تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها معظم ولايات الوطن، في وفاة طفل بولاية المدية بعد أن جرفته مياه واد سيدي نعمان، فيما تسببت السيول في غلق عديد محاور الطرقات، خاصة على مستوى ولاية باتنة التي أدى ارتفاع منسوب المياه إلى إغراق عديد المدن وغمر عدد كبير من المنازل، كما لم تمر "أمطار الربيع"، المتهاطلة خلال ال48 ساعة الأخيرة، بسلام على باقي الولايات، حيث تم تسجيل انهيار الجزء الرئيسي من الجسر الرابط بين واد العلايق وموزاية بالبليدة، وتسجيل عديد الانهيارات بالعاصمة . كشفت حصيلة الحماية المدنية المتعلقة بالتقلبات الجوية الأخيرة، عن تسجيل عديد التدخلات خلال ال 48 ساعة الأخيرة بمعظم الولايات التي شهدت تساقطا كبيرا للأمطار، ولقد أعلن بيان للمديرية العامة للحماية المدنية، عن وفاة طفل يبلغ من العمر تسع سنوات بولاية المدية، بعد أن تم انتشال جثته التي جرفتها مياه وادي سيدي نعمان شرق الولاية. انهيار بناية وتضرر عديد السكنات بالعاصمة ولقد أوضح بيان الحماية المدنية، فيما يتعلق بولاية الجزائر، أن الأمطار الغزيرة التي تساقطت على العاصمة خلال الساعات الماضية، تسببت في انهيار بناية بشارع الأخوة بليلي رقم 30، أين قضت بعض العائلات ليلتها في العراء نتيجة الأمطار الغزيرة التي تهاطلت بكثرة خلال ال 48 ساعة الأخيرة، كما تدخلت الوحدات لتصريف المياه التي تسربت إلى عشرات المنازل بكل من أحياء، بلوزداد، الجزائر الوسطى، باب الوادي وبوزريعة. الأمطار تغرق عديد المدن بباتنة وفي ولاية باتنة، تسربت السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة إلى عديد المنازل كما أحدثت أضرارا ببعض محاور الطرقات واستمرت الجهود لغاية صباح يوم أمس، لإزالة مخلفاتها، فيما أوضح المكلف بالإعلام بالمديرية المحلية للحماية المدنية تقي الدين بن عزيزفي تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن الأمطار الغزيرة المصحوبة بالبرد والتي بلغت حوالي 50 ملم في ظرف قارب الساعة أدت إلى انسداد جزئي في بالوعات صرف المياه وارتفاع منسوب المياه وتسربها إلى بعض أحياء مدينة باتنة وخاصة المنخفضة منها على غرار كشيدة والزمالة وبوعقال وبارك افوراج وطريق تازولت، مضيفا بأن أعوان الحماية المدنية تدخلوا عبر 50 نقطة 30 منها بدائرة باتنة والباقي عبر دوائر المعذر وسريانة وبريكى وعين التوتة وتازولت دون تسجيل أية إصابة في أوساط المواطنين فيما تمثلت الخسائر المادية في تصدع جدران بعض المنازل وسقوط الأسقف للبعض الآخر منها مع إتلاف جزئي لبعض الممتلكات العمومية جراء تسرب المياه إليها. من جهته أكد رئيس مصلحة استغلال وصيانة شبكة الطرقات بمديرية الأشغال العمومية عبد الكريم بلقاسم، أن الأضرار التي ألحقتها سيول الأمطار وتراكم حبات البرد ببعض محاور الطرقات الوطنية والولائية تمثلت في تآكل حواف الطرقات وكذا مجاري المياه بعد أن غمرتها السيول خاصة الطريق الوطني رقم 3 إلى غاية الحدود الإدارية مع ولاية ام البواقي والطريق الوطني رقم 87 إلى غاية الحدود الإدارية مع ولاية خنشلة وكذا انحدار الردم الخاص بالمنشأة الفنية على الطريق الوطني رقم 28 بمخرج بلدية تيلاطو، فيما تضررت أيضا بعض الطرقات الولائية منها الطريق الولائي رقم 165 ملحق الرابط بين الطريق الوطني رقم 3 وبلدية بومية ورقم 26 الرابط بين بلدية فسديس إلى غاية الحدود الإدارية مع ولاية أم البواقي والطرق الإجتنابية بمدينة باتنة. وأضاف بأن تدخل عمال الصيانة لمصالح الأشغال العمومية عبر الطرقات قد تواصل إلى ساعة متأخرة باستعمال العتاد اللازم بما في ذلك كاسحتين للثلوج لرفع ما علق بالطريق من برد وأتربة وإعادة فتح المحاور المتضررة ، وأشار مدير وحدة الديوان الوطني للتطهير بباتنة فاتح قادة إلى أن السقوط المعتبر لحبات البرد وتراكمها على الطرقات إلى جانب جرف سيول الأمطار للأتربة وبعض الشوائب ساهم في انسداد البالوعات على الرغم من تواجده كما قال- فرق التدخل عبر النقاط المنخفضة بعاصمة الولاية والتي تعتبر نقاطا سوداء مثل محور الدوران بوسط المدينة مضيفا بأن كل الإمكانات البشرية والمادية تم تسخيرها واستمر التدخل إلى غاية الساعات الأولى من يوم أمس. من جهتها، نفت مصالح الولاية في بيان صادر عنها أن ما حدث بباتنة يتعلق "بفيضانات" وقد تم التحكم في الوضع في ظرف ساعات قليلة من هطول الأمطار، موضحة بأن المصالح المعنية باشرت إزالة حبات البرد والعمليّة مستمرة على مستوى طريق تازولت التي تعتبر منطقة علوية ذات أتربة جبلية. انهيار جسر بالبليدة وشلل في الطرق الرئيسية وفي ولاية البليدة، تسببت الأمطار الغزيرة المتهاطلة في تضرر عدة منشآت هامة وكذا غلق طرق وطنية بسبب ارتفاع منسوب المياه، حيث كشف المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية الزغيمي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن ارتفاع منسوب المياه تسبب في غلق الطريق الوطني رقم 01 الرابط بين المدية والشفة وهذا عند النفق الأول بالإضافة إلى غلق الطريق الوطني رقم واحد الرابط بين بوفاريك والجزائر العاصمة، مضيفا أنه وعلى إثر التساقط الغزير للأمطار التي لم تتوقف سجلت ذات المصالح صباح اليوم انهيار الجزء الرئيسي من الجسر الرابط بين واد العلايق وموزاية بمنطقة قرقور دون تسجيل أية خسائر بشرية. كما أسفر هذا الحادث في غلق الطريق الوطني رقم 04 الرابط بين واد العلايق وموزاية هذا بالإضافة إلى غلق عدد من الطرق البلدية على غرار الطريق الرابط بين بوعرفة وحي سيدي دريوش، ولقد تدخلت مصالح الحماية المدنية منذ صباح أمس، لامتصاص المياه المتسربة للمحول الرئيس ببلدية مفتاح الذي يمون كل من الرويبة وخميس الخشنة ومفتاح بالطاقة الكهربائية بهدف وضع حد للإنقطاعات المتكررة للكهرباء بهذه المناطق بسبب هذه الوضعية، كما قامت ذات المصالح بإجلاء عدد من السكان القاطنين ببنايات فوضوية التي غمرتها المياه بالكامل كونها مبنية بواد سيدي الكبير الذي ارتفاع منسوبه بشكل كبير جراء الأمطار الغزيرة المتهاطلة وهذا دون تسجيل أية خسائر بشرية. مياه الأمطار تغمر عشرات المنازل بتيسمسيلت وبولاية تيسمسيلت، غمرت مياه الأمطار الغزيرة، عديد المساكن بمدينة ثنية الحد، حيث سجلت مصالح الحماية المدنية، تسربات للمياه بعدة مساكن بحي الحاكم الهش وكذا التجمع السكني 35مسكن، إضافة إلى تسجيل تجمع كميات كبيرة من المياه بالطرقات الحضرية للمدينة، ولا تزال تدخلات عناصر الحماية المدنية مدعمة بأعوان وحدة الديوان الوطني للتطهير متواصلة لتصريف مياه الأمطار بعديد المساكن المتواجدة بالتجمعين السكنيين المذكورين، كما تكفل أعوان الوحدة الثانوية لدائرة برج الأمير عبد القادر بإيواء عائلة من البدو الرحل مكونة من سبعة أفراد داخل خيمة لائقة وذلك بعدما غمرت مياه الأمطار خيمتهم، ولقد سجلت محطة الأرصاد الجوية لعين بوشقيف بتيارت تساقط أكثر من 30 ملم من الأمطار مشيرة إلى استمرار سوء الأحوال الجوية خلال ال24 ساعة المقبلة. من جهة أخرى، تم تحويل حركة المرور على طريق المدية - شفة بالطريق الوطني رقم 1 نحو طرق وطنية أخرى بعد فيضان وادي شفة وتسجيل انهيارات أرضية بمدخل الحمدانية بسبب مياه الأمطار، وأوضحت مجموعة الدرك الوطني للمدية أن حركة النقل على محور المدية-شفة توقفت كليا في الاتجاهين عقب فيضان مياه وادي شفة على هذا الطريق مما جعل حركة المرور مستحيلة بين ولايتي المديةوالبليدة، كما تسببت مياه الأمطار القوية التي تساقطت خلال ال 48 ساعة الماضية في تسجيل سلسلة من الانهيارات الأرضية والصخرية بين النفقين وعبر مضيق شفة في المدخل الشمالي لبلدية الحمدانية مما تسبب في الوقف الكلي لحركة المرور على محور المدية - شفة وبهدف تسهيل تنقل مستعملي الطريق الذين كانوا متجهين على هذا المحور بالطريق الوطني رقم 1 تم تحويل حركة المرور مؤقتا نحو الطريق الوطني رقم 18 الرابط بين المدية وجندل بعين الدفلى للسماح لأصحاب المركبات بالتوجه نحو الطريق السيار شرق-غرب، كما تم وضع طريق تحويلي آخر بالبرواقية حيث يسلكه مستعملي الطريق القادمين من المناطق الجنوبية للولاية وباقي مناطق البلاد والذين عادة ما يعبرون عبر الطريق الوطني رقم 1 للمرور عبر الطريق الوطني رقم 62 الرابط بين البرواقية والخميس بعين الدفلى.