مثل أمس، 8 متّهمين أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، من بينهم شرطيان متّهمان بقتل شابّ بحيّ الياسمين برصاصة أحدهما وتهمة المشاركة للثاني، فيما اقتيد الآخرون وهم بنّاءون بالورشة التي وقعت بها الحادثة بتهمة التجمهر غير المسلّح والإخلال بالنظام العام وسرقة مسدّس الشرطي. التمست النيابة العامّة، لدى ذات المحكمة، تسليط أقصى العقوبة في حقّ جميع المتّهمين، من بينهم الشرطي »م.خ« الذي يعّد المتّهم الرئيسي والذي تمّ تكييف جنايته إلى الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها وزميله »ز.س« بتهمة المشاركة، إضافة إلى 6 بنّائين بالورشة التي كانت مسرحا للجريمة الذين نسبت إليهم تهم التجمهر والإخلال بالنظام العام وسرقة مسدّس الشرطي، في أحداث عاصفة نشبت بعد الحادثة، وتعود الوقائع إلى الفاتح من جوان 2009، حيث تقدّم عناصر الأمن من الورشة بحثا عن أحد المطلوبين لدى العدالة والذي ورد اسمه في قضايا اعتداءات وسرقات بحيّ الياسمين، لكنّ المداهمة للورشة خلّفت غضبا لدى البنّائين الذين دخلوا في مناوشات كلامية حادّة مع عناصر الأمن وتطوّرت إلى شجار مع الضحيّة المدعو »يطو عبد القادر« البالغ من العمر 27 سنة، هذا الأخير تعرّض لطلقة نارية على مستوى الصدر خرجت من مسدّس الشرطي، كانت سببا في وفاته قبل وصوله إلى المستشفى، وفي أعقاب ذلك استشاط رفقاء الضحيّة وسكّان الحيّ غضبا وأشعلوا فتيل احتجاجات صاخبة وأحداث شغب تمثّلت في محاصرة مقّر الأمن الحضري 22 وإحراق بعض المنشآت ومحاولة تحطيم السيّارات وإشعال النّار في العجلات المطاطية، وكادت أن تنزلق هذه الأعمال إلى ما لا يحمد عقباه لولا تدخّل عناصر مكافحة الشغب التي أوقفت 6 أشخاص فيما لا يزال اثنان في حالة فرار، وقد صرّح الشرطي بأنّه أطلق الرصاصة الأولى في السماء لتهديد المحتجّين حين احتجاجهم على المداهمة فيما كانت الطلقة الثانية موجّهة خطئا للضحيّة، أمّا باقي المتّهمين فقد أكّدوا إقدامه على شهر السلاح ما دفع بأحدهم إلى سرقته منه وأكّدوا مشاركة زميله الذي يعمل بالأمن الحضري 21 في الأفعال المذكورة.