رشيد لاسن، شاب طموح، نشيط، ومثقف، استطعتنا من خلال دردشتنا معه، اكتشاف أن فعل الخير مسألة لا تحتاج الكثير من الوسائل والماديات، بل الكثير من العطاء، الإرادة والعزيمة، نشط في العديد من الأعمال وتعرف على مجالات كثيرة، قبل وخلال التحاقه بمجموعة "بسمة أمل"، فاخترناه أن يكون ضيفنا لعدد اليوم ليكون قدوة حسنة لشبابنا، بعد أن أثبت أنه خير مثال للشاب المتخلق والمعاصر، تحدث لنا خلال محاورتنا له عن يومياته في هذا الشهر الفضيل، وكيفية توفيقه بين عمله ونشاطه في الجمعية الخيرية "بسمة أمل"، وعن أهم أهدافها. رشيد لاسن، 28 سنة، عازب، يقطن ببلدية براقي، بالعاصمة، تخصص في تعليمه العالي في التجارة، يعمل حاليا كتاجر، عضو في الجمعية الخيرية "بسمة أمل"، التي تهتم بالأعمال الخيرية بصفة يومية، خاصة في شهر رمضان، والأعياد الدينية. تحدث رشيد عن تأسيس الجمعية فقال " وضعنا القاعدة الأساسية للجمعية منذ 5 سنوات تقريبا، ويصل عدد الأعضاء إلى 10 عضو فعال، كلهم شباب متطوعين من مختلف الأعمار و المواهب والوظائف، هدفنا مساعدة الفقراء والمحتاجين ورسم البسمة في وجوهم، العمل التطوعي والخيري ليس سياسي أو تابع لأي جهة أو منظمة، بل فقط مساعدة المحتاج واليتيم، وتقديم المساعدات إنسانية والصحية والاستشارات النفسية لكل من يحتاج لذلك، بالإضافة إلى تكوننا كشباب للمساهمة في العمل التطوعي، ونحن نهدف كذلك إلى التنسيق بين الجمعيات والإدارات المحلية وحتى الوطنية، ونطمح للعمل على إستراتيجية بعيدة المدى لتكبير مجموعتنا الخيرية ولما لا، وشعارنا هو فريق واحد، قلب واحد ويد وحدة ما تصفق". وأضاف ضيفنا فيما يخص نشاطات المجموعة الخيرية، هو أن الهدف من الأنشطة هو خدمة المجتمع، ومد يد العون لكل محتاج، ومن أهم تلك النشاطات تقديم قفة رمضان، وإعداد موائد إفطار، "بالرغم أننا لم نقم بها هذا العام بسبب ضيق الوقت، الختان الجماعي، مع كسوة العيد، ورسالتنا من خلال هذه الأعمال هي أن الشباب حاضر في كل وقت ومسؤول على أفكاره ولديه طموح للعمل التطوعي، ومبادر في كل زمان ومكان". وعن الصعوبات التي تواجههم في المجموعة الخيرية "بسمة أمل"، قال أنه بالرغم من عدم وجود إمكانيات كبيرة وحتى مقر رسمي لهم، وأن لكل واحد في المجموعة اهتماماته الخاصة وعمله الخاص، إلا أنهم يجدون الوقت ليجتمعون ويخططون لفعل الخير حتى أنهم يلتقون أحيانا في اجتماعاتهم في حديقة مستشفى "مصطفى باشا"، وأحيانا أخرى عند "مول التاي". أما فيما يخص التبرعات أفاد ضيفنا من خلال قوله أنه"يد وحدة ما تصفق، ففي بداية الأمر نبدأ من أنفسنا حيث يتوجب علينا نحن كأفراد المجموعة أن نضع مبلغ مالي محدد كل شهر، بالإضافة إلى مساعدات ناس الخير، ناس لحباب، الذين أصبحوا هم من يبحثون علينا من أجل التبرع وليس نحن، وهذا بسبب ثقتهم العمياء في جمعيتنا، ولأنهم متأكدون من مصداقيتها وشفافيتها وخاصة أمانتها، لكن إضافة إلى المساعدات المالية نتلقى أيضا وبكل أمانة مساعدات خدماتية وتسهيلات من طرف العديد من الجهات فمثلا في الحفلات الخيرية التي نقيمها نجد من يعيرنا صالات الأفراح بدون أي صعوبات وفي أي وقت نريده بالإضافة إلى حضور بعض الفنانين الجزائريين فهم من يحيون هاته الحفلات مجانا وبكل سرور ومحبة وهم مشكورين على ذلك". وبالنسبة ليومياته خلال الشهر الفضيل، قال رشيد "أبدأ يومي باكرا، أتوجه بعد ذلك إلى العمل، وفي وقت الظهيرة أعود إلى البيت لأرتاح قليلا، وأسمح لنفسي بأخذ قيلولة صغيرة، ثم أخرج بعد صلاة العصر، من أجل توزيع قفة رمضان وتقديم مساعدات للفقراء والمحتاجين، بعدها أذهب لاقتناء بعض الاحتياجات للمنزل، وشراء الحلويات الرمضانية اللذيذة "كقلب اللوز"، "الزلابية"، وغيرها من الحلويات التي أشتهيها أنا وعائلتي، وبعد الإفطار، أحرص على تأدية الصلوات، ثم أخرج لملاقاة أعضاء الجمعية، حيث نجتمع بصفة يومية، من أجل البرنامج الخيري وكذلك للتحضير ليوم الختان الذي سوف ننظمه يوم الجمعة 1 جوان، وسيحضره مختلف الفنانين، بعد أن حرصنا على ختان أكبر عدد ممكن من الأطفال المحتاجين واليتامى، بهدف زرع الفرحة والابتسامة على وجوههم ووجوه أولياءهم كذلك. وأفاد ضيفنا أن رمضان بالنسبة له، هو شهر العبادة، حيث من المفروض أن نتقرب من الله سبحانه وتعالى قدر الإمكان، لأنه فرصة لتقوية الإيمان، وكذلك يجب مضاعفة الخير والعبادات في هذا الشهر لأنه شهر التوبة والغفراء، تقبل فيه كل الصالحات. وفي سؤالنا حول تأثير رمضان على نشاطه المعتاد، رد محدثنا أنه لا يأثر فيه بل بالعكس تماما ففي هذا الشهر الفضيل يزداد نشاطه وحيويته، وكلما كان نشيط زاد نشاطه،وكلما كان خمول زاد خموله، فيساعده النشاط بتسريع وقته خلال اليوم، مضيفا "أختار دائما العمل في هذا الشهر الفضيل لأنه شهر العبادة والعمل، وكذلك هو شهر مربح كثيرا بالنسبة لي حيث أجني فيه ضعف الأرباح مقارنة بالأشهر الأخرى". وعن الأطباق الرمضانية المفضلة لديه، قال محدثنا أنه يحب جميع الأطباق بدون استثناء لأن الأطباق الجزائرية لذيذة، لكنه يفضل طبق "الشوربة"، و"الفريت أوملات"، ولا يتصور مائدة الإفطار بدون بطاطا مقلية طوال شهر رمضان. كما لم ينسى ضيفنا التحدث على ذكرى خسارة أعز صديقة له، وهذا منذ سنتين حيث توفيت في شهر رمضان، فقال متأثرا " خسرت في رمضان أعز صديقة لي في هذه الدنيا، كانت نعم الصديقة، ربي يرحمها ماتت بين يدي، أتذكرها دائما وليس في رمضان فقط، وأترحم عليها باستمرار، ولا أنسى زيارة أمها وتفقدها فهي من رائحة المرحومة". في النهاية ختم ضيفنا قائلا " نشكر جريدتكم على هذا الحوار، ونشكر من يساهم في هذه الجمعية من بعيد وقريب على رأسهم المحسنين والأسرة الإعلامية التي تمد لنا يد العون والشباب المتطوع، وصحا رمضانكم".