ووري أمس بمقبرة سيدي عبد الرحمان بالقصبة فقيد الفن التشكيلي الجزائري المبدع علي خوجة الذي رحل عنا أول أمس عن عمر يناهز 87 عاما وبعد مسيرة حافلة بالنجاح على المستوى العربي والعالمي وكان بحق رجلا من طينة الكبار في تواضعه وإبداعه الرفيع الذي صب في خدمة الثقافة الجزائرية بكل ثرائها وتنوعها وأناقتها . وقبل رحيله بفترة زارت "صوت الأحرار" عميد الفنانين التشكيليين الجزائريين بمنزله بالأبيار بأعالي العاصمة فكانت روحه وابتسامته الطفولية آخر ما علق بالذاكرة التي تستدعي منا الوقوف بإجلال أمام هذا الرجل الفنان الذي لا يحب الأضواء واللقاءات الفنية و يفضل الإنزواء بمشغله الذي لا يبرحه وكان كلماته القليلة جواهرنابعة من قلب ووعي فنان متواضع رغم أنه حفيد الداي علي خوجة الداي ما قبل الأخير الذي دام حكمه عامين كاملين -1817 1818- المعروف بمواقفه الوطنية ضد الإحتلال . وعن تصميمه لشعار المهرجان الثقافي الأول بالجزائر عام 1969 أشار الراحل الفنان علي خوجة أنه تم الإتصال به من طرف اللجنة المنظمة لينجز ملصقة خاصة بهذا الموعد القاري الهام وكان تصميمه يعكس إمتداد الجزائر في القارة السمراء إفريقيا وهوعبارة عن قفص صدري ووجه لقناع إفريقي وتأسف الفنان علي خوجة أن منضمي الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي التي امتدت من 5 جويلية إلى غاية 20 جويلية 2009 لم تلتفت إليه ولم تتصل به عرفانا بما قدمه في الطبعة الأولى التي صمم شعارها كما إنتقد عميد التشكيليين الجزائريين الراحل علي خوجة ملصقة المهرجان لأنها تفتقد الروح وهي مجرد عمل تقني لا يعكس أي جهد أو بحث في التراث الجزائري كما أكد الراحل أن ورشته هي عالمه الكبير الذي يلجأ إليه من صخب الواقع والورشة التي لتصل إليها عليك بالمرور بالفناء الصغير ثم صعود السلم ثم تعبر دهليزا ضيقا ثم بعدها سلما تتوزع في حناياها أدواته للممارسة الفنية وأعماله الفنية التي تختزل رحلته الكونية غي عالم الفن وتنبعث رائحة الألوان وجزء جوهري من تاريخ الفن التشكيلي الجزائري كما يشتغل على الحاسوب إنجاز تصاميم حديثة بروحه العريقة . و لد علي خوجة في ال13 جانفي 1923 وقد تكفل بتربيته بعد وفاة والده سنة 1927 أخواله.وهما محمد وعمر راسم أين تلقى المبادئ الأولى لفن المنمنمات .مافتئ علي خوجة يعرض لوحاته في عديد المعارض ليفوز سنة 1942 ب”ميدالية سيفري” أولى جوائز مدينة الجزائر (فرع المنمنمات). و شارك سنة 1947 في معرض جماعي في البلاد الاسكندنافية بكل من استوكهولم و اوسلو و كوبنهاغن حيث عرض لوحتين في فن المنمنمات (داخل إحدى البيوت الموريسكية وضواحي الجزائر العاصمة). ابتداء من سنة 1962 شارك في أولى المعارض المنظمة بالجزائر و سنة 1963 و أصبح عضوا مؤسسا للاتحاد الوطني للفنون التشكيلية. و تحصل سنة 1970 على الجائزة الوطنية الكبرى للرسم و سنة 1987 يتلقى وسام الاستحقاق الوطني كما كان علي خوجة عضوا في لجنة التحكيم الدولية للمعرض الدولي الأول الذي ينظم كل سنتين للفنون التشكيلية بالجزائر سنة 1987 و كذا رئيسا للجنة تحكيم الطبعة الثانية من ذات المعرض سنة 1989 من عوالم .المنمنمات إلى الفن المعاصر عكست أعماله الغموض و شحنات إنسانية رقيقة ترحل بمن يشاهدها إلأى عوالم النور والضوء . وقالت عنه وزيرة الثقافة خليدة تومي في الكتيب الذي صدر بمناسبة معرض " من الداي علي خوجة إلى الرسام علي خوجة ، السيادة المسترجعة " الذي إحتضنه رواق الفنون 54 بقلعة الجزائر من 18 أفريل إلأى 19 ماي 2005 " . يعد شرفا عضيما أنه وسرعان تدشينها ، تستقبل الأروقة الوطنية السيد علي خوجة ويعد ولاءا نقدمه لأحد الرسامين الجزائريين القدامى ، الذي أعطى خلال أكثر من 60 سنة إنه لا يهمنا التكلم عن عدد السنوات الطوال بقدر ما كانت مليئة بالعثرات ، ثم إنه لم يتوقف ورغم الصعاب عن الإبداع الفني محافضا بذلك على الهمة التي قد يحسده عليها الشباب ......علي خوجة الفنان الفخور دون رياء بالداي علي خوجة يحتفظ بدرس أخلاقي ثم إنه لمن دواعي الفرحة أن تلتقي أعمال الأخير بروح الأول وذلك داخل حصن الجزائر حيث جعله الداي رمز الأصالة والشرف عندما جعله مقر حكومته وإقامته ويكون قد أصبح اليوم رمز أصالة الفن ".