تحدث كل من السفير الهولندي بالجزائر والصحفي نيكولا باس والمناضلة الهولندية مارغريت كوكوبايكر عن عظمة ثورة نوفمبر وذلك خلال الندوة التاريخية التي نظمتها أمانة العلاقات الخارجية والجالية في المهجر حول المساندة الخارجية للثورة التحريرية، هولندا نموذجا بمقر المركز الأرشيف الوطني. سفير هولندابالجزائر: »يجب تطوير العلاقات الجزائرية الهولندية« دعا سفير هولندابالجزائر إلى دعم وتطوير العلاقات الجزائرية الهولندية في مجالات عديدة على غرار القطاع الاقتصادي، مشيرا إلى عمق العلاقات التي تجمع بين البلدين والتي تعود حسبه إلى 1610، وعليه فمن المهم أن ترقى هذه الرابطة وتستغل كل الفرص من اجل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين. سفير هولندا أشار إلى دعم بلاده للثورة النوفمبرية المجيدة التي اعتبرها مرحلة خالدة، حيث ذكر بالحركات الجمعوية التي كانت تنشط في ببلاده للتعريف بالقضية الجزائرية ونصرتها، لاكما كانت تعكف عديد الجمعيات على جمع التبرعات لتقديمها إلى اللاجئين في تونس والمغرب ، ناهيك عن عمل الصحفيين الذين دافعوا بقوة من أجل استقلال الجزائر. المجاهدة مارغريت كوكوبايكر: »لا أزال أتذكر مشاهد تعذيب الجزائريين« تطرقت المواطنة والمجاهد الهولندية مارغريت كوكوبايكر إلى الحديث عن مساهمتها في الثورة التحريرية خلال فترة تواجدها بباريس عندما ساندت المجاهدين الذين كانوا متواجدين بفرنسا وذلك عن طريق التعريف بالثورة الجزائرية وكسب تأييد دولي لنصرتها، وقالت إنها كانت شاهدة على التعذيب الذي تعرض له الجزائريون من طرف الجيش الفرنسي الذي ارتكب جرائم إنسانية في حق مناضلين كانوا يسعون إلى تحرير أرضهم. المؤرخ نيكولا باس: »الإعلام الهولندي ساهم في التعريف بالثورة الجزائرية« أكد المؤرخ الهولندي نيكولا باس أن المعارضة بهولندا سعت في تلك الفترة إلى فتح نقاش حول الثورة التحريرية بالجزائر لكنها همشت ولم تؤخذ مطالبها بعين الاعتبار، وفي سنة 1958 تمكنت أحزاب يسارية من فتح النقاش ليتم بعدها وبالتحديد في سنة 1961 الاعتراف الرسمي من طرف السلطات الهولندية بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير. وحسب ما قاله المؤرخ الهولندي، فإن الصحافة بهولندا لم تفوت الفرصة لتقحم نفسها في الثورة ورافقت كل الأحداث منذ اندلاع أول شعلة في الفاتح من نوفمبر 1954، وبالرغم من وجود صحفيين كانوا يكتبون بمنظار فرنسي، إلا أن هنالك بعض الصحفيين الذين رافقوا المجاهدين وكانوا على اتصال دائم بجبهة التحرير الوطني للتعريف بنضال الشعب الجزائري. وقد أشار المؤرخ في عرضه إلى الريبورتاج الذي تم إنجازه والذي يحمل عنوان طفل برئي، الريبورتاج الذي صور بالمغرب مع اللاجئين الجزائريين الذين كانوا متواجدين هناك حصد أكثر من مليوني فلورين وتمكن من التشهير بالقضية الجزائرية. وأضاف نيكولا باس أن هولندا دعمت الثورة بالأموال والأدوية والسلع وكانت تتكفل باللاجئين الجزائريين الذين كانوا متواجدين بالمغرب وتونس.