اللجنة المركزية لحركة فتح تحقق مع محمد دحلان، هذا الخبر يبدو للوهلة الأولى مهما وعلامة تحول في موقف الحركة من هذا الشخص الذي يسيء للقضية الفلسطينية ويلحق بها أكبر الضرر منذ مدة غير قصيرة، لكن حقيقة الأمر هو أن التحقيق جاء للتأكد من حقيقة موقف دحلان من محمود عباس وأولاده بعد أن وردت معلومات عن تهجم دحلان على رئيس السلطة وأبنائه. السبب الآخر الذي يكون وراء التحقيق هو أن اتهام مساعدي عباس لدحلان بأنه وراء تحريض قيادات في فتح وخاصة ناصر القدوة على أنهم أحق من عباس ورئيس حكومته سلام فياض بالحكم، واستلام زمام الأمور بالسلطة، وفي النهاية فإن التحقيق يصبح جزء من الصراعات الشخصية والتطاحن على السلطة، في حين أن المعلومات المتداولة منذ سنوات حول تورط دحلان في مؤامرة إسرائيلية لاغتيال الراحل ياسر عرفات لم تلق أي اهتمام من جانب عباس أو مساعديه. لا أحد يريد أن يحاسب دحلان على الفساد أو على علاقته بإسرائيل، بل إن زملاءه في حركة فتح يعترفون اليوم بأنهم اكتشفوا مخزن للأسلحة في مخيم بلاطة شمال الضفة كانت تخبئه جماعة دحلان، وهو ما يعني أن هذا الشخص يتصرف كقائد عصابة، وكل هذا لا يهم لكن الذي يهم هو التعرض لعباس وأولاده وهو أمر لا يمكن التساهل معه. الدولة الفلسطينية لم تولد بعد ومع ذلك تمثل السلطة الفلسطينية نموذجا في الفساد، ومحمود عباس يمارس الديكتاتورية في أبشع صورها رغم أنه لا يحكم دولة، وربما يكون قد فكر من الآن في توريث ما في يده من سلطة لأولاده الذين أثروا بشكل فاحش على حساب الدم الفلسطيني، وهذه الفصيلة من الخلائق لا يمكن أن تبني دولة أو تسترد حقا، بل هي مستعدة للتنازل عن كل شيء مقابل البقاء على الكرسي الذي تشغله.