استضافت أول أمس، مكتبة ديدوش مراد التابعة لمؤسسة فنون وثقافة، الفنان التشكيلي عبد الحميد صحرواي، للحديث حول » تأثير الجانب العلمي في الفن التشكيل«، كما راح الفنان يرحل بالحضور إلى أعماق الفن والإبداع بأمسية تزاوجت فيها الألوان وألبسها ثوبا علميا رائعا. أكد الفنان التشكيلي عبد الحميد صحرواي أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، كونها مرتبطة بجميع مجالات الحياة، نتجت عنها العديد من الفنون الإبداعية، والفن التشكيلي هو الآخر يخلق لوحات فنية تتحدث بلغة بكماء، بألوان تمنحها أكثر إحساسا وشعورا بذاتية صاحبها. حيث أعلن الفنان أن الريشة والألوان ملكت نفسيته، قائلا« العصامية تخلق الكثير من الإبداعات الفنية والرسم والنحت على وجه الخصوص«، لأنه يهدف لإرضاء معجبيه، في إشارة منه أن الفنان حين يتمرد يخرج عن كل ما هو معهود مقارنة بأبناء جيله، ليشكل لوحات فريدة من نوعها تتحدث عن نفسها. كما أضاف إلى أنه ميوله للإبداع ظهر منذ نعومة أظافره، ولكن رغم تخصصه في الفيزياء، جعلته يزاوج الفيزياء بالطاقة وكوامنها، ليولد رسما ونحتا خاصا، حيث ولعه الدفين بالألوان، جعله يبدع في باقة من الألوان والأشكال حين استعان بتقنيات متنوّعة من مدارس التجريد والتكعيب والتعبير، ما يجعل المتلقي يتمكّن من معانقة سياقات الطاقة الكامنة فنيا، ليبرز مدى أهميتها في الحياة. وفي ذات السياق تحدث عن دور التكنولوجية الحديثة وما أسفرت عنه من انترنيت، الذي استمال مجوعة من الفنانين والمبدعين الذين راحوا يستخدمونه للتعبير عن شعورهم، متخلين عن الريشة التي تتحكم فيها أنامل الفنان، الذي يعبر عن خربشاته كما يشاء، بألوان عديدة، فتغيب الروح الجمالية للوحة، مشيرا إلى أنه إبداعا من نوع آخر، ولكن تنقصها بصمة الفنان الخاصة، ومن جانب آخر دعا لضرورة الاهتمام بالفن التشكيلي من أجل المحافظة على تميزه واستمراره على الساحة الفنية.