طلب قاسى عيسي عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام والاتصال لحزب جبهة التحرير الوطني إعداد تقرير خاص حول الأحداث الأخيرة، مؤكدا أن هذه الأحداث أرادت أطراف أن تستثمرها، مثلما استثمرتها في أحداث أكتوبر 88 من أجل ضرب استقرار الحزب، وهي مسألة ينبغي أن تناقش من نظرة علمية اجتماعية وسياسية، والبحث عن خصائصها حتى لا تحلل على أنها انتفاضة. نشّط عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام والاتصال بالأفلان مساء أمس بمقر محافظة الحزب بقسنطينة لقاء تحسيسيا بشأن الأحداث الأخيرة التي عاشتها عاصمة الشرق، وتقييم حجم الخسائر المسجلة. اللقاء حضره عضو البرلمان فؤاد خرشي وعضو اللجنة المركزية وأمين المحافظة أحمد هباشي ورؤساء البلديات ومنتخبي الحزب بالمجالس الشعبية البلدية والمجلس الشعبي الولائي. وقال قاسى عيسي أن اللقاء يهدف إلى تشخيص الوضع الذي عاشته عاصمة الشرق وما سجلته من أحداث وأخذ نظرة مشتركة للخروج من الأزمة، وكيفية تطوير أسلوب العمل وفتح صفوف الحزب أمام العناصر الشابة والعنصر النسوي وتوظيف كل تقنيات الاتصال تجاه الفئات الشابة وتدريبها على استعمال الخطاب السياسي، وطرق التأطير الجماهيري، وهي الورشات التي صب الأفلان اهتمامه بها خلال مؤتمره التاسع، و»لكن هذا لا يتحقق -قال عضو المكتب السياسي- إلا بالاستماع إلى الآخر ومحاورته بطرق حضارية«. واغتنم قاسى عيسي في هذا الإطار الفرصة ليرفع اللبس وتقديم توضيحات بشأن ما عاشه الحزب في الأسابيع الأخيرة، وما كان يصدر عما يسمى ب»الحركة التقويمية«، موضحا أن »سبب الاختلاف مع عضو مجلس الأمة المجاهد عبد الرزاق بوحارة لا يخرج عن سوء التفاهم حول الطريقة والأسلوب في العمل، فيما يخص بعض الملفات المتعلقة بالمرجعية النوفمبرية التي ناقشها الحزب في مؤتمره التاسع، وهي الخلافات التي استثمرتها بعض الأطراف، حتى يعتقد الرأي العام أنها صراعات، كان الهدف منه ضرب استقرار الحزب، لأن هذه الأطراف تدرك جيّدا أن استقرار الحزب يعني استقرار الجزائر، وما الأحداث الأخيرة التي عرفتها الجزائر خير دليل على أن الجزائر وخاصة حزب جبهة التحرير الوطني في مرحلة مجابهة مع قوى مسيطرة على مستوى عالمي«. وأضاف أن »هذه الأحداث أرادت أطراف أن تستثمرها كما استثمرتها في أحداث أكتوبر 88 من أجل ضرب استقرار الحزب، وهي مسألة ينبغي أن تناقش من نظرة علمية اجتماعية وسياسية، والبحث عن خصائصها حتى لا تحلل على أنها انتفاضة«. وطرح موفد الأمين العام عبد العزيز بلخادم إلى قسنطينة جملة من الأسئلة لتشخيص حقيقة الأحداث ومن وراءها، ليؤكد أن القاعدة النضالية وبخاصة المسؤولين والمنتخبين وأمناء قسمات الحزب مطالبين بمناقشة مشاكل الشباب المتظاهر، والبحث فيما إذا ما كانوا على دراية بمطالبه وقادرين على حل مشاكله، ولهذا أمر العضو القيادي بإعداد تقرير خاص حول الأحداث، لتقييم المرحلة الراهنة واقتراح الطرق الناجعة لمسايرة الوضع.