احتضن قصر الثقافة أمس جثمان الفنان القدير علي خوجة، لإلقاء النظرة الأخيرة عليه وهذا بحضور شخصيات فنية وثقافية وسياسية عرفت الفقيد عن قرب ونوهت بمناقبه وفنه الراقي الذي عرف بالتنوع والعمق والجمال.علي خوجة، رحل عن الحياة، هي حقيقة مؤسفة ولكنه سيظل خالدا ليس على الساحة الفنية المحلية وحسب بل على الساحة الدولية وما تزال أعماله المعروضة في المتاحف العالمية تشهد على ذلك."المساء" كانت حاضرة في الوقفة التأبينية التي خصصت لخوجة ورصدت انطباعات بعض الحضور ممن عاشروا الفقيد، فتحدثوا بقلب مفتوح عن خوجة. خليدة تومي (وزيرة الثقافة) فارقنا علي خوجة، الإنسان المتفتح والفنان المبدع، الذي اتجه نحو الرسم لأنه كان يرى فيه الشكل الفني الكفيل بالخروج عن المألوف، كما كان كثير التساؤل بروح شابة فضولية، علاوة على اهتمامه بالشعر وهو ما كان يظهر جليا في أعماله. العربي ارزقي (فنان تشكيلي تلميذ خوجة) درّسني خوجة لمدة سنتين متتاليتين، وحافظت على علاقتي به بعد إنهاء الدراسة، كنا نتحاور كثيرا حول الفن التشكيلي بصفة عامة والفن التجريدي بصفة أدق باعتبار أننا ننتمي إلى نفس هذه المدرسة. لقد كان إنسانا حكيما، وكان يهتم في عمله الفني بمواضيع الحب والسلام والأشياء الجميلة ويتجنب تلك التي تتعلق بالحروب والصراعات والمشاكل، فكان رسول الفن الجميل، وما زلت أتذكره بهندام العمل فكان يظهر بشكل طفل كبير بشعر أبيض طويل. راضية أبو المعالي (صحفية وفنانة) لم أكن في صف خوجة المدرّس ولكنني شاركت في ورشات كان يؤطرها، وأذكر أنه كان كثير التساؤل، فقد كان يطرح أسئلة كثيرة ويدوّنها ويقول عنها أنها أسئلة سيطرحها أناس من العامة وفنانون مستقبلا، نعم كان بالنسبة لي فيلسوفا. بالمقابل كان لي الشرف في أن استقبله في برنامج تلفزيوني أعتقد أنه كان الأخير الذي شارك فيه هذا الفنان المبجل، وهذا بمناسبة تنظيم الجزائر لفعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني باعتبار أنه من صمم "الأفيش" المتعلق بالمهرجان الأول لهذه التظاهرة، كما كان أحد الفاعلين المهمين أيضا فيها. عبد الحميد لعروسي (رئيس رابطة الفنون) خوجة فنان غني عن التعريف، فهو من بين 12 فنانا الذين أسسوا اتحاد الفنون الثقافية، كما أنه ينتمي إلى عائلة فنية، فأخواله راسم، وبدأ يتعلم الفن التشكيلي وبالأخص فن المنمنمات منذ سن العاشرة، كما درس ودرّس في مدرسة الفنون الجميلة وكان شهما محبا للفن وعونا للفنانين. أرسلان(فنان تشكيلي) عليلو، رجل يمكن لي أن أشخصه في كلمة واحدة: "فنان"، فقد كان يهتم بالإنسان وذهنيته وليس في سلوكه وتصرفاته، هو البساطة والتواضع، كما كان يمقت الرداءة في الفن والثقافة، تلك كانت مسيرة حياة خوجة. عزي سامية (فنانة تشكيلية وتلميذة خوجة) كان لي الشرف أن أدرس في صف خوجة بمدرسة الفنون الجميلة في سنوات السبعينات، خاصة أنني كنت المرأة الوحيدة في الصف، أكثر شيء أتذكره عنه هو اهتمامه البالغ بالبحث، فقد كان يحثنا على البحث في أعمالنا الفنية، كما كان يقول عن المرأة الجزائرية إنها مكافحة وشجاعة. نجاة خدة (ناقدة وزوجة التشكيلي محمد خدة) رحيل علي خوجة يمثل نهاية حقبة فنية في الجزائر فهو فنان مس العديد من مدارس الفن التشكيلي كما كان يمثل أيضا نقطة اتصال بين الفن التشكيلي المغاربي التقليدي والفن المعاصر الذي جاءنا من الفترة الكولونيالية. محمد ماسن(فنان تشكيلي) يعتبر خوجة عميد الفنانين في الجزائر بحيث له وزن كبير سواء داخل أو خارج البلد، ويتميز أيضا بإدخاله الفن المعاصر إلى المدارس الفنية الجزائرية، نعم هو فنان عظيم ومتواضع، والجزائر اليوم برحيله قد خسرت فنانا كبيرا.