شرعت قوات الجيش الوطني الشعبي منذ الساعات الأولى من يوم أمس في عمليات تمشيط واسعة النطاق لأدغال سيدي علي بوناب الممتدة حدودها الى غاية ولاية بومرداس والتي تم محاصرتها في عملية عسكرية جديدة من طرف قوات الامن المشتركة لاقتفاء آثار فلول الجماعات الارهابية المسلحة التي ماتزال تستعرض عضلاتها بهذه المنطقة المعروفة بغطائها النباتي الكثيف ومعاقلها الكبرى التي يعود البعض منها الى غاية الفترة الاستعمارية. وقالت المصادر التي أوردت لنا الخبر إن القوات المختصة تمكنت من فرض سيطرتها لغاية أمس على هذه الغابة التي ينشط فيها أتباع "كتيبة الفاروق" المكلفين بجمع الأموال والذين كانوا قد خرجوا في العديد من المرات علانية أمام مرأى السكان، إلا أن هؤلاء كانوا يمنعونهم من التوغل إلى قراهم. وقالت مصادر موثوقة ل "الفجر" إن قوات الجيش الوطني الشعبي عمدت الى قصف العديد من المواقع المشبوهة بهذه المنطقة بمروحيات حربية الى جانب الاستعانة بدبابات لفتح ممرات فلاحية تسمح بتوغل القوات المختصة للبحث عن العناصر التي كانت وراء اغتيال عونين من الحرس البلدي السبت الماضي في حاجز مزيف بمنطقة تادمايت. كما تمكنت ذات العناصر من قنبلة العديد من المواقع بمنطقة بومهني، حيث تم تدمير العديد من الكازمات واسترجاع مواد غذائية مع محاصرة جميع المنافذ المؤدية منها واليها خاصة وأن هذه المنطقة التابعة لذارع الميزان تعتبر من جهة أخرى همزة وصل بين تيزي وزو وولاية البويرة وما استدعى تكثيف الحراسة وعمليات التفتيش، حسب شهادات محلية هو ظهور بعض العناصر المسلحة بقرية إعلالن وهم يقتحمون المدينة بأسلحة رشاشة في أوقات الليل وحتى في النهار للفت انتباه السكان الذين جندوا أنفسهم لمواجهة مكائد أتباع دروكدال. كما وسعت رقعة عمليات التمشيط إلى غاية حدود بجاية، لاسيما بأسيف الحمام على الطريق الوطني رقم 12 وكذا عزازفة وإيعكوران الى غاية الجهة الساحلية لتيقزيرت وأزفون وحتى ببعض المناطق الجبلية كعين الحمام، وصولا الى مرتفعات بني دوالة ومعاتقة لتكتمل الحلقة بحدود البويرة. ولم تستبعد مصادرنا وجود إصابات في صفوف الجماعات المسلحة المحاصرة بهذه الأدغال باستعمال عتاد حربي ثقيل.