يجتمع غدا وزير التربية أبو بكر بن بوزيد بمديري التربية لولايات الوسط والشرق، من أجل تقييم الدخول المدرسي الجديد، ويُنتظر أن يعود الوزير إلى البحث والدراسة والتقييم لمجمل الأوضاع المطروحة، ولن يتأخر بالتأكيد مثل ما فعل في ندوة الأحد الماضي عن التوجّه بكل صرامة بالتوجيهات والتعليمات لمديري التربية، لاسيما منهم الذين أغفلوا متابعة أوضاع القطاع بمديرياتهم، أو تغافلوا عنها، وفي مقدمتها مسألة إنجاز الهياكل المدرسية، التي قدّر نسبة التأخير فيها بحوالي 50 في المائة. مُقرر أن يترأس غدا الخميس وزير التربية أبو بمقر وزارته في العاصمة ندوة، يشارك فيها مديرو التربية لولايات وسط وشرق البلاد، من أجل تقييم الدخول المدرسي الجديد، وتدارس كافة الأوضاع السائدة، والمشاكل والعقبات المطروحة على مستوى المديريات الولائية ومؤسساتها التربوية. وحسب مصدر من الوزارة، فإن بن بوزيد سيستمع إلى التقارير الولائية لمديريات التربية، ويتوقف عند الانشغالات المطرحة بالدراسة والتمحيص، وسيقدم هو الآخر عرضه التقييمي الشامل، يتطرق فيه إلى جميع الجوانب المتعثرة على مستوى بعض الولايات، أو التي تعاني من مشاكل وعراقيل موضوعية أو مفتعلة. وينتظر أن يتحدث وزير التربية مع مديري التربية للوسط والشرق بكل صراحة ووضوح، حول عديد القضايا والمشاكل المطروحة، مثل ما فعل في ندوة يوم الأحد مع مديري الغرب والجنوب، وسوف يتصدرها مشكل الاكتظاظ في الأقسام الدراسية، الذي قال عنه أنه غير موجود في كل الولايات، ولكنه مع ذلك يمس نسبة 15 بالمائة من المؤسسات التربوية، وقد أوعز أسباب ذلك إلى التهاون والتماطل الذي يلازم بعض الولايات في إنجاز الهياكل المدرسية، وإلى النقص في توفر مؤسسات البناء القادرة على الإنجاز، ودعا مديري التربية للسهر المتواصل والمتابعة، والحرص على الإنجاز، مع الإلحاح على احترام الآجال، وقد وعد بالنظر في هذا المشكل العويص، وإيجاد الحلول المناسبة له على مستوى الحكومة، ضف إلى هذا مشكل أجور الأساتذة المتعاقدين في بعض الولايات، الذي استغرب سريانه، رغم الامكانيات المالية الموجودة لدى مديريات التربية، واعتبره أمرا غير معقول، وكذا المنحة المدرسية، التي تأخر دفعها لأصحابها عن آجاله المحددة في عدد من الولايات، والتأخر الحاصل في توزيع الكتب المدرسية ببعض الجهات، رغم الجهد الكبير الخارق للعادة الذي بذلته وزارة التربية في انتقاء المضامين، والطبع، والإعداد للتوزيع، عبر الولايات. ومن دون شك سوف يِعلم وزير التربية مديري الوسط والشرق، بالإجراءات العملية، التي قرر اتخاذها من أجل تحريك الأوضاع المشار إليها، ويُطلعهم على قرار تشكيل اللجنة الوطنية الخاصة بمراجعة وتيرة الدراسة، التي قال عنها أنها ستأخذ على عاتقها مهمة النظر في إمكانية تغيير وتيرة تعليم التلاميذ، من حيث الحجم الساعي للدروس، وعدد أيام الدراسة في الأسبوع، والعطل المدرسية، ورؤية الوزارة في مسألة ثقل محافظ التلاميذ، لاسيما في التعليم الابتدائي، التي قال عنها، أن لا علاقة للبرامج بثقل المحافظ، وحل هذا الأمر يكمن في توفير الأدراج بالمؤسسات التربوية، وهذا ما نصح به مديري التربية والمؤسسات مرارا. وإلى جانب كل هذا يتوقع أن يتطرق وزير التربية إلى الجهد الكبير الذي بذلته وزارته، وهو شخصيا مع النقابات المستقلة، من أجل الاستجابة لمطالبهم المهنية الاجتماعية، ولا ريب في أنه سوف يعيد التنصيص على الصرامة في التعامل مع بعض الحالات الاحتجاجية، وخصوصا الإضرابات الطويلة، التي تضع التلميذ بين فكي كماشة، ولا تعير أي اهتمام لمصلحته، التي هي من مصلحة الوطن.