أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سعيد بركات على أهمية انجاز وسط عمراني يحافظ على صحة المواطن، مشيرا في هذا الصدد عن وجود إرادة سياسية لإعادة بناء الجزائر والعمل على استئصال المباني القصديرية والسكنات الهشة. أفاد الوزير بركات أمس، على هامش إشرافه على إنطلاق فعاليات إحياء اليوم العالمي للصحة، أن التوسع العمراني يجب أن يكون ذو وجه إنساني، مركزا على ضرورة تحسين الظروف الصحية للمواطن خاصة على مستوى التجمعات السكنية التي تشهد اكتظاظا. ولوضع وسط بيئي وعمراني يوافي كل هذه المعايير أكد سعيد بركات على ضرورة إشراك كل القطاعات والأطراف الفاعلة في سبيل تحقيق ذلك، خاصة فيما يتعلق باستحداث قنوات الصرف الصحي وتوفير الماء الشروب. كما استعرض بركات بهذه المناسبة التي جاءت تحت عنوان »التوسع العمراني والصحة« واقع الصحة في السنوات الأخيرة، معتبرا أن الجزائر استطاعت أن »تخرج من دائرة الفقر إلى مرحلة أحسن، حيث تجاوزنا الكثير من الأمراض المتنقلة إلى الأمراض الغير متنقلة«. وأوضح الوزير في معرض حديثه أن الجزائر تمكنت خلال الخمس سنوات الفارطة من بناء 3.5 مليون سكن، كما قطعت أشواطا كبيرة في القضاء على السكنات الهشة والقصديرية، وفي هذا الإطار أعلن الوزير عن نية الحكومة بناء مليونين ونصف مليون وحدة سكنية بالإضافة إلى الهياكل القاعدية، وعلى هذا الأساس يجب احترام معايير البناء التي تحمي صحة المواطن، كما يتعين تطبيق مبادئ التصميم الحضري الصحي التي تتم بسهولة الوصول إلى الراحة والخدمات الأساسية. أما فيما يخص الصحة على المستوى الإفريقي فقد عبر الوزير عن تعاطف الجزائر مع مايحدث في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن الجزائر لها تصور خاص فيما يتعلق بهذا المجال، فالجزائر كما قال» لها خصوصيتها وظروفها تختلف عن باقي دول إفريقيا وكذلك بالنسبة للدول الأوربية«. من جانبها أشارت بوتقجيرات ليلى طبيبة عامة بالمعهد الوطني للصحة العمومية أن المحيط العمراني يمكن أن تكون له تأثيرات سلبية على صحة الإنسان نظرا لقلة النظافة أو انعدامها وكذا الأمراض الناتجة عن تلوث المياه و عدم وجود قنوات الصرف الصحي. وأفادت المتحدثة أن هذه الظروف التي تطبع العديد من المجمعات السكنية تتسبب في أمراض معدية و أخرى مزمنة التي تنتج في غالب الأحيان أيضا إلى جانب الظروف السابق ذكرها عن طريق النظام الغذائي والإزدحام المروري و تلوث الهواء. وأوضحت أن أكثر الاستشارات الطبية التي تجرى على مستوى المدن يكون مردها إلى التلوث والأمراض الناتجة عن المحيط العمراني غير الملائم لصحة الإنسان، وفي هذا السياق دعت كل الجهات المعنية بما فيها مؤسسات الصحة الجوارية إلى الحفاظ على صحة المواطن، وكذا نشر الوعي الصحي في أوساط تلاميذ المدارس. وبدوره أشار تقرير المكتب الجهوي لإفريقيا لمنظمة الصحة العالمية إلى أن نصف سكان المناطق الحضرية بإفريقيا يعانون على الأقل من أمراض ناتجة عن نقص المياه الشروب، وكذا انعدام قنوات الصرف الصحي كما تسجل 60 مدينة إفريقية تفاقما في الإصابة بمرض الكوليرا، مصيفا أن المنظمة العالمية للصحة تسعى بمعية شركائها والمجتمع المدني إلى وضع معايير وسياسات تساهم في حماية الصحة العمومية على مستوى المناطق الحضرية.