أجندة حزب جبهة التحرير الوطني هذه الأيام تشد الأنظار... تشد الصحافة الوطنية التي تترقب انعقاد لجنة التنسيق لإطارات الحزب، وتترقب انعقاد دورة اللجنة المركزية، وتستقطب اهتمام ومتابعة المناضلين المناصرين والناخبين المتحفزين بعد، لمعرفة مرحلة ما بعد إعادة تجديد القسمات وانتخاب المحافظات. حزب جبهة التحرير الوطني، إن باستقراره وانضباط مناضليه، وإن بحركيته والنقاش الصاخب أحيانا بين هيئاته وأعضائه، شكل ويشكل دوما الحدث السياسي الأبرز على الساحة الحزبية الوطنية، بالنظر إلى كونه القوى الحزبية السياسية الأولى، وبالنظر أيضا إلى انعكاسات وآثار توجهاته وقراراته على توازنات الساحة الحزبية. انعقاد اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، وإن كان يدخل ضمن النشاط العادي للحزب، إلا أنه يمثل حدثا مهما في الأجندة السياسية للحزب، ومؤشرا من المؤشرات الدالة بالنسبة لبقية الأطراف والفاعلين السياسيين ولا سيما من بين الخصوم المنافسين، الذين كثيرا ما تمنوا لو يتحول التجاذب الشديد بين مناضلي الحزب، إلى قطيعة وشرخ. هيئة التنسيق لإطارات الحزب، ومن بعدها اللجنة المركزية تشكلان الإطار المناسب كل على مستواه، لاستعراض المشاكل المطروحة والبحث في أسبابها واتخاذ القرارات الملائمة لمعالجتها وتجاوزها. فإذا كان لبعض المناضلين رؤى وتصورات، بشأن مستقبل الحزب وبشأن رزنامة العمل المقبلة، فليس أفضل من اللجنة المركزية للاحتكام إلى المناضلين• ولئن كان لبعض المناضلين والقياديين السابقين، مآخذ على سلوكات وممارسات بعينها، فدونهم دورة اللجنة المركزية، الأسبوع القادم لطرح انشغالاتهم وانتقاداتهم في إطار نظامي حددته الضوابط الداخلية المنبثقة عن المؤتمر التاسع، الذي لم يجف حبره بعد. المناضلون الملتفون من حول حزبهم بهيئاته وتنظيماته على كل المستويات، يترقبون دورة اللجنة المركزية المقبلة لنشر غسيلهم فيما بينهم، ولتحكيم قرارات وتوصيات المؤتمر التاسع، كما صادق عليها المؤتمرون، وكما زكتها القاعدة النضالية، التي لم تعد قادرة على فهم شوشرة خرجت عن الإطار، وتجاوزت في بعض الأحيان، الحدود النضالية• ولئن كان صحيحا، أن حزب جبهة التحرير الوطني وحده من بين الأحزاب في الساحة الوطنية، القادر على تحمل كل هذا التجاذب وهذا النقاش المرتفع الأصوات، فالصحيح كذلك، أن المنعطف والظرف الذي تتم فيه، ليس مناسبا ولا يخدم حزب جبهة التحرير الوطني، ليس فقط لكون استحقاقات رئيسة تلوح في الأفق، ولكن أيضا لأن الحزب ليس بوسعه تحمل أي انتكاسة بعد فترة النقاهة التي خرج منها بصعوبة. مصلحة الحزب، موقع الحزب، ومستقبل الحزب الذي هو من مستقبل هذا الشعب والوطن، يجب أن يحظى بالأولوية وأن يمر قبل أي شيء آخر، ذلك ما يطمح إليه المناضلون ويترجاه الأنصار والمخلصون. التحرير