لا تزال بيانات رئاسة الجمهورية التي تحمل أخبار تغيير الوزراء وإقالتهم وفية للعبارة الشهيرة، استدعي لمهام أخرى، ولا توضح هذه البيانات المهام الأخرى التي قد تكون مرادفا للإقالة، غير أن هذه العبارة لا تستعمل دوما، ففي البيان الأخير نجد أن وزراء تم استبدالهم دون أن يقال إنهم استدعوا لمهام أخرى، لكن الذي يهم أكثر هو وزير الطاقة الذي أقيل من منصبه واستدعي لمهام أخرى. يعتقد كثير من الناس أن التعديل الوزاري الأخير كان محوره إقالة شكيب خليل، ومنذ شهور تتحدث وسائل الإعلام عن علاقة الوزير المقال بفضيحة سوناطراك، حتى أن هناك من سأل الوزير نفسه عن هذا الأمر فأجاب مطمئنا بأن تحريك قضية سوناطراك لا يستهدف وزراء الرئيس، وإذا كانت الإقالة بسبب سوناطراك فإن القرار الذي ينتظره الناس هو استدعاء الوزير السابق للتحقيق، وقد طرح السؤال فعلا مباشرة بعد الإعلان عن التعديل الحكومي. عبارة استدعي لمهام أخرى التي وردت مقرونة بخبر تنحية خليل من وزارة الطاقة قد تكون إشارة إلى أن الأمر لا يرتبط بشكوك تحوم حول تورطه في الفساد، ولن يتبع بقرار استدعائه في إطار التحقيق في الفضيحة الكبرى، غير أنه من الصعب الفصل بين سقوط الوزير من كرسي جلس عليه لأكثر من عشرة أعوام وبين الفضيحة المدوية التي لطخت سمعة الشركة الأولى في البلاد التي تؤمن للجزائريين رزقهم، وتوضيح هذا الأمر هو الخطوة الأولى على إثبات الجدية في مكافحة الفساد على كل المستويات وجعل الناس جميعا سواسية أمام القانون كأسنان المشط. من المهم أيضا أن نعرف المهام الأخرى ما دام من يؤديها سيتقاضى راتبه من الخزينة العمومية التي تمثل، نظريا، بيت مال الشعب، وربما من خلال معرفة المهام الأخرى سنعرف إن كان خليل قد أقيل من وزارة الطاقة أم أخرج منها وشتان بين هذا وذاك.