دعا أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني من خلال البيان السياسي الصادر عن الدورة الثالثة، المناضلين إلى التحضير الجيد للاستحقاقات القادمة بما يضمن الريادة السياسية للأفلان، كما ثمنوا جهود عبد العزيز بلخادم الأمين العام للحزب والتي ساهمت في إنجاح عملية تجديد الهياكل القاعدية على مستوى القسمات في انتظار الشروع في عملية الهيكلة على مستوى المحافظات بداية من العام المقبل. نوهت اللجنة المركزية في البيان السياسي الصادر أمس، عقب اختتام أشغال الدورة الثالثة لللجنة المركزية، بالقيادة الرشيدة للأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم وبالدور الفعال الذي قام به لتجسيد قرارات المؤتمر التاسع وتوصياته، وبتوفير شروط نجاح عملية إعادة الهيكلة على مستوى القواعد الحزبية، دون إهمال ما تخلل العملية من بعض النقائص القابلة للمعالجة والتصحيح في الأطر النظامية للحزب والقوانين المنصوص عليها، كما أثنى أعضاء اللجنة المركزية على النجاح المحقق في هذه العملية التي مكنت المناضلين من تكييف هياكل الحزب وهيئاته بما ينسجم مع القانون الأساسي والنظام الداخلي المصادق عليهما في المؤتمر التاسع وتوصي بإكمال المهمة ومواصلة هيكلة المحافظات. وفي سياق متصل ثمن أعضاء اللجنة المركزية إستراتيجية الحزب لمواصلة استقطاب الكفاءات وتواجد الشباب والنساء ضمن صفوفه وفي قيادته المركزية والقاعدية تجسيدا للانفتاح على هذه الفئات التي تشمل الموارد الأساسية والقدرات الفاعلة التي يستمد منها قوته وتجذره وثقة المواطنين فيه، كما دعوا إلى الإعداد الجيد للاستحقاقات القادمة ليبقى الحزب في مقام الريادة السياسية للبلاد. وجاء في البيان السياسي، تأييد وتشجيع الاضطلاع بالتكوين السياسي وما أنجز من ندوات مركزية وجهوية، بالإضافة إلى تثمين ما حقق في الجامعة الصيفية من نتائج مرضية كان لها أثر كبير في نفوس المناضلين بتوسيع إطلاعهم على محتويات المخطط الخماسي. وفي مجال محاربة الفساد، ثمن المجتمعون التطبيق الصارم لقوانين الجمهورية الكفيلة باستئصال كل أشكال الفساد والرشوة وتبديد المال العام والآفات الاجتماعية وردع المتورطين فيها، كما اعتبروا الأخذ بمطالب الحزب ومقترحاته بإحالة قانون البلدية على البرلمان، استجابة لانشغالات الجماعات المحلية باعتبارها الإطار المناسب لتكريس سيادة الشعب وتعزيز المسار الديمقراطي والتعددي في الجزائر. ومن هذا المنطلق دعت اللجنة المركزية، منتخبي الحزب إلى القيام بالمسؤوليات المنوطة بهم دستوريا وقانونيا على أكمل وجه، بما يترجم التزامات الحزب وتعهداته، وبما يضمن الثقة ويعززها بين الناخب والمنتخب، ويكرس دولة القانون، ويدعم مبادئ الحكم الراشد ويحقق الصالح العام، كما ثمنت الجهود المبذولة من طرف الدولة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكفلها بالشرائح المحرومة وتحسين مستواها المعيشي وصون كرامتها. ودعت اللجنة إلى الاستمرار في دعم الاستثمار الوطني وتشجيع الاستثمار الأجنبي بما يدعم البناء الاقتصادي ويفعله لخلق الثروة وفق شروط الجودة والمنافسة والوفرة بما يضمن تحقيق تنمية شاملة للبلاد، وتوصي بحماية الجالية الوطنية في المهجر والحفاظ على مقوماتها وهويتها وتعزيز ارتباطها بالوطن الأم وإدماجها في التنمية الوطنية. كما أوصت اللجنة بتوفير المزيد من مناصب الشغل للقضاء على البطالة واستقطاب الأيدي العاملة، وثمنت مواصلة تجسيد المخطط الخماسي، داعية كل الشركاء في المؤسسات الخاصة والعمومية وكل المعنيين إلى تنفيذه على اختلاف مواقعهم. وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أثنى أعضاء اللجنة المركزية على ما تبذله قوات الجيش ومصالح الأمن والمواطنين لمكافحة بقايا الإرهاب، ويدينون الإرهاب ويؤكدون ضرورة تجريم دفع الفدية ومنعها بقرار دولي. وقد بارك أعضاء اللجنة المركزية الإعداد لعقد الندوة الوطنية لإطارات أحزاب التحالف والقوى الوطنية والتنظيمات الجماهيرية بمناسبة عيد النصر لمواجهة الإساءة لثورة التحرير وأبطالها التاريخيين. أما على الصعيد الدولي، فقد أكد البيان التزام الحزب بقرارات الشرعية الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والدفاع عن السلم والأمن الدوليين، مشيرا إلى ضرورة تفعيل الاتحاد المغاربي، وتمسك الشعب الصحراوي بحقه في تقرير مصيره، منتقدا القمع المغربي لا سيما بعد أحداث العيون الأخيرة. قضايا دولية أخرى كانت في صلب اهتمام الحزب، على غرار وحدة السودان وضرورة إجلاء قوات الاحتلال من العراق، كما بارك المجتمعون نجاح مؤتمر الأسرى في سجون الاحتلال الذي انعقد بالجزائر، حيث تمت دعوة الفصائل الفلسطينية إلى التوحد لبناء دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وطالب الحزب تحرير الأراضي العربية المحتلة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات مع الأحزاب الشقيقة لمواصلة النضال دفاعا عن القضايا العادلة عبر العالم.