أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الدكتور جمال ولد عباس، بأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ومنذ توليه الحكم أعطى أوامر بضرورة إعادة الإعتبار للمجاهدين والشهداء المهمشين في التاريخ، وكذا الأحداث التاريخية التي شهدتها الجزائر خاصة إبان الثورة التحريرية وتجاوز ثقافة النسيان. استحضر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الدكتور جمال ولد عباس، في كلمة له أمس، خلال إشرافه على لقاء بمناسبة إحياء ذكرى هجمات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955، بقسنطينة، بطولات الشهداء الجزائريين، وعلى رأسهم الشهيد زيغود يوسف الذي كان العقل المدبر لهجمات الشمال القسنطيني، والتي أخذت بعدا دوليا، مشيرا إلى أن الرئيس بوتفليقة أعطى أوامر لمحاربة ثقافة النسيان التي تفشت. وقال ولد عباس أن الذكرى المزدوجة لما يعرف بهجوم الشمال القسنطيني وكذا انعقاد مؤتمر الصومام التاريخي الذين يتزامنان مع 20 أوت 55 و56، نجدد فيها موعدنا مع تاريخ جبهة التحرير الوطني التي قادت الثورة المسلحة ثورة أول نوفمبر 54، وما تبعها من انتفاضات وهجومات، مشيدا بمآثر الشهيد زيغود يوسف، مؤكدا أن ما قام به الشهيد زيغود يوسف يسجل بحروف من ذهب في تاريخ الجزائر، وأضاف أن الجزائر لا تكون بدون الأفلان وكذلك الأفلان بدون الجزائر لا يمكنه أن يستمر. وقال أمين عام الأفلان أن حزب جبهة التحرير الوطني شارك في التحرير وفي البناء منذ العام 1963 وهي فخر للجزائر قائلا "لا جزائر من دون الأفلان ولا أفلان من دون الجزائر"، مستدلا بعبارة قالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "ارفع راسك يا أبا". وتحدث الأمين العام للأفلان في تجمع شعبي ضم 04 ولايات بحضور أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب على غرار السعيد بدعيدة، عبد المالك بوضياف، نذير بولقرون، صليحة جفال، عائشة طباقو ومنتخبون ونواب البرلمان بغرفتيه، احتضنته دار الثقافة مالك حداد قسنطينة، عن المراحل التي عاشتها الثورة الجزائر إلى غاية الاستقلال، وما قدمه المجاهدون من تضحيات، واعتبر الدكتور ولد عباس أن هذا اليوم له صدى واسعا لاسيما وأن الجزائر تقف في هذه الذكرى أمام قامة تاريخية لا يمكن نسيانها، قائلا إن قام به الشهيد زيغود يوسف، يسجل بحروف من ذهب في تاريخ الجزائر، فهجوم الشمال القسنطيني الذي شنه الثوار و المجاهدون في 20 أوت 1955 وكذا انعقاد مؤتمر الصومام – يضيف الأمين العام- ينفردان بخصوصية كبيرة في مسار ثورة التحرير، كون الأول شكل تطورا نوعيا في طبيعة العمل العسكري لجيش التحرير الوطني رغم محدودية الإمكانيات، كما كان إشارة قوية لتوسع الثورة وانتشارها تدريجيا، وعن مؤتمر الصومام، أوضح الأمين العام للأفلان أنه يعتبر نقطة تحول في المسار النضالي، من حيث التنظيم والتنسيق، رغم أنه جاء في مرحلة مفصلية من عمر الثورة التي وجدها القادة في الوصول إلى الصومام مكان انعقاد المؤتمر التاريخي لمناقشة كافة الجوانب المتعلقة بالثورة. وأكد جمال ولد عباس على أن 20 أوت 55 و20 أوت 56، كان سنة فاصلة تميزت بتقييم المرحلة الأولى من كفاح الحركة الوطنية، ساعدت على تهيئة الأجواء والتسريع بانعقاد المؤتمر، وفك الخناق الذي فرضته فرنسا على الثورة، رغم ما أصابها من ألم بفقدان أعز رجالاتها، مذكرا بالشهيد ديدوش مراد بن عبد المالك رمضان وباجي مختار وأسماء عديدة سجلت بدمائها اسم الجزائر. وعرج جمال ولد عباس إلى الحديث عن جهود القادة في إيصال القضية الجزائرية إلى الأممالمتحدة، بعض مضي ثلاثة أشهر فقط من هجوم 20 أوت 55، عندما تحدث عن مؤتمر باندونغ الدولي بأندونيسيا، ارتفعت فيه أصوات 29 دولة، تحمل أعلاما تمثل دول أفريقيا وآسيا يتوسطها علم الصين واليابان، وقعت على حركة عدم الانحياز، ولأول مرة يجتمع حكام القارتين "آسيا وإفريقيا" ليتناقشوا في قضايا تهم شعوبهم وشعوب العالم الآخر ومخاطر الأسلحة النووية إذا ما نشبت الحرب، تم فيه الاعتراف بالقضية الجزائرية وتسجيلها في جمعية الأممالمتحدة، والفضل يعود إلى هذه الانتفاضة التي قادها الشهيد زيغود يوسف ومن معه. كما تحدث جمال ولد عباس عن الشهيد مصطفى بن بولعيد كونه صاحب مقترح عقد مؤتمر الصومام وطرح الفكرة على عبان رمضان وكريم بلقاسم والعربي بن مهيدي لعقد المؤتمر التأسيسي الأول للأفلان، مشيرا في حديثه إلى المشاورات التي وقعت بين القادة بن طوبال، بوغابة وعميروش الذي كانت أكثر حرصا على عقد المؤتمر.