تشكل القمة الإفريقية- الأوروبية الثالثة المزمع عقدها غدا، بطرابلس الليبية، نقطة تحول في مبدأ الشراكة الإستراتيجية بين القارتين، حيث ستتناول القمة جملة من المواضيع أهمها ملف السلم والأمن الذي يحتل أولوية الملفات لدى زعماء القارتين على حد سواء خاصة في ظل تنامي التهديدات الإرهابية العابرة للقارات، بالإضافة إلى دراسة ملفات تتعلق بالهجرة السرية ناهيك عن ملف سعي الدول الأوروبية إلى استعادة مكانتها في السوق الإفريقية سيما أمام المنافسة الشرسة التي تواجهها من الاقتصاديات الناشئة. سهام.ب يشارك في القمة الإفريقية الأوروبية التي تعقد بعد غد الاثنين بليبيا، 53 زعيما إفريقيا من بينهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ومن أوروبا تتحدث مصادر إعلامية عن غياب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي و المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل و رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون فيما أعلنت بعض المصادر حضور رئيس الوزراء التركي الطيب رجب اردوغان كضيف شرف، لكن المصادر ذاتها لم تعط أسباب الغياب المحتمل لهؤلاء الزعماء، خاصة المستشارة الألمانية و الرئيس الفرنسي باعتبارهما يمثلان ثقل الاتحاد الأوروبي. ويعتقد بعض المحللين أن غياب ساركوزي ومركيل من شانه التأثير على نوعية القرارات التي سيفضي إليها إعلان طرابلس. وتتناول إشغال القمة الإفريقية- الأوروبية جملة من المواضيع أهمها ملف السلم و الأمن الذي يحتل أولوية الملفات لدى زعماء القارتين الإفريقية و الأوروبية على حد سواء خاصة في ظل تنامي التهديدات الإرهابية العابرة للقارات، غير أن هذا الملف وان كان يمثل تحدي يجب كسبه، إلا أنه لا يشكل نقطة خلاف بين القارتين على خلفية أن البلدان إل 53 الإفريقية و نظيرتها من القارة العجوز وعددها27 دولة، تعي جيدا مدى أهمية التنسيق من اجل التوصل إلى تحقيق الأمن و السلم العالميين.وعكس هذا الملف نجد ملف الهجرة غير الشرعية يمثل إحدى العقبات التي تحول دون الوصول إلى اتفاق واصح ومحدد تلتزم به كل الأطراف، ولعل تباين السياسات الوطنية في التعامل مع هذا الملف الشائك بالإضافة إلى اقتصار النظرة الأوروبية لحل المشكل على الإجراءات الأمنية البوليسية و بين إصرار الدول الإفريقية و في مقدمتها الجزائر على الحلول الإنسانية و التنموية ورفض تحول الدول الإفريقية إلى محتشدات للمهاجرين الشرعيين يجعل من الاتفاق حول الملف شبه مستحيلا، ويعتقد المتتبعون أن يلقى الاقتراح الليبي القاضي بضرورة تقديم مساعدات قدرها 5 مليارات اورو سنويا من اجل مساهمة ليبيا مثلا في التصدي لأمواج المهاجرين الأفارقة رفضا من قبل دول الاتحاد الإفريقي في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها اغلب دول الاتحاد مثلما هو حاصل مع اليونان، ايرلندا الشمالية، البرتغال و اسبانيا وحتى بريطانيا التي انتهجت سياسة تقشفية صارمة.على الصعيد الاقتصادي تسعى الدول الأوروبية إلى استعادة مكانتها في السوق الإفريقية سيما إمام المنافسة الشرسة التي تواجهها من الاقتصاديات الناشئة مثل البرازيل و الهند و الصين وتركيا التي اكتسحت السوق الإفريقية، وفي هذا الشأن تحاول الدول الإفريقية التمسك بمطلب الاستثمار و التعاون الند للند بدل من بقاء بلدان القارة أسواقا للمنتجات الغربية.جدير بالذكر أن قمة طرابلس سبقتها قمتين الأولى بالقاهرة عام2000 و الثانية بلشبونة عام 2007. Répondre Transférer