حل بحر الأسبوع الماضي وفد جزائري رفيع المستوى، برئاسة الدكتور محمد دردور، رئيس اللجنة الجزائرية للطاقة الذرية، بجنوب إفريقيا، في إطار زيارة قام بها إطارات جزائريون مختصون في مجال الطاقة النووية، من أجل الاطلاع على الخبرة والتجربة الجنوب إفريقية في بناء المفاعلات النووية، في ظل سعي الجزائر لاستعمال هذا المصدر كبديل للمحروقات في إنتاج الطاقة. وحسب ما صرح به القائم بالأعمال لدى السفارة الجنوب إفريقية ل”الفجر”، فإن زيارة الوفد الجزائري الرفيع لجنوب إفريقيا، والتي دامت من 6 إلى 12 من الشهر الجاري، جاءت في إطار برنامج التعاون الذي يربط البلدين في مجال الطاقة الذرية منذ 2003، حيث اطلع الجزائريون على الخبرة والتكنولوجيا الجنوب إفريقية في بناء المفاعلات النووية من خلال برنامجها “بيبل باد” للمفاعلات النووية، الذي أثار اهتمام الجزائر، وهي التي تسعى لأخذه كنموذج يستعان به في مسارها النووي السلمي الذي تصبو لتحقيقه. وشملت زيارة الوفد الجزائري المنبثق من اللجنة الجزائرية للطاقة الذرية، بحث مجالات التعاون في الشؤون الاستراتيجية المرادفة لميدان الطاقة الذرية وتبادل الخبرات بها، وكذا تطوير المهارات، على غرار البناء، التكوين، العتاد، وكذا الأمن الذي يعتبر من الأولويات، خاصة وأن إنشاء المفاعل النووي يتطلب غاز الهيليوم الخطير جدا. هذا، وتسعى الجزائر جاهدة لاكتساب التكنولوجيا النووية السلمية من أجل تنويع مصادرها الطاقوية، وكذا لتخفيض استعمال المحروقات كمصدر للطاقة واستعمال الطاقة الذرية كبديل استراتيجي لإنتاج الطاقة واستعمالها في مختلف المجالات، حيث تسعى الجزائر في هذا الصدد إلى بناء مفاعل نووي برعاية جنوب إفريقية في إحدى المناطق الداخلية للوطن، لاستعماله في إنتاج الطاقة الكهربائية وفي عملية تحلية مياه البحر. وذكر الدكتور دردور أن الجزائر تريد من خلال مفاعلاتها النووية الوصول إلى قوة إنتاج للطاقة تبلغ ألف ميغا وات سنة 2022، وكذا بلوغ طاقة إنتاج 2400 ميغا وات عام 2027 ، وهي طاقة أساسية ستستعملها الجزائر في إنتاج الكهرباء وكذلك في عملية تصفية مياه البحر.