أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن روسيا والولايات المتحدة يمكن أن تتوصلا قريبا إلى اتفاق تعاون حول سوريا، فيما يشهد هذا الشهر اجتماعا على مستوى مجلس الأمن لمناقشة الأزمة. وقال بوتين في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ"، وبحسب تصريحات نشرها الكرملين على هامش منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك أقصى شرق روسيا "نتقدم شيئا فشيئا في الاتجاه الصحيح، ولا أستبعد أن نتفق قريبا على أمر ما ونعلنه للمجموعة الدولية". ويجري مسؤولون أميركيون وروس مفاوضات في جنيف تهدف إلى إعلان وقف إطلاق نار جديد في سوريا والتعاون عسكريا ضد تنظيم داعش ومجموعات متطرفة أخرى في البلاد. وأضاف بوتين "لا يزال من المبكر الحديث عن ذلك، لكنني أعتقد أننا نتحرك ونمضي في الاتجاه المرغوب به"، مشيدا "بصبر" و"مثابرة" وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وأضاف بوتين أن "المحادثات صعبة جدا". وقال "إحدى المشاكل الرئيسية هي إننا نصر، وشركاؤنا الأميركيون لا يعترضون على هذا الأمر، على أن يتم فصل القسم المسمى معتدلا، من المعارضة عن المجموعات المتطرفة الأخرى والمنظمات الإرهابية مثل جبهة النصرة". من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو وواشنطن توصلتا إلى تفاهم بشأن العديد من المسائل حول سوريا، معربا عن أمله في إكمال العمل على وضع صيغة للتنسيق المشترك خلال أيام. وقال لافروف في مؤتمر صحفي في فلاديفوستوك، أمس، "الأهم أن أي اتفاقات مع الأمريكيين بشأن الخطوات العملية والتنسيق ضد الإرهابيين لن تكون قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، ما لم ينفذ شركاؤنا الأمريكيون وعودهم بالابتعاد عن الإرهابيين وقبل كل شيء عن جبهة النصرة"، وأصاف الوزير الروسي "على مستوى العسكريين والاستخبارات الروسية والأمريكية تستمر الاتصالات اليومية والأسبوعية من أجل وضع مثل هذه الصيغة للتنسيق". من جانب آخر، قال رئيس مجلس الأمن الدولي جيرارد فان بوهمن، إن المجلس سيعقد جلسة خاصة في 21 سبتمبر الجاري برئاسة رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي حول سبل إيجاد حل للأزمة السورية. وأضاف فان بوهمن، فجر أمس، أن "الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا سيقدمان خلال الجلسة إفادة إلى أعضاء المجلس بشأن جهودهما ورؤيتهما لحل الأزمة". وقال السفير النيوزيلندي الذي كان يتحدث بمناسبة تولي بلاده رئاسة أعمال المجلس اعتبارا من الأول من الشهر الجاري، إنه "من المتوقع أن يشارك في الجلسة عدد من رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء خارجية الدول الأعضاء بمجلس الأمن والذين سيشاركون في افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة". وأوضح أن "نيوزيلندا باعتبارها الرئيس الحالي لمجلس الأمن بدأت بالفعل في توجيه الدعوات إلى رؤساء حكومات ووزراء خارجية الدول الأعضاء بالمجلس".