قدمت الجزائر في إطار أشغال اليوم الثاني للقمة الثالثة الإفريقية الأوربية بطرابلس الليبية جملة من الاقتراحات التي تصب في سياق الملفات المدرجة للنقاش بين رؤساء ومسؤولي الهيئات للقارتين. وفي هذا الشأن قدم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رؤية الجزائر لمستقبل الشراكة مع أوربا المندرجة ضمن خطة العمل لفترة 2011-2013. قدّم رئيس الجهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس خلال النقاش الدائر في القمة الإفريقية الأوربية الثالثة بطرابلس الليبية جملة من الاقتراحات المتعلقة بالأهداف الإنمائية والفلاحة والأمن الغذائي والتي تندرج في إطار خطة العمل للفترة 2011-2013، وقال أنه على أوروبا وإفريقيا أن تعملان معا في المحافل الدولية المتخصصة لفائدة الأهداف التي تصب جميعا في تأمين الأمن الغذائي لإفريقيا. وأضاف الرئيس أن »ذلك يتطلب تحقيق تعهدات قمة آكويلا بشأن الأمن الغذائي وتوجيه نسبة ملائمة من الموارد المنتظرة نحو إفريقيا« إلى جانب »دعم المبادرات الرامية إلى تفضيل مقاربة للأمن الغذائي قوامها زيادة الإنتاج في إفريقيا«. كما طالب رئيس الجمهورية بالإدماج الكامل لخطة العمل من أجل تنمية الفلاحة في إفريقيا ضمن برامج التمويل والتعاون بالموازاة مع تسهيل تنمية التجارة الإفريقية البينية لمنتجات الصناعات الغذائية، وتحرير التجارة الفلاحية الدولية في مجالات بيعها بما يتيح لإفريقيا فرصا حقيقية للتصدير، داعيا إلى إدراج بنود تضمن الحماية الملائمة للفلاحة الإفريقية ضمن دورة الدوحة. ومن بين ما جاء أيضا في كلمة رئيس الجمهورية في هذا الملف دعوته إلى إنشاء آليات وقاية من تقلبات أسعار المنتجات الغذائية التي كانت آثارها في السنوات الأخيرة جد قاسية على إفريقيا، إلى جانب تكثيف البحث في مجال الفلاحة على الخصوص في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية والمناطق الجافة وشبه الجافة، وأيضا تطوير برامج لمحاربة التصحر. وقال عبد العزيز بوتفليقة في كلمة أخرى حول ملف »الحكامة وحقوق الإنسان« أن »إفريقيا تنتظر من أوربا دعما لتطلعاتها المشروعة للمشاركة مشاركة تامة في صياغة وتفعيل إطار وأدوات حكامة عالمية جديدة تأخذ مصالحها وانشغالاتها في الحسبان«. وأوضح رئيس الجمهورية في هذا الشأن »إن تجربتها الديمقراطية الحديثة نسبيا والمتميزة حقا بالحيوية لجديرة بأن تحظى بالاعتراف وبالمساندة في برامج الشراكة بيننا«. وقال في سياق متصل »بإمكانها أن تتوسع أكثر فأكثر أن نحن ضاعفنا الجهد لتسوية النزاعات التي طال أمدها وللإسهام في المصالحة وفي إعادة الأعمار فيما بعد النزاعات«. مضيفا أن التعاون من أجل تنمية قدرات مؤسسات الحكامة وتبادل التجارب يشكلان الشقين الأكثر مواءمة لتعزيز هذه الدينامية، وذلك كما قال »في كنف احترام المبدأ الأساسي المتمثل في تملك إفريقيا لرزنامتها الخاصة بالحكامة«. وقال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ،أمس، ضمن أشغال القمة الثالثة الإفريقية الأوربية »إنه لمن الأهمية أن تؤطر مبادلاتنا البشرية بسياسة متبصرة تأخذ في الحسبان الأسباب العميقة لظاهرة الهجرة وفي ذات الوقت التحولات الديمغرافية في كلتا منطقتينا«. وأضاف في هذا الشأن إنه »ينبغي إرفاق عزمنا على تكثيف علاقاتنا الاقتصادية والثقافية بنظرة جديدة إلى مسالة تنقل الأشخاص داخل المنطقة الأوربية الإفريقية«، مؤكدا في ذات الوقت على ضرورة التكفل بها الجانب بغية تسهيل حركة المبادلات المتعددة الأشكال بين المنطقتين على غرار ما جاء في خطة العمل لفترة 2011-2013 والخاص بتحسين الإجراءات وخفض تكاليف التحويلات المالية للعمال المهاجرين الأفارقة وتسهيل إسهامات الجالية المغتربة في تنمية القارة.