يقوم حاليا وفد رفيع المستوى يترأسه محافظ الوكالة الوطنية للطاقة الذرية بزيارة رسمية إلى جنوب إفريقيا، تهدف إلى التوصل إلى اتفاقيات تعاون نووي بين البلدين، وبحث إمكانيات الاستفادة من تجربة جنوب إفريقيا لبناء مفاعل نووي ثالث موجهة لإنتاج الكهرباء، بحجم تلك التي أنجزتها جنوب إفريقيا. من المنتظر أن يتوصل وفد رسمي برئاسة محافظ الوكالة الوطنية للطاقة الذرية إلى اتفاق مع سلطات جنوب إفريقيا، في مجال التعاون الثنائي في مجال تعزيز إمكانيات التعاون في مجال بناء مفاعلات نووية جديدة لإنتاج الطاقة البديلة بحجم تلك المجسدة في جنوب إفريقيا، وفيما تحيط السلطات العمومية هذه الزيارة بكثير من التكتم، كشفت مصادر إعلامية من جنوب إفريقيا »أن الوكالة الوطنية للطاقة الذرية، تبحث إمكانيات بناء مفاعلات نووية بحجم تلك الموجودة في جنوب إفريقيا بالقرب من المدن الداخلية بهدف توفير الطاقة الكهربائية وتحلية مياه البحر، وأورد ذات المصادر أن الوفد الجزائري يسعى من خلال الزيارة إلى بحث مجالات أخرى للشراكة الإستراتيجية مرتبطة بالجانب المتعلق بتكوين موارد بشرية في التقنيات النووية ومهارات جزائرية تتحكم بشكل جيد في هذه العلوم و التقنيات وتمكين الجزائر من بناء محطاتها. في وقت تعد جنوب إفريقيا أول بلد إفريقي تليه الجزائر، يملك برنامجا نوويا دخل مرحلة التشغيل لفترة تتجاوز ثلاثين عاما. وأوضح ذات المصدر أن الجزائر تريد بناء مفاعلات نووية تعين على الاستفادة من الطاقة النووية في توليد الكهرباء، في غضون الأربع سنوات القليلة المقبلة، في ظل توفر إرادة سياسية لتطوير قدراتها في الكهرباء النووية واستعمال الذرة للأغراض السلمية، وهو ما أكده محمد دردور محافظ الوكالة الوطنية للطاقة الذرية في تصريح نقله موقع الهيئة الجنوب إفريقية للطاقة الذرية، أكد فيه أن الجزائر مهتمة جدا بتطوير تكنولوجيا نووية موجهة لإنتاج الطاقة الكهربائية، وذلك في سياق استعدادها للبحث عن مصدر إضافي لدعم استغلال هذا النوع من الطاقة، وأوضح دردور أن الجزائر تنوي إنتاج 1000 ميغاواط من الكهرباء عن طريق الطاقة النووية مع آفاق 2022 و2400 ميغاواط بحلول 2027 . ومن جهته أكد مدير الهيئة الجنوب إفريقية للطاقة الذرية جاكو كريك، أن الاهتمام الذي توليه الجزائر بالاستفادة من بتجربة بلاده في مجال تطوير استغلال الطاقة الذرية للأغراض السلمية من شأنه أن يفتح فرصة حقيقية لبلدين أفريقيين للتعاون في المجال النووي، موضحا بأن جنوب إفريقيا تتمتع بعلاقات طويلة الأمد مع الجزائر ، بما في ذلك التوقيع في عام 2003 على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال العلوم النووية. وقررت الجزائر بناء عشرة مفاعلات نووية جديدة موجهة لإنتاج الطاقة الكهربائية، وذلك في سياق استعدادها للبحث عن مصدر إضافي لدعم استغلال هذا النوع من الطاقة، وينتظر أن تشرع الجزائر في انجاز هذا المشروع في فترة لا تتعدى ثلاث سنوات على أقصى تقدير، نظرا لعدم قدرة مؤسسة سونلغاز على توفير الكمية المطلوبة من الكهرباء في المستقبل القريب، فضلا عن الوضع المالي والاقتصادي المريح الذي توجد فيه البلاد في السنوات الأخيرة. وسيتم إنجاز هذه المفاعلات التي تشكل الدفعة الأولى من برنامج تم تسطيره من قبل الجهات المختصة، بالتعاون مع دول معروفة بإتقانها لهذا النوع من التكنولوجيا، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي سبق للجزائر أن وقعت معها في جوان2007 على اتفاق يقضي بالتعاون في مجال الطاقة النووية ذات الأغراض السلمية. كما خصصت السلطات الجزائرية 50 مليون دولار، لتصنيع أولى الخلايا الشمسية بنهاية العام القادم، وسيمكّن الانجاز حال تحقيقه من إحلال واردات هذه المواد التي كانت تستوردها الجزائر من الخارج بأخرى مصنّعة داخل البلد، تمهيدا لتوسيع دائرة استخدام الطاقة الشمسية والإعداد لتصدير الطاقة الكهربائية إلى الضفة الشمالية للمتوسط خلال الثماني سنوات القادمة.