لم تنطلق بعدُ مديريات التربية في عملية التكوين الخاصة بأساتذة التعليم الثانوي، الناجحين في المسابقة الأخيرة، المحددة بمجموع 480 ساعة، وهذا راجع حسب مصدر من وزارة التربية إلى التأخر الذي شهدته عملية إجراء وإعلان النتائج، وإلى عدد من الترتيبات، والعقبات التي وجدت وزارة التربية نفسها وجها لوجه معها في النصف الأخير من السنة الدراسية، وكان من المفروض أن تُجرى بداية السنة الدراسية الجديدة. كان من المفروض أن يتمّ إجراء هذه المسابقة وفق منظور وزير التربية أبو بكر بن بوزيد في ماي الماضي، ولكنه تأخّر حتى يومي 20 و21 سبتمبر الماضي، أي حتى نصف الشهر الثاني من الدخول المدرسي، وهو الأمر الذي أخّر كافة العمليات، التي تأتي بعد الامتحان الكتابي. وتُضافُ مجاميع الامتحانات الشفوية إلى مجاميع الامتحانات الكتابية، وتجري بشأنها مداولات أخرى، وتتمّ المصادقة عليها من قبل وزارة التربية والمديرية العامة للوظيف العمومي، قبل أن يُعلن عنها في قوائم رسمية نهائية بالمؤسسات التربوية. هذه العملية مثلما نرى ليست بالعملية السهلة، ولاسيما حين أصبح أمرها يتعلق بهيئتين رسميتين مختلفتين في طبيعة اختصاصاتهما وعملهما، وقد وجدتا نفسيهما مضطرتين للتنسيق مع بعضهما البعض، وما يراه طرف منهما، ليس بالضرورة أن يراه الطرف الثاني بنفس الأهمية، ولعلّ هذا تحديدا ما أقلق وزير التربية بعض الشيء، ووضع وزارته في حيرة من أمرها بشأن بعض الجوانب، ومنها مسألة التكوين المقررة عقب النجاح، والتعيين، خاصة وأن عددا كبيرا من هؤلاء الأساتذة الناجحين هم حاليا ومنذ بداية السنة الدراسية الجارية أساتذة مستخلفين بالثانويات، ومنهم من هم أساتذة أقسام البكالوريا، وليس من السهل تربويا أن تُغامر وزارة التربية الوطنية بتحويلهم إلى المناصب الجديدة المعيّنين فيها، واستخلافهم بآخرين جدد بعد كل هذه المسافة الدراسية، التي قطعوها مع تلاميذهم. وهذا الوضع شكل أعباء أخرى على وزارة التربية، وحسب ما هو معلوم لدى مديريات التربية حتى الآن، فإن الأساتذة الناجحين سوف تُمنح لهم 480 ساعة، في برنامج تكوين مهني، بالتركيز على التربية في علم النفس، والتعليم والتشريع المدرسي، والإعلام الآلي، ويكون التكوين نظريا وتطبيقيا، في شكل تجمعات على مستوى مديريات التربية، وهذه الأخيرة هي التي تُحدد رزنامة التكوين، وفق توجيهات الوصاية، وتُمنح للمكوّنين على فترات بشكل تناوبي، يُحدّدها مدير المعهد الوطني المكوّن، ويُكلف الأساتذة بإنجاز مذكرة التخرّج، تُناقش في آخر السنة، إضافة إلى امتحان نهاية السنة والفروض والأعمال التي يُكلفون بها، وهو تقويم عادي، وبعدها تأتي مداولات الوظيف العمومي، ويتمّ ترتيب النتائج حسب درجة الاستحقاق. ونشير إلى أن المواد تُدرّس باللغة العربية، عدا مواد الاختصاص. وحسب ما تحصلت عليه »صوت الأحرار« من بعض مديريات التربية المعنية، فإنها تنتظر الضوء الأخضر من وزارة التربية، حتى تشرع في مراسلة المعنيين لمباشرة التكوين، بالتنسيق مع مديرية التكوين بالوزارة، والمعهد المكوّن. ومثلما هو معلوم ، فإن عدد الناجحين في المسابقة هو 4900 أستاذ، ويُنتظر أن يتمّ استدعاؤهم لاحقا. وما يُمكن التذكير به هنا، أن وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد مازال مصرا على أن تُجرى هذه المسابقات مباشرة مع انتهاء السنة الدراسية، لأنها بالتوقيت الذي تُجرى فيه الآن، والمدة التي تستغرقها الامتحانات وما يستتبعها تطرح مشاكل وتعقيدات كبيرة لوزارة التربية الوطنية، هي في غنى عنها لو احتُرمت رغبة وزير التربية، وأُجريت في التاريخ المقترح من قبله.