تفتح، مجددا، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة خلال الدورة شهر أكتوبر المقب، ملف بارون المخدرات الخطير "حشية فتحي"، وهذا لمتابعته بجناية القيام بطريقة غير مشروعة بحيازة المخدرات وشرائها بقصد البيع ونقلها من طرف جماعة إجرامية منظمة والتقليد والتزوير في وثائق إدارية واستعمال المزوّر والتهريب المهدّد للاقتصاد الوطني والصحة العمومية ووضع مركبة للسير تحمل كتابة لا تتطابق مع المركبة. ويعتبر المتهم "حشية فتحي"، المدبّر الرئيسي لتصدير 40 قنطارا من الكيف المعالج بقيمة 16 مليار سنتيم، ويعدّ من بين أبرز أفراد شبكة إجرامية منظمة عابرة للحدود خاصة بتهريب المخدرات، التي كانت تستورد من المغرب عبر الحدود الجزائرية نحو الدول المجاورة، منها ليبيا وتونس ودول الساحل الإفريقي، بالاستعانة بمشعوذين، وتم الإطاحة بالمتهمين شهر أكتوبر من سنة 2013، من طرف أفراد الأمن الداخلي العسكري للناحية العسكرية السادسة بالتنسيق مع المديرية الجهوية للجمارك بالأغواط، بناء على معلومات وردتها. وقد تمكنت من إحباط عملية تهريب كمية تزيد عن 40 قنطارا من المخدرات كانت على متن شاحنة متجهة نحو ليبيا عبر المنفذ الحدودي المسمى "طالب العربي" على يد "ت. ن. ا"، حيث كانت هذه الكمية على شكل صفائح مخبأة بإحكام خلف صفائح حديدية، كما تبين بأن الشاحنة ذات وثائق مزورة، قام بشرائها من المتهم الحالي "ح. فتحي" العقل المدبر للعصابة مقابل مبلغ 470 مليون سنتيم، كما كانت بهذه الشاحنة رموز مختلفة منها أبو ظبي ومراكش ورموز أخرى توحي بأنها موجهة إلى دول مختلفة استعملت فيها الجزائر كمنطقة عبور، حيث كشف "حشية فتحي" بعد تحويله على الاستجواب، بأنه سبق له التورط في قضية تهريب 30 كلغ من المخدرات وأدخل على إثرها لسجن تونس، أين حكم عليه ب 4 سنوات سجنا، قبل أن يطلق سراحه قبل أن يقضي عقوبته كاملة في إطار العفو الشامل الذي أفادتهم بها الدولة نتيجة الظروف الأمنية هناك. وأكد بأنه دخل للسجن الليبي بنفس الطريقة وخرج بنفسها، كما كشف المتهم عن هوية شركائه الذين ينحدرون جميعا من منطقة وادي سوف، حيث أكد أنه كان يعمل لصالح المتهم الفار "ت. ف"، الذي عرفه عليه شقيقه "ف.ع.ا" من أجل نقل المخدرات التي كان ينقلها من ولاية وهران، بعد شحنها على متن شاحنة من قبل أشخاص إلى الجنوب الجزائري بتمنراست، أين يتولى آخرون، وهم "توارڤ"، تفريغها وشحنها على متن سيارات رباعية الدفع لتهريبها إلى ليبيا، وصرح أنه قام بعمليتان ناجحتان قبل إلقاء القبض عليه في العملية الثالثة. كما كشفت التحريات أن المتهمين كانوا يستعينون بمشعوذين لتفادي الحواجز الأمنية عن طريق التعاويذ التي كان يطلقونها على مصالح الأمن، منهم المدعو "س. أ"، وهو مشعوذ يعمل تحت عباءة "راقي"، لكونه أعد "حجاب" تضمن طلاسيم وتمائم لفائدة السائق، قصد تمكينه من عبور الحواجز الأمنية.