدة تجارب علمية مع مدعم المشروع الدكتور "كلايسن" الذي كان له الفضل في تمويل والإشراف على كل الدراسات والتجارب في الجزائر بالتنسيق مع باحثين جزائريين مختصين في ذات المجال، من بينهم الأستاذ الباحث "مكليش" من المعهد الوطني للزراعة، وأشير هنا إلى أن كل التجارب التي أجريت في بلدنا أعطت نتائج جد ايجابية تفوق بكثير المعدل المسجل عالميا لإنتاج هذه المادة وعلى سبيل المثال فنحن باستطاعتنا إنتاج 50 قنطارا في الهكتار الواحد ومرتين في السنة مقارنة بالولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتبر أكبر منتج لهذه المادة، بينما لا يفوق مردودها 25 قنطارا في الهكتار وبمعدل مرة واحدة في السنة، وللعلم فإن المنتوج العالمي الإجمالي قد بلغ سنة 2007، 280 مليون طن ،للولايات المتحدة وحدها حصة الأسد إذ بلغ إنتاجها الإجمالي 180 مليون طن فيما وزع الباقي على دول البرازيل، المكسيك، الهند، الصين، اندونيسيا واليابان، هذا وتنتج نيجيريا على اعتبار أنها البلد الوحيد المنتج في إفريقيا 200 طن سنويا مع العلم أن المستثمر بها أوروبي ، واليوم أصبحت هذه البذرة العجيبة تتصدر قائمة الحبوب في بورصة شيكاغو، وهذا دليل قاطع على أن لهذه المادة مكانتها العالمية في مجال التغذية، وكما يعلم الجميع فإن الفلاح البرازيلي صار اليوم ينتج البنزين من بقايا الصوجا، مما أعطى دفعا تنمويا قويا في هذا البلد. أما في الجزائر ورغم وفرة المناخ والتربة واستعداد الفلاحين لإنتاج هذه المادة، إلا أن الدولة غائبة كلية عن هذا المشروع، رغم ما قدمناه من ملفات للجهات المعنية على كل المستويات، ورغم تناول جريدة "صوت الأحرار" لهذا الموضوع في أحد أعدادها الصادرة سنة 2004، لكن لا حياة لمن تنادي، وأشير هنا إلى أنه بعد رحيل الدكتور كلايسن من الجزائر بقيت أسعى وعبر كل مكاتبنا الولائية لتجسيد الفكرة مع المستهلك والمنتج والمحول ، حيث تجاوب مع المشروع مجموعة من المواطنين وواصلنا المجهود في تكوين المهتمين وقد تخرج من مركز المنظمة المتواضع منذ سنتين 292 متربصا من كلا الجنسين، كما أشرفنا على تأطير خمسة مهندسين مختصين في المادة ، تخرجوا من المعهد الوطني للزراعة في الجزائر من بينهم طالب إفريقي، وهؤلاء الذين تخرجوا من مركز البحوث والتكوين والإعلام والتغذية لمادة الصوجا التابع للمنظمة كلهم يشتغلون إما في الفنادق الفاخرة في الجزائر أوفي الخارج وعددهم 22 شابا وشابة، اثنان منهم يعملون بكندا، ثمانية بالمطاعم الفاخرة بفرنسا واثنان في اندونيسيا وعشرة بالمملكة البريطانية وهذا إن دل على شيء إنما يدل على حسن التكوين والمهارة التي يتمتع بها شبابنا، وللعلم فإن التكوين في المركز يتم بالمجان رغم الصعوبات المالية التي نتخبط فيها ،ومن هذا المنطلق أقول دائما ان للجزائر أبناء مؤمنون ومخلصون لا يريدون لها إلا الخير وهم يقدمون لنا يد المساعدة لمواصلة المشوار، ومن هؤلاء أذكر مجمع حاجي مسعود.. سونلغاز..، ناهيك عن أننا نجد كل الدعم والمساعدة في المجال الاستثماري لفئة الشباب من قبل الوكالةالوطنية لدعم وتشغيل الشباب، إذ كلما طرح ملف استثماري في مادة الصوجا على هذه الهيئة إلا واستجابت بسرعة فائقة لطلبات الشباب بمنحهم شهادات استفادة، كما أنوه بالقرار الشجاع للرئيس المدير العام للبنك الوطني الجزائري السيد محمد صغير بن بوزيد والذي أعطى تعليمات وتوجيهات لكل مسؤولي هذا البنك المرافق وتسهيل المهمة أمام الشباب المستثمر وقد بلغ عدد الشباب المستثمر في الجزائر منذ سنتين إلى 14 وحدة تحويلية وبتوفير مجموع مناصب شغل 138 منصب شغل قارة وبقيمة استثمارية بلغت 11 مليار و180 مليون سنتيم وبإنتاج يومي من الحليب يقدر ب 6240 لتر لكل وحدة من هذه الوحدات بمعدل 8 سعات في كل وحدة إضافة إلى وحدتين جديدتين انطلقتا في الإنتاج شهر ديسمبر 2004 في ولايتي بجاية والجلفة. هل لديكم مشاريع أخرى في نفس المجال؟ مشروعنا الطموح وخاص بإنتاج محروقات بيوديازال والمتمثل في زراعة أو غرس شجيرات الجاطروفا والتي نراها البديل الوحيد على المدى القريب والمتوسط والبعيد كبديل وضامن لأجيالنا القادمة في مجال الطاقتين الجديدتين والمتجددة (بيوديازال)، الدراسة موجودة لدى المنظمة والمشتلة التجريبية أنجزت من قبل السيد بوضياف ديدين بولاية المسيلة والتجربة ناجحة جدا والباقي ننتظر الإجابة عنه من السلطات العمومية وإذا نجح هذان المشروعان في الجزائر نبشر شعبنا وأجيالنا الصاعدة بالرفاهية والعيش الكريم ونضمن له السيادة الوطنية والعزة والكرامة التي جسدها فخامة الرئيس في موقفه الشجاع والذي سوف يسجله له التاريخ بأحرف من ذهب ويتمثل هذا الانجاز في دفع وإخراج الجزائر من المديونية نهائيا إذ أصبحت الجزائر محل أنظار وأطماع العالم لما تتمتع به اليوم من سيادة في القرار بحبوحة مالية• ماهي المنتجات التي يصنعها مركز "صوي فيلاج" وما الأمراض التي تساهم تلك المنتجات في التخفيف منها؟ في هذا المركز ننتج من هذا البذرة العجائب والغرائب لفائدة البشرية ونسعى من خلال هذا إلى القضاء على الفقر والمجاعة وخلق ثروة قوية لدى الفرد والجماعة وخلق مناصب شغل قارة مساهمين في تنمية اقتصادية حقيقية، فعلى سبيل المثال ننتج بهذا المركز.الحليب ،المايونيز، اللحم النباتي، والنقانق النباتية والعجائن بالإضافة إلى الدقيق، الفرينة وبواسطة هذا المنتوج نسهم في التخفيف من معاناة أصحاب الأمراض المزمنة مثل داء السكري، الضغط الدموي، البروستاتا وغيرها من الأمراض وقد أثبتنا ذلك علميا وأصبح المركز يتعامل مع مجموعة من الأطباء الأخصائيين الذين عوض أن يصفوا الأدوية للمريض أصبحوا يوجهونهم لاقتناء منتجات هذه المادة حيث يقصدون المركز بأعداد كبيرة• كل هذه المعطيات والفوائد نستطيع تطويرها مستقبلا إن توفرت الإرادة السياسية لدى السلطات وبهذا العمل الطموح يمكن القول والتأكيد أننا قادرين على رفع التحدي في مجال التغذية والذي حذرت المنظمة العالمية للتغذية بوقوع كارثة إنسانية ابتداء من 2009 إلى 2015 ومن جهة أخرى باستطاعتنا تقليص فاتورة الأدوية إلى أكثر من 50% والقضاء نهائيا على استيراد الحليب المجفف• كان للمنظمة عدة مواقف وفي مجالات شتى• هل لكم أن تعددوا البعض منها؟ كان للمنظمة مواقف كثيرة تحسب لها لا عليها منها المساهمة الفعالة والبناءة في انتخاب الرئيس في العهدة الأولى والثانية وكذا المساهمة في نشر الوئام المدني والمصالحة الوطنية، بالإضافة إلى أن المنظمة تعتبر أول تنظيم جزائري وحتى عربي ودولي يوصل المساعدات الإنسانية أثناء الاعتداء الإسرائيلي على لبنان في جويلية 2006 وقد شرفت المنظمة الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا أيما تشريف، وأقامت أيضا مجلس عزاء للشهيد الرمز الراحل صدام حسين• كما ساهمت ذات المنظمة في تقديم يد العون في زلزال كل من عين تموشنت، معسكر، وبومرداس وفيضانات باب الوادي للمنكوبين، هذا من جهة ومن جهة أخرى كانت ولازالت المنظمة من الذين ينادون ويعملون من أجل تحسين وضعية أطفال الصحراء الغربية المقيمين على حدودنا الغربي ومن يزور مراكز اللاجئين بتذورف دمعا بل دما، فمعدل الوفيات لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات أكثر من 05 وفيات كل يوم وأثناء الزيارة الأخيرة التي قمنا بها شاهدنا أكثر من 000•50 طفل يعانون من الجوع القاتل، فأين الضمائر الحية للإنسانية والتي يريد منها البعض تعليمنا حقوق الإنسان والديمقراطية؟ كما كانت المنظمة القاطرة الأمامية والتي تحمل بين أحضانها هموم الطفل الجزائري المتمدرس وفي هذا الإطار عملت المنظمة جاهدة وبالتعاون مع المنظمة العالمية لحماية ورعاية الطفولة (اليونيسيف فرع الجزائر) بمساعدة عدة مدارس في إطار برنامج هذه المنظمة وما النتائج الايجابية التي توصلنا إليها وأدخلتنا رواق الأممالمتحدة هي تلكم الاتفاقية التاريخية والتي أصبحت بموجبها مدينة باتنة مدينة 801 عالميا (باتنة مدينة صديقة الطفل) واعتبرت هذه الوثيقة التاريخية ميثاق شرف في تسليم المهام بين الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان والجديد بان كي مون، وانجازات المنظمة الوطنية لتواصل الأجيال كثيرة والدليل على ذلك الحقول الفلاحية المنتجة لمادة الصوجا في كل من قصر الشلالة بولاية تيارت وبلزمة بولاية باتنة وشروين بأدرار وأيضا المساحات المصغرة جدا الموجودة بمخيمات اللاجئين بولاية تندوف• إن إنجازات المنظمة تندرج ضمن مسعى وآفاق برنامج فخامة رئيس الجمهورية والذي لو أحسن استغلاله لكانت الجزائر ماهي عليه اليوم في هذه الوضعية المعيشية للمواطن الجزائري الذي يموت جوعا في بعض الحالات وشهر بنا عند الصديق قبل العدو بأننا شعب فقير يعيش في بلد غني والجواب هنا أن الرداءة استولت على سيادة تسيير شؤون الأمة متجسدة في البيروقراطية الحديدية والفساد واللامبالاة، تلكم هي رؤيتي وقناعتي والبديل يكمن في البحث عن الإطارات الكفأة وفي الخزان الجديد من الأجيال حتى لا نصبح عرضه للمخططات الجهنمية المفبركة من الحاقدين على هذا البلد كما سعت المنظمة أيضا لترقية العمود الفقري في المجتمع وهي المرأة سواء كانت فلاحة أم جامعية أم إطار والدليل هو آخر إطاره متخرجة من التربص المهندسة تومي منى من ولاية بسكرة.•