لا تتوقف أهمية الجمهورية الفدرالية الألمانية عند كونها ثالث أكبر قوة اقتصادية في العالم، ولكنها أيضا بمثابة قلب أوروبا النابض، إلى جانب كونها أكبر دولة من حيث التعداد السكاني في القارة العجوز، وهي تنقسم إلى 16 مُقاطعة عاصمتها برلين، وقد حقّقت في السنوات الأخيرة قفزة تنموية غير مسبوقة إلى درجة وُصفت فيها ب "بطل العالم في الصادرات" خلال 2008 بإجمالي تجاوز 969 مليار أورو. تخفى عن الكثيرين مُعطيات بالغة الأهمية عن البنية الديمغرافية والسياسية وحتى الدينية لجمهورية ألمانيا الفدرالية، التي يتواجد بها الرئيس بوتفليقة منذ يوم أمس في زيارة دولة، ومن البارز فيها التعداد السكاني الذي يصل إلى أكثر من 82 مليون نسمة، منهم 42 مليون امرأة، ويعتنق 53 مليون الديانة المسيحية يتساوى فيها الكاثوليك والبرتاستانت ب 26 مليون لكل منهما، بينما يُمثّل المسيحيون الأرثودوكس أقلية بتعداد 900 ألف نسمة، فيما يبلغ عدد المسلمين من مزدوجي الجنسية حوالي 3.3 مليون نسمة، وتتوزع البقية على 230 ألف بوذي، و100 ألف يهودي، و90 ألف بالنسبة للهندوسيين. يعيش في ألمانيا الفدرالية حاليا أكثر من 7 ملايين أجنبي، منهم 1.7 مليون تركي، وتضمن هذه الجمهورية حرية المعتقد، ويقطن في العاصمة برلين حوالي 3.4 مليون نسمة وهي أكبر نسبة كثافة سُكانية في البلاد، تليها هامبورغ ب 1.8 مليون ساكن، ثم ميونيخ بتعداد سكاني يصل 1.3 مليون نسمة، مع الإشارة إلى أن الجهورية تتربع على مساحة إجمالية تُقدّر ب 357 ألف كلم مربع. تنقسم جمهورية ألمانيا الفدرالية إلى 16 مقاطعة تتمتع كل منها باستقلالية نسبية باالنظر إلى أنها تحتكم إلى دستور وحكومة وبرلمان مستقل، لكن الفدرالية تتولى أكبر قدر من الصلاحيات والمسؤولية، وبما يُعرف ب "البندسرات"، أي البرلمان الفدارلي المتشكّل من 622 عضو، فإن كل المقاطعات مُمثلة فيه بشكل يضمن يضمن لها المشاركة في مهمة التشريع، وهو الآن في عُهدته التشريعية السابعة عشر. وعلى الصعيد السياسي فإن السلطة الفعلية يُمارسها المستشار الفدرالي على حساب رئيس الجمهورية، وهي المهام التي تتولاها حاليا المستشارة أنجيلا ميركل التي شغلت المنصب منذ العام 2005، فيما خلف كريستيان وولف رئيس الجمهورية السابق، هورس كوهلر، المستقيل من هذا المنصب في 30 جوان الماضي، وهناك العديد من الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان الألماني أبرزها الحزب الإشتراكي الديمقراطي، والاتحاد المسيحي الديمقراطي، إلى جانب الاتحاد المسيحي الإشتراكي، وحزب تحالف 90 المعروف ب »حزب الخُضر«. وزيادة على هذا الاختلاف والتنوّع على الصعيدين الديمغرافي والسياسي، فإن أكثر ما تنفرد به ألمانيا الفدرالية هو كونها قوة اقتصادية ضاربة، فهي قلب أوروبا النابض والنواة الرئيسية للاتحاد الأوروبي قياسا بثقلها الصناعي تحديدا، وهو الأمر الذي سمح لها بأن تكون ضمن قائمة الأربع بلدان الأكثر تصنيعا وقوة اقتصاديا في العالم، وعلى سبيل المثال فإن ناتجها الوطني الخام بلغ خلال 2007 أكثر من 2423 مليار أورو، أي ما يُعادل 29 ألف و455 أورو للفرد الواحد. وأكثر ما يُثير الاهتمام في ما حقّقه الألمان أنهم حازوا على استحقاق "بطل العالم في الصادرات" خلال 2008 عندما تجاوزا كل الأرقام، حتى أنهم تعدوا السقف الذي حقّقته الصين، وقد جاء ذلك بعد تسجيل إجمالي 969 مليار أورو، قبل أن تتراجع العام الماضي أمام العملاق الصيني. وتتصدّر فرنسا قائمة الشركاء الاقتصاديين والتجاريين لألمانيا بحوالي 9.5 بالمائة ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية ب 8.7 بالمائة، تليهما بريطانيا العظمى ب 7.2 بالمائة، ثم إيطاليا ب 6.6 بالمائة. ومن خلال كل هذه المؤهلات أصبحت ألمانيا قطبا جاذبا للاستثمارات الأجنبية، وهو ما تعكسه آخر الارقام التي تُشير إلى تواجد أكثر من 500 كُبريات الشركات العالمية، وإجمالا فإن هناك 22 ألف شركة أجنبية تنشط في الجمهورية الفدرالية الألمانية، فيما زادت البنية التحتية من أهمية الاقتصادية لهذا البلد الذي يتوفر على شبكة نقل بالسكك الحديدية تفوق 36 ألف كلم، و230 ألف كلم بالنسبة لشبكة الطرقات، زيادة على كونها تحوز على أكبر شبكة اتصالات في العالم. ويوجد في ألمانيا حوالي 350 يومية تسحب ما يفوق 24 مليون نسخة يوميا، وهي تُغطي 73 بالمائة من الشعب الألماني، وهناك الكثير من الصحف الناجحة، لكن أكثرها على الإطلاق صحيفة "بيلد" الذي يُحقّق أكبر نسبة سحب في أوروبا ب 3.6 مليون نسخة، فيما تحتل وكالة الأنباء الألمانية المرتبة الرابعة عالميا ضمن وكالات الأنباء العالمية.