تستعيد البويرة يومي 12 و13 ديسمبر الجاري جزءا هاما من ذاكرتها وتاريخها العريق، من خلال احتضانها للملتقى الوطني الأول "المنهل، التأثير والأثر الإشعاع العلمي والديني والتأثير الاجتماعي للشيخ الحمامي ودور زاويته في ثورة التحرير المجيدة"، بمشاركة كوكبة من دكاترة ومشايخ ومؤرخين في تسليط ضوء على زاوية عريقة لها الأثر البارز في تاريخ منطقة الوسط الجزائري إبان فترة الاحتلال الفرنسي الغاشم، الملتقى برعاية من والي ولاية البويرة عبد الكريم لعموري وتنظيم جمعية نشاطات السلام الثقافية للمركز الثقافي رخوان عيسى بالأخضرية. يندرج الملتقى ضمن الاحتفالات بسبعينية عيد الثورة التحريرية المجيدة، إحياء للذكرى ال 64 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، وعلى مدار يومين كاملين، تحتضن المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية المجاهد سعيداني رابح بالبويرة وزاوية الشيخ الحمامي ببلدية معالة دائرة الأخضرية، فعاليات الملتقى الموسوم ب"المنهل، التأثير والأثر" وفق برنامج ثريّ يمتزج فيه الجانب الأكاديمي بالطابع الروحي للتظاهرة تحت شعار "منارات علم تضيء ذاكرة أمة". ويعرض في الافتتاح الرسمي للملتقى وثائقيا من 13 دقيقة عن الزاوية وتاريخ العائلة الشريفة يحمل عنوان "منارات علم.. ذاكرة أمة" بإشراف من الإعلامي خالد علواش، وقد خصصت الهيئة المنظمة للملتقى اليوم الأول للجلسات العلمية بمشاركة مجموعة من الدكاترة والمشايخ والمؤرخين، من بينهم الدكتور سعيد بويزري والدكتور سعيد معول، وشيخ زاوية بلعموري الشيخ الفاضل نذير بن يوسف، ورئيس قسم التاريخ بجامعة البويرة الدكتور مصطفى باديس أوكيل، والمؤرخ الدكتور محمد الصالح بجاوي. وتم برمجة ثلاثة جلسات علمية خلال اليوم الأول، الجلسة الأولى "الطريقة الرحمانية ، والأبعاد الروحية في رحلة التحرر من قيود الاستعمار"، الجلسة الثانية "الشيخ عبد القادر الحمامي: الزاوية والعائلة الشريفة.. منارات علم تضيء ذاكرة أمة"، الجلسة الثالثة "دور الزاوية في ثورة التحرير.. معالم تخلّد رمزية عالم"، يؤطرها إعلاميون متخصصون على غرار الإعلامي بقناة الذاكرة رابح مناد شربي والإعلامي بقناة المعرفة رابح الأصقع، وفضيلة الشيخ محفوظ بوضياف. اليوم الثاني تحتضنه زاوية الشيخ الحمامي بأعالي الأخضرية ببلدية معالة، بطابع روحي يستعيد فيه الحضور حنين السنوات التي كانت الزاوية إشعاعا دينيا وعلميا وروحيا يدوي صداها ربوع الوسط الجزائري، وخص المنظمون الملتقى بمعرض ثريّ يحتوي صور العائلة الشريفة بداية من الشيخ المؤسس عبد القادر قديري المعروف بالحمامي نسبة إلى شرفة الحمام، وأولاده العلماء (أحمد، عبد الرحمن، محمد، عمر، عبد اللطيف وعبد الحميد)، ويختتم الملتقى بتكريم عائلة الشيخ الحمامي، وضيوف الملتقى من محاضرين ومشايخ زوايا. وفي حديث خص به "الحياة العربية" أكد رئيس الجمعية عبد الغني موحوش، أن الملتقى جاء في توقيت مهم خاصة وأن الزاوية تم ترميمها مؤخرا لإعادة بعثها من جديد، منوّها بالدور الكبير لوالي ولاية البويرة الذي يسهر على بعث الروح في الزاوية باستعادة إشعاعها ورسالتها التي حملها الشيخ عبد القادر الحمامي ومن بعده أولاده الشرفاء. ومن المنتظر أن يشهد الملتقى حضورا متميّزا لعديد الشخصيات الوطنية والدينية على غرار البروفيسور المؤرخ محمد لحسن زغيدي رئيس اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة، وفضيلة الدكتور عبد المجيد بيرم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بالإضافة إلى مشايخ زوايا من مختلف ربوع الوطن.